0 / 0

حكم التسمية بـ ” مفتون ” ، أو التلقب به .

السؤال: 147252

قيل لي بأن كنيتي “مفتون” تعنى بالعربية “من أصابته الفتنة” ؛ فهل هذا صحيح ؟ وإذا كان كذلك فهل يجب على استبدالها بأخرى ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :

الاسم : هو اللفظ الدال على المسمى .

والكنية : ما كان في أوله “أب” أو “أم” ، وقال بعضهم : أو “خال” أو “عم” ، وقد تكون لقباً مثل “أبو الجود” و”أبو لهب” .

واللقب : ما أشعر بمدح أو ذم ، مثل : زين العابدين ، وأنف الناقة .

فـ ” مفتون ” اسم أو لقب ، وليس بكنية .

ثانيا :

من السنة تغيير الاسم القبيح ، واستبداله بالاسم الحسن ، فقد كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُغَيِّرُ الِاسْمَ الْقَبِيحَ إلى الحسن . رواه الترمذي (2839) وغيره ، وصححه الألباني في “الصحيحة” (207) .

وقال النووي رحمه الله :

” السنة تغيير الاسم القبيح ” انتهى من “المجموع” (8/418)

وقال ابن القيم رحمه الله :

” وهذا باب عجيب من أبواب الدين : وهو العدول عن الاسم الذي تستقبحه العقول وتنفر منه النفوس ، إلى الاسم الذي هو أحسن منه ، والنفوس إليه أميل ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الاعتناء بذلك ” انتهى .

“تحفة المودود بأحكام المولود” (ص 52-53)

و” مفتون ” ليس من الأسماء الحسنة ، بل هو من الأسماء المكروهة التي ينبغي اجتناب التسمية بها وتغييرها ؛ فلفظة الفتنة ومشتقاتها لا تصلح في الأسماء أو الألقاب أو الكني ؛ فالفِتْنةُ اختلافُ الناس بالآراء ، والفِتْنةُ الإِحراق بالنار ، والفِتْنة في التأْويل الظُّلْم ، والفتنة : الضلالُ والإثْمُ والكُفْرُ والفَضِيحَةُ والعذَابُ والإضْلالُ والجُنونُ والمِحْنَةُ …

راجع :

“إعراب القرآن” (5/51) – “معجم مقاييس اللغة” (4 / 472) – “أساس البلاغة” (1 / 344) – “مختار الصحاح” (ص 517) – “القاموس المحيط” (ص 1575) – “المعجم الوسيط” (2 / 673) .

وفي حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه ، في قصة شكاية أهل الكوفة سعد بن أبي وقاص إلى عمر ، وقيام ذلك الرجل في المسجد واتهامه سعدا ، فقال سعد رضي الله عنه :

( أَمَا وَاللَّهِ لأدْعُوَنَّ بِثَلاَثٍ : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ عَبْدُكَ هَذَا كَاذِبًا قَامَ رِيَاءً وَسُمْعَةً فَأَطِلْ عُمْرَهُ ، وَأَطِلْ فَقْرَهُ ، وَعَرِّضْهُ بِالْفِتَنِ ) .

وَكَانَ بَعْدُ إِذَا سُئِلَ يَقُولُ : شَيْخٌ كَبِيرٌ مَفْتُونٌ أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ .

قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بن عُميْر : فَأَنَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ مِنْ الْكِبَرِ ، وَإِنَّهُ لَيَتَعَرَّضُ لِلْجَوَارِي فِي الطُّرُقِ يَغْمِزُهُنَّ . رواه البخاري (755)

وروى الترمذي (3233) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتاني الليلة ربي تبارك وتعالى في أحسن صورة – قال أحسبه قال في المنام – فقال : فذكر الحديث وفيه : (  وقال : يا محمد إذا صليت فقل : اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين ، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون ) .

وصححه الألباني في “صحيح الترمذي” .

وروى البيهقي في “الشعب” (9465) عن مصعب بن سعد قال : ” لا تجالس مفتونا فإنه لن يخطئك منه إحدى خصلتين : إما أن يفتنك فتتابعه ، أو يؤذيك قبل أن تفارقه ” .

وقال الشيخ الألباني رحمه الله في “السلسلة الصحيحة” ( 1/ 8 ) :

” ومن أقبح الأسماء التي راجت فى هذا العصر ويجب المبادرة إلى تغييرها لقبح معانيها هذه الأسماء التي أخذ الآباء يطلقونها على بناتهم مثل ( وصال ) و ( سهام ) و ( نهاد ) و ( غادة ) و ( فتنة ) و نحو ذلك ” انتهى .

وقال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله :

” ويُكرهُ التسمِّي بأسماءٍ فيها معانٍ رخوةٌ شهوانيةٌ ، وهذا في تسمية البناتِ كثيرٌ ، ومنها : أحلام ، أريج ، عبير ، غادة ( وهي التي تتثنَّى تيهاً ودلالاً ) ، فتنة ، نهاد ، وِصال ، فاتن ( أي : بجمالها ) شادية ، شادي ( وهما بمعنى المُغنِّية ) ” انتهى .

“تسمية المولود” (ص 23) .

والخلاصة :

أن اسم ” مفتون ” يكره التسمي به ؛ لأنه مفعول من الفتنة ، والفتنة وما يتصرف منها يكره التسمي أو التلقب بها ، والسنة في ذلك تغييره إلى اسم مستحب مستحسن .

والله أعلم .

راجع إجابة السؤال رقم : (1692) ، (101401) .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android