تريد أمي منى أن ألتحق بالمجال الطبي وأنا أريد الالتحاق بمجال التجارة والأعمال . ومع ذلك فهي غير راضية عن هذا القرار وبسبب عدم رضاها فربما لا يرزقني الله النجاح . فهل هذا صحيح ؟
أليس اختيار الكلية أمراً يخصني في الأساس؟ إلا أنني أجد ردها غير منطقي عندما أحدثها بأفضل طريقة وأحسن أسلوب فلا أجد منها إلا غضبا لا يستوعب . فهي تدعي أنه لن تقبل بي امرأة زوجا بسبب التحاقي بهذا المجال غير المربح ، وذلك وفقا لرأيها . فأخبرتها أن الله تعالى هو الرزاق وسأكون قادرا بمشيئة الله على دعم نفسي لأن الله هو الذي يقدر من سيكون الغنى ومن سيكون الفقير . ما رأى شيخنا الفاضل ؟
فهل حقا إن الله لن يساعدني على النجاح في حياتي لأن والدتي تفضل أن أكون طبيبا على أن أكون رجل أعمال؟
والدته تريد منه أن يدرس الطب وهو يختار مجال التجارة
السؤال: 147294
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
للأم حق عظيم على ولدها ، وهو مطالب ببرها والإحسان إليها كما أمر الله تعالى في مواضع كثيرة من كتابه ، وأمر به رسوله صلى الله عليه وسلم .
ولهذا ينبغي أن تسعى في إقناعها بمزايا التوجه الذي تميل إليه نفسك وترغب في تحقيقه وتشعر بأنك قادر على النجاح فيه .
وهنا أمر يغفل عنه بعض الآباء والأمهات ، فإنهم ينظرون إلى جمال التخصص أو المهنة ، ولا ينظرون إلى استعداد الابن لها ورغبته في النجاح فيها ، فقد لا يكون للابن رغبة في الطب مثلا ، ولا يشعر بحاجته إليه ، ولا بإمكانه التفوق فيه ، ومع ذلك يصر والداه على أن يدرس الطب ، وفي هذا قضاء على المواهب الحقيقية ، وإسهام في تخريج غير الأكفاء في تخصصهم .
ولا يلزم الابن طاعة والديه في اختيار تخصص الدراسة أو مجال العمل ، كما لا يلزمه أكل ما لا يشتهيه ، أو نكاح من لا يريد .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ” وليس للأبوين إلزام الولد بنكاح من لا يريد فلا يكون عاقا ، كأكل ما لا يريد ” انتهى من “الاختيارات” ص 304 .
فإذا لم يلزمه طاعتهما في أكلة لا يريدها مع أن مشقتها لا تتجاوز ساعة أو نحوها ، فأولى ألا يلزمه طاعتهما في دراسة تستغرق سنوات ، وينبني عليها العمل لسنوات أخر ، وهو غير راغب في ذلك .
لكن عليك بذل الوسع في إرضاء والدتك وتطييب خاطرها ، وإثبات تفوقك ونجاحك في مجال التجارة والأعمال .
ونسأل الله لك التوفيق والعون والسداد .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب