يخشى على ولده من الفساد عند التحاقه بالمدرسة الثانوية
السؤال: 148188
لدى ابن يبلغ من العمر 10 سنوات ، وهو من المفترض التحاقه بالمدرسة الثانوية ؛ لكن النظام المدرسي يعانى الكثير من ضروب الفساد ، فهل من الأفضل أن يدرس بالمنزل ، على الرغم من أن مستوى التعليم ربما لا يكون مرتفعا ، أم علي أن أتركه يذهب للمدرسة الثانوية وأن يتعرض للفساد ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
إن
ما ورد في السؤال هو إشكالية حقيقية ؛ إشكالية المحافظة على أفكار وعقائد الأبناء ،
مع ما يلقونه في المناهج الدراسية من أفكار وعقائد ونظريات تخالف أصول دينه .
والمحافظة على أخلاق الأبناء وآدابهم والتزامهم السلوكي ، على الرغم مما يتعرضون له
في المدارس المختلطة مما ينافي ذلك كله ، إنها إشكالية المواجهة من الشبهات
والشهوات في آن واحد !!
والذي يظهر هنا أنه يجب على ولي الأمر أن يختار لابنه أمثل المدارس وأبعدها عن تلك
المفاسد ؛ وإذا كان من الصعوبة بمكان أن يجد خيرا خالصا ؛ فليبحث عن أكثرها خيرا ،
وأقلها ضررا وشرا .
والواجب عليك تجاه ابنك أن تختار له مدرسة إسلامية غير مختلطة ، حتى ولو كلفك ذلك
زيادة في النفقات الدراسية ، أو زيادة جهد في نقل ابنك إلى حيث توجد المدرسة ؛ بل
ننصحك ، إذا لم يوجد في المدينة التي تسكن فيها مثل هذه المدارس ، أن تنتقل بأسرتك
إلى مكان آخر يمكنك أن تجد لأبنائك مدرسة إسلامية مناسبة لدراستهم ، إذا كان ذلك
ممكنا لك ، ولو كان في الأمر بعض المشقة والصعوبات .
فإذا لم تستطع ذلك ، وكان بإمكانك أن تعوضهم عن هذه المدارس ، بدراسة منزلية ، ولو
بنقص يسير محتمل : فافعل ذلك ، اجعل حفاظك على دين أولادك وخلقهم هو المقدم على كل
شيء .
فإن
عجزت ، واضطر ابنك إلى هذه المدارس : فسوف يكون عليك عبء مضاعف في متابعة ابنك ،
ومراعاة ، ومداواة أسباب الفساد التي يلقاها :
فَإِن تَنجُ مِنها تَنجُ مِن ذِي عَظيمَةٍ وَإِلاّ فَإِنّي لا إِخالُكَ
ناجِيا
على
أننا نرى صعوبة فعلية في القيام بهذا الخيار ، واستمراره على ما ينبغي ، ولذلك ربما
كانت الخيارات الأولى أكثر واقعية ومنطقية .
وينظر جواب السؤال رقم (127946)
.
نسأل الله أن يلهمك رشدك ، ويعينك على ما حملك من أمر ذريتك .
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعتم بهذه الإجابة؟
موضوعات ذات صلة