تنزيل
0 / 0
6894516/01/2011

هل يحدث كسوف الشمس والقمر بسبب عصيان أهل الأرض ؟

السؤال: 148630

هل صحيح أن الخسوف والكسوف هما إشارة على ازدياد الذنوب على الأرض؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لا شك أن الشمس والقمران آيتان من آيات الله ، وخلقان عظيمان من خلقه ، مسخران في
الكون بأمره ، لا يخرجان عن ذلك ، وما كان لهما الخروج عن أمر الله .
وإذا خرجا عن سنتهما المعتادة في الحركة أو الظهور ، فإنما ذلك بأمر الله تعالى
الكوني النافذ ، وحكمته البالغة في كونه سبحانه ، والتي منها تخويف العباد ،
وتذكيرهم بقدرته وسلطانه سبحانه.

روى البخاري (1041) ومسلم
(911) – واللفظ له – عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِمَا عِبَادَهُ ،
وَإِنَّهُمَا لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ ، فَإِذَا
رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا فَصَلُّوا وَادْعُوا اللَّهَ حَتَّى يُكْشَفَ مَا
بِكُمْ ) .
وروى البخاري (1059) ومسلم (912) عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ : خَسَفَتْ
الشَّمْسُ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزِعًا يَخْشَى
أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ ، فَأَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى بِأَطْوَلِ قِيَامٍ
وَرُكُوعٍ وَسُجُودٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ يَفْعَلُهُ ، وَقَالَ : ( هَذِهِ الْآيَاتُ
الَّتِي يُرْسِلُ اللَّهُ لَا تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ وَلَكِنْ
يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ ؛ فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ
فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ ).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
” قَوْله : ( فَأَفْزَعُوا ) : أَيْ اِلْتَجِئُوا وَتَوَجَّهُوا ، وَفِيهِ إِشَارَة
إِلَى الْمُبَادَرَة إِلَى الْمَأْمُور بِهِ ، وَأَنَّ الِالْتِجَاء إِلَى اللَّه
عِنْد الْمَخَاوِف بِالدُّعَاءِ وَالِاسْتِغْفَار سَبَب لِمَحْوِ مَا فرطَ مِنْ
الْعِصْيَان ؛ يُرْجَى بِهِ زَوَال الْمَخَاوِف ، وَأَنَّ الذُّنُوب سَبَب
لِلْبَلَايَا وَالْعُقُوبَات الْعَاجِلَة وَالْآجِلَة ” انتهى من “فتح الباري”
(2/534) .
وقال أيضاً :
” فِيهِ النَّدْب إِلَى الِاسْتِغْفَار عِنْد الْكُسُوف وَغَيْره لِأَنَّهُ مِمَّا
يُدْفَع بِهِ الْبَلَاء ” انتهى من “فتح الباري” (2/546) .
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
” ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخبر أن الكسوف والخسوف للشمس والقمر يقعان
تخويفاً من الله لعباده ، وحثاً لهم على مراعاة هذه الآيات ، والخوف من الله عز وجل
والفزع إلى ذكره وطاعته ، وأمر في ذلك بالتكبير والعتاقة والصدقة ، كل هذا مشروع
عند الكسوف : الصلاة والذكر والاستغفار والصدقة والعتق والخوف من الله عز وجل
والحذر من عذابه .
وكونها آية تُعرف بالحساب ، لا يمنع كونها تخويفاً من الله جل وعلا ، وأنها تحذير
منه سبحانه وتعالى ، فإنه هو الذي أجرى الآيات ، وهو الذي رتب أسبابها كما تطلع
الشمس وتغرب الشمس في أوقات معينة ، وهكذا القمر ، وهكذا النجوم ، وكلها آيات من
آيات الله سبحانه وتعالى ، فكون الله جعل لها أسباباً كما ذكر الفلكيون ، يعرفون
الخسوف بها ، لا يمنع من كونها تخويفاً وتحذيراً من الله عز وجل ، كما أن آياته
المشاهدة من شمس وقمر ونجوم وحر وبرد ، كلها آيات فيها التخويف والتحذير من عصيان
الله على هذه النعم ، وأن يحذروه وأن يخافوه وأن يخشوه سبحانه ، حتى يستقيموا على
أمره ، وحتى يدعوا ما حرم عليهم ” .
“مجموع فتاوى ابن باز” (30 / 289-290)
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
” الكسوف إنذار من الله لعقوبة انعقدت أسبابها ، وليس هو عذاباً ، لكنه إنذار ، كما
قال صلى الله عليه وسلم : ( يخوف الله بهما عباده ) ولم يقل : يعاقب الله بهما
عباده ، بل هو تخويف ، ولا ندري ما وراء هذا التخويف ، قد تكون هناك عقوبات عاجلة
أو آجلة في الأنفس أو الأموال أو الأولاد أو الأهل ، عقوبات عامة أو خاصة ، ما ندري
، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ) ما قال :
قوموا ، وما قال : صلوا ، اذكروا الله ، ولكن قال : افزعوا ، افزعوا إلى ذكر الله
واستغفاره ، وكبروا وتصدقوا وصلوا وأعتقوا ، كل هذه أشياء تدل على عظم هذا الكسوف .
والكسوف له سببان : السبب الأول : التخويف : تخويف العباد إذا كثرت الذنوب ، ورانت
المعاصي على القلوب ، نسأل الله العافية .
والسبب الثاني : كوني قدري : وهو ما يذكره الناس من أن سبب الكسوف حيلولة القمر بين
الشمس والأرض ، وسبب الخسوف حيلولة الأرض بين الشمس والقمر ، ولا يمتنع أن يجعل
الله عز وجل أسباباً طبيعية لتخويف العباد ” انتهى .
“لقاء الباب المفتوح” – (15 / 4-5)
وينظر جواب السؤال رقم : (5901)
.
والله تعالى أعلم .

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android