تنزيل
0 / 0

شك في أهله فاتصل عليها متنكرا لاختبارها

السؤال: 149085

أعمل في دولة من دول الخليج وتعيش زوجتي في إحدى دول شرق آسيا ، وكنت أشك فى أن زوجتى ربما تكون على صلة بآخرين فى غيابى ، ولهذا فقد اتصلت بها تحت اسم مختلف ، وقد بدأت تتحدث معى معتقدة أنى شخص مختلف . وأثناء هذه المحادثات ناقشت معها أمورا خاصة جدا ، حتى إنى حاولت أن أجعلها ترتكب بعض الذنوب ، وفى النهاية وجدت من هذه المحادثات أنها بريئة وتخشى الله مما أراح بالى كما كنت أريد ؟
وأريد ان اعرف:
1. هل اقترفت ذنب بالتحدث معها باسم مختلف؟
2. بما أنى جعلتها تعتقد أن الشخص الذى كانت تتحدث معه ليس زوجها ، فهل أكون بذلك شجعتها على ارتكاب ذنب الحديث فى أمور خاصة ؟
3. بما أنه لم يكن هناك شخص آخر فى الحقيقة ، فهل سأسأل عن تظاهرى بأنى شخص آخر؟
أرجو أن تقوموا بالإجابة على هذه الأسئلة ، لأنها تجعلنى أشعر بالذنب ، وأخشى الله فى داخلى .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

ينبغي إحسان الظن بالمسلم ، وحمله على السلامة والبراءة إذا لم يوجد ما يدعو للشك
والريبة ، لقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا
مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا ) الحجرات/12 .
وهذا الأدب القرآني من أسباب الراحة والسعادة والاطمئنان ، فإن سوء الظن يدعو للبحث
والتفتيش وربما قاد إلى التجسس ، أو إلى نحو ما قمت به من تصرف ، وهو تصرف خاطئ
لأنه قد يجرئ الزوجة على محادثة الرجال في الأمور الخاصة كما ذكرت .
وأما التحدث معها باسم مختلف ، فليس ذنبا – بالنظر إلى ذاته- ، إنما الكلام في
باعثه ، وفيما يترتب عليه ، فإن كان باعثه الظن السيء ، من غير وجود أدلة أو قرائن
تدعو إليه ، فهذا فيه مخالفة لما أمر الله به من اجتناب الظن السيء .
والسعي لإيقاع الزوجة في بعض الذنوب خطأ أيضا ولو كان المراد هو اختبارها ، ولو فرض
أنها استجابت ووقعت في ذنب ، لم يكن هذا دليلا على أنها كانت منحرفة ، أو ارتكبت
هذا الذنب قبل ذلك ، لأن النفس قد تضعف في لحظة أمام الإغراء والتزيين .
وبهذا يتبين أن هذا المسلك لا يفيد ، بل قد يضر ، فيشجع الزوجة على المعصية ، ويزيد
الشاك شكا دون أن يوقفه على حقيقة الأمر .
والأولى من ذلك أن ترعى زوجتك بالاتصال والزيارة ، ودعوتها للخير ، والعمل على
زيادة إيمانها وتقواها ، وأن تسكنها بقرب أهلك أو بقرب جيران صالحين ، فهذا من
أسباب الاستقامة والبعد عن الشر .
ثم الأهم من ذلك كله : ألا تطيل الغياب عنها ، لأجل جمع المال ، بل قصر فترة سفرك
ما استطعت ، حتى ولو ترتب على ذلك أن تتكلف مالا أكثر ، أو يقل كسبك من المال ،
فالحرص على زوجتك ، وعفتها ، ومراعاة حقها : أولى وأوجب .
وينظر جواب السؤال رقم (13318)
ورقم (145815) .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android