يريد الزواج من امرأة يرفضها والداه لعيب خلقي فيها
السؤال: 147100
هل تعتبر العيوب الخلقية كاعوجاج في العمود الفقري وفي الجسم ككل سبباً شرعياً لمنع الوالدين بزواجي بمن اخترت؟ مع العلم أنها على دين وخلق وعقل ؟ وجزاكم الله خيرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
ينبغي أن يختار الإنسان لنفسه ذات الدين والخلق ؛
لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ :
لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ
الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ) رواه البخاري (4802) ومسلم (1466) .
وله أن يتزوج من مريضة أو معاقة أو من بها عيب خلقي ، لأن الحق له ، والخيار إليه .
ثانيا :
ينبغي أن يستأذن الرجل والديه في النكاح ، ويستشيرهما فيمن يريد خطبتها ، ويسعى
لإرضائهما ، لما لهما من الحق العظيم عليه .
فإن رغب في امرأة معينة ، وأمره والداه بتركها ، فينبغي أن يطيعهما ، ما لم يخش
الوقوع في الحرام إن لم يتزوج من هذه المرأة المعينة . وقد صرح ابن الصلاح والنووي
وابن هلال -كما ذكر العلامة محمد مولود الموريتاني في نظم البرور – بوجوب طاعة
الوالد إذا منع ابنه من الزواج بامرأة معينة .
لكن
إن خشي الوقوع في الحرام مع هذه المرأة ، كان درء هذه المفسدة مقدما على طاعة
الأبوين.
فإن
كنت حريصا على الزواج من هذه المرأة فعليك إقناع والديك بأسباب اختيارك لها ، فإن
وافقا فالحمد لله ، وإن أصرا على الرفض فالأحسن لك أن تطيعهما .
ولا
ينبغي أن يحزنك ذلك ، فإن الله جاعل لك بطاعتهما خيرا وتوفيقا ، ولا يخفى ما
للوالدين من عظيم الحق والفضل الذي يستدعي شكرهما وبرهما والإحسان إليهما والتضحية
بكثير من الملذات والمسرات لأجلهما .
رزقنا الله وإياك البر والإحسان .
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟