تنزيل
0 / 0

حكم التكسب بنشر الشعر

السؤال: 146652

هل يجوز نشر شعر خيالي من أجل المال ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :

حكم الشِّعر تابع لحكم الكلام الذي يشتمل عليه ، والقاعدة المشهورة في ذلك ما جاء
في مرسل عروة بن الزبير رحمه الله : ( الشعر كالكلام ، فحسنه حسن ، وقبيحه قبيح ) .

فإذا اشتمل الشعر على التشبيب بامرأة معينة لا تحل للشاعر ، أو التهييج على المعصية
: فهو شعر محرم .

وإما إذا اشتمل على ذكر الله ، والصلاة على رسول الله ، والحث على مكارم الأخلاق ،
ومحاسن السير : فهذا شعر مندوب مستحب .

وأما إذا لم يشتمل على الكلام المكروه أو المندوب ، وإنما اشتمل على المواضيع
المباحة : فهو شعر مباح ، وهذا هو الحكم الأصلي فيه ، الإباحة ، كما أن حكم الكلام
في الأصل هو الإباحة.

يقول ابن قدامة رحمه الله :

” ليس في إباحة الشعر خلاف ، وقد قاله الصحابة والعلماء ” انتهى.

” المغني ” (10/176) ومن أراد التوسع في النقل عن العلماء في حكم الشعر فليرجع إلى
“الموسوعة الفقهية ” (26/113-117)

ثانيا :

بناء على ما سبق يمكن معرفة حكم التكسب بالشعر ، فإذا كان أصل العمل مباحا جاز
التكسب به من حيث الأصل ، ولا ينتقل إلى الحرمة أو الكراهة إلا لعارض .

وقد نص الفقهاء رحمهم الله على أن حكم التكسب بالشعر فيه تفصيل :

1- فإذا كان الشاعر يتكسب بالشعر من خلال إرهاب الناس بهجائه ، أو قدحه في أعراضهم،
وإنما أعطاه الناس أموالهم درءا لشره وكفا للسانه : فهذه الأموال المتحصلة هي من
السحت الحرام .

2- أما إذا كان شعرا مباحا أو مندوبا ، وتحصل الشاعر على بعض المال بسبب شعره :
فهذا لا حرج عليه فيه ولا بأس .

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ :

( بَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِالْعَرْجِ ، إِذْ عَرَضَ شَاعِرٌ يُنْشِدُ ، فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خُذُوا الشَّيْطَانَ – أَوْ
أَمْسِكُوا الشَّيْطَانَ – لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ
رَجُلٍ قَيْحًا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا
)
رواه مسلم (رقم/2259)

قال الإمام أبو العباس القرطبي رحمه الله :


إنما فعل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفعل مع هذا الشاعر لما علم من حاله
، فلعل هذا الشاعر كان ممن قد عرف من حاله أنه قد اتَّخذ الشعر طريقًا للكسب ،
فيفرط في المدح إذا أعطي ، وفي الهجو والذمِّ إذا مُنع ، فيؤذي الناس في أموالهم
وأعراضهم .

ولا خلاف في أن كل من كان على مثل هذه الحالة فكل ما يكتسبه بالشعر حرام ، وكل ما
يقوله حرام عليه من ذلك ، ولا يحل الإصغاء إليه ، بل يجب الإنكار عليه .

فإنَّ لم يمكن ذلك : فمن خاف من لسانه تعيَّن عليه أن يداريه ما استطاع ، ويدافعه
بما أمكن ، ولا يحل أن يعطي شيئًا ابتداء ؛ لأنَّ ذلك عون على المعصية ، فإن لم يجد
من ذلك بدًّا أعطاه بِنِيَّة وقاية العرض ، فما وقى به المرء عرضَه كُتب له به صدقة
” انتهى.

” المفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم ” (5/528-529)

ويقول أبو عبد الله القرطبي رحمه الله :


قال
ابن حبيب : لا بأس بالإجارة على تعليم الشعر والرسائل وأيام العرب ، ويكره من الشعر
ما فيه الخمر والخنا والهجاء ” انتهى باختصار.


الجامع لأحكام القرآن ” (1/337)

وجاء في ” رد المحتار ” (5/272) من كتب الحنفية :

” ( ومن السحت ما يأخذه شاعر لشعر )؛ لأنه إنما يدفع له عادة قطعا للسانه .

فلو كان ممن يؤمن شره فالظاهر أن ما يدفع له حلال ، بدليل دفعه عليه الصلاة والسلام
بردته لكعب لمَّا امتدحه بقصيدته المشهورة ” انتهى.

وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله السؤال الآتي :

هل يجوز التكسب من الشعر ؟

فأجاب :

” إذا كان الشعر مباحاً ، طيباً ، في مصالح المسلمين ، المؤلف يبيعه
ويكتسب ، مثل : شعر في الآداب الشرعية ، شعر في الأحكام ، شعر في الصناعة المباحة ،
ويبيعها ، فلا بأس ، مثلما تباع الكتب المؤلفة ” انتهى.

نقلا عن موقع الشيخ على الرابط الآتي :


http://www.binbaz.org.sa/mat/20638

والله أعلم .

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android