تنزيل
0 / 0

تريد لقلبها ألا يتعلق بالرجال !!

السؤال: 147283

أي بنت تحلم بالزواج ، ولكن أنا الآن عمري 27 عاما ، ولم يتقدم أحد لخطبتي ، رغم أن
الكثيرين يقولون إني أمتلك جميع مميزات الفتاة التي يطلبها الرجل ؟

لقد هدمت أخلاقي بنفسي منذ أن دخل
النت ، وأنا أريد أن أطلع على الجنس الآخر ، فقط أريد أن أتعرف ، لأبحث عن زوج !!
كانت بداياتي بالنت في الشات ، تعرفت على شاب امتلك قلبي ، وكان حبي الأول مع أنني
لم أره إلا مرة واحدة فقط منذ عام 2002 إلى 2004 ، وانفصلنا فجأة .
بعد هذه الصدمة وبدأ مستواي الجامعي يقل ، حيث إنني درست المرحلة الجامعية 7سنين ،
بعد ذلك حصلت لي نفس الصدمة ، وشعرت أن حياتي في تدمير مستمر .
ثم بدأت البحث عن شخص آخر ، بل بدأت في علاقات متعددة ، وفي وقت واحد ، كأنني أريد
أن أزيد الألم في قلبي ، وأشغل نفسي ؟!
إلى أن تعرفت على إنسان جعلني ملكاً له (؟!) ؛ لا أستطيع خداعه ، تعلقت به بشكل لا
يتصوره أحد ، وتطورت علاقتي معه بدلاً عن الموبايل ، أصبحت صور ، وقابلته 3 مرات
بمطعم ، وتعدى كل منا حدوده !!
ثم انفصل عني فجأة لشهرين ، لا أعرف ماذا أفعل كنت أريد أن أنتحر ؟!!
شعرت أنني دنيئة ، كنت أعلم أنه لا يريد الزواج بي ، ولا أي إنسان يريد الزواج بي ؛
كأنني خطيئة ، أو مقرفة ، أو حشرة !!
ثم رجعت لعادتي القديمة ، فتعرفت على مجموعة شباب عن طريق الفيس بوك ، ولكنني لم
أحبهم ، فقط سوالف !!
ولكن خفق قلبي مرة أخرى لابن الجيران ، الجدار بالجدار ، حيث إنني رجعت له بقوة
، لكن بطريقه سيئة جداً ، حيث إنني نزلت لمستوى دنيء ، وقابلته مرة واحدة ، وانصدمت
منه ، حيث كان يريد أن يأكلني ، خفت على نفسي ، وأول مرة أخاف ، فأنا لا أريد
مقابلة أو علاقة جسدية تربطني معه ، حيث إنه قام بتقبيلي بقوة ، وغصباً عني ،
فأخبرته أنني لا أريد الحرام ؛ بل أريد الزواج ، فقال لي : مع السلامة !!

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

يا أمة الله ، لسنا والله ندري ما نقول لك ؟!
لماذا فعلت بنفسك كل هذا ؟!
لماذا خاطرت بنفسك ، وبدينك ، وبعرضك ، وبشرفك ؟!
لماذا جعلت نفسك فريسة سهلة لكل ذئب ، أو … كلب ، لا يبحث إلا عن إشباع الغريزة
؟!
ألأنك تقدمت سنك شيئاً ما ، وتأخر عنك الزواج شيئاً ما ، ظننت أن بإمكانك أن تقتنصي
فرصة لم يأت أوانها ؟!
ألأنك تشعرين بالفراغ في قلبك ، وحياتك ، رحت تلعبين بالنار التي أحرقتك ، أو كادت
أن تفحمك بسعير المعصية والإثم ؟!
ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ألم تعلمي أن أمر الزواج والذرية ، والطعام والشراب ، والغنى والفقر ، والحياة
والموت ، كل ذلك إنما هو رزق مقدر بيد الرزاق العليم ، الحكيم الخبير :
( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ
يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ
ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ )
الشورى/49-50 .
ألم تعلمي يا أمة الله أن كل شيء مكتوب ومقدر من قبل أن تخلق السموات والأرض بخمسين
ألف سنة !!
هل يليق بالفقير العاجز ، أن يخالف أوامر الملك ، ويخرج عن طاعته ، من أجل أن يعطيه
الملك من الخيرات التي عنده ؟!!
ألم تسمعي إلى ما رواه البزار وغيره ، وصححه الألباني ، أن رَسُولِ الله صَلَّى
الله عَلَيه وسَلَّم قال :
( لَيْسَ شَيْءٌ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَيُبَاعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ
إِلاَّ أَمَرْتُكُمْ بِهِ ، وَلاَ شَيْءٌ يُبَاعِدُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ،
وَيُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلاَّ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ ، وَإِنَّ الرُّوحَ
الأَمِينَ نَفَثَ فِي رُوعِي ، أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ ، إِلاَّ وَقَدْ
كَتَبَ الله رِزْقَهَا ، فَاتَّقُوا الله ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ ، وَلاَ
يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ تَطْلُبُوهُ بِالْمَعَاصِي ،
فَإِنَّهُ لاَ يُدْرَكُ مَا عِنْدَ الله إِلاَّ بِطَاعَتِهِ )
لستِ أول من تأخر زواجه ، بل لست أول من حرم الزواج ، لو لم يقدر لك أصلاً ؛ لكن
المحروم الحقيقي من حرم العافية في دينه ، والمصاب الحقيقي هو التفريط في الدين ،
والشرف والعرض !!
نحسب أنك تعلمين ذلك ، ونحسب أنك تعلمين خطأ الطريق الذي كنت تمشين فيه ، ثم ماذا
ربحت في النهاية ، سوى الإحباط ، واليأس ، وجرأة الفساق والفجار عليك ، وقد كدت أن
تسقطي في مهواة الرذيلة ، وكاد الفاجر أن يوقع بك ، لولا أن سلم الله ، ولذلك قال
لك : مع السلامة !!
لأنه لا يريد إلا النتن والنجس ؛ لا يريد الطهر ، ولا العفاف ، ولا الزواج .
ليس لك ـ إذا أردت الحفاظ على قلبك ، ودينك ، وشرفك وعرضك ، وكرامتك ، ليس لك
للحفاظ على نفسك إلا طريق الطهر والعفاف : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ
أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ
خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ
أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا
ظَهَرَ مِنْهَا ) النور/29-30 .
فغضي بصرك عن الرجال ، واقطعي سبل الغواية عنك ، وحرمي على نفسك دخول مواقع الفساد
، والمحادثات ، بل امنعي نفسك عن الشبكة تماماً ، حتى تنفطم عن أبواب الشهوات ،
وأسباب الفساد والغواية ، وصوني عرضك وشرفك عن مواطن الرذيلة والقذر ، واملئي فراغ
قبلك ، وفراغ وقتك : بالباقيات الصالحات ، من ذكر الله تعالى ، وتلاوة القرآن ،
وإقام الصلوات ، وسائر الطاعات ، وساعتها سوف تعلمين كيف تكون راحة القلب ، وكيف
يكون طهره ونقاؤه من الوساوس ، وأمراض الشهوات والشبهات ؛ ثم اعلمي أن ذلك كله لن
يبطئ بك عن رزق قد كتبه الله لك ، كما قد رأيت أن طريقك الأول ، لم يعجل لك رزقاً
قد أخره الله عنك .
نسأل الله أن يهديك ، ويشرح صدرك للتوبة النصوح ، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه من
الأقوال والأعمال .
والله أعلم .

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android