تنزيل
0 / 0

رشت مجموعته الدراسية مدرِّسهم خمراً من غير علمه فهل يعيد الفصل الدراسي ؟

السؤال: 149728

أنا شاب مسلم أحاول إرضاء الله تعالى
بقدر ما أستطيع ، وأدرس في إحدى الجامعات في ” بنجلادش ” ، تخصصي في ” إدارة
الأعمال ” حيث تتطلب الدراسة منّا في غالب الأحيان أن نكون على شكل مجموعات لإعداد
المشاريع والتقارير وبالتالي فإن الدرجات لا تُرصد إلا وفقاً على حسن الأداء في
المجموعة ، بما يقضي أنه لا يمكن للشخص أن ينجح في المادة إذا كان يعمل بشكل فردي ،
وما أن يدخل الشخص ضمن مجموعة حتى لا يمكنه الخروج منها إلى نهاية الفصل الدراسي ،
لذلك ينبغي على الشخص أن يحرص على اختيار المجموعة المناسبة منذ البداية ، وهذا ما
أحاول فعله باستمرار .
في بداية هذا الفصل انضممت إلى إحدى المجموعات بعد أن تأكدت من أن جميع أعضائها
جيدين فيما يبدو للناظر ، ودارت عجلة الأيام وكنت أسمع بعض الإشاعات بين الطلاب من
أن هناك مِن المدرسين مَن يمكن أن يرتشي بقنينة خمر ! لإعطاء درجات مميزة للطلاب ،
ولكني لم آبه لذلك ، وواصلت العمل الدؤوب في دراستي ومشاريعي .
وقد كُلف كل واحد في المجموعة بعمل محدد ، وبالتالي فقد كلفنا شخصاً بطباعة
التقارير والأوراق ، وكان كل واحد منّا يدفع جزءً من المال مقابل الطباعة ، وخلال
هذه المرحلة لم أكن على علم بما يخطط له بقية أفراد المجموعة من الحصول على درجة
مميزة ، فقد كانوا يخططون لشيء سيء ولا علم لي بذلك ، وكانوا يجمعون المال المرة
تلو المرة من أجل الطباعة لكن على ما يبدو أنها كانت تجمع لغرض آخر ، ألا وهو رشوة
المدرس المشرف على المجموعة بقنينة خمر ! بدأت أشك بشكل أكبر عندما جاءوا في نهاية
” الفصل الدراسي ” وطلبوا منيّ مبلغاً كبيراً لطباعة التقرير النهائي والذي في
العادة لا يمكن أن يكلف كل هذه التكلفة ، ولكن مع هذا ظلت الثقة بهم قائمة ولم
أتصور أنهم يمكن أن يقدموا على مثل هذا الفعل ، ولو كنت أعلم أنهم من هذا الصنف لما
انضممت إليهم منذ البداية .
ولكن للأسف تحول الشك إلى يقين وتأكد الخبر ، وأنا الآن مغتاظ جدّاً ولم أعد آبه
لشيء من الدرجات ، فكل ما يقلقني أنني أغضبت الله وكنت طرفاً لتمويل هذا الفعل
المشين .
سؤالي هو : ما العمل الآن ؟ هل ألغي هذا ” الفصل ” وأعيد دراسته في الفصل القادم مع
مدرس آخر ؟ وكيف أتوب ؟ شاكراً نصحكم .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لما فيه رضاه ، ونشكر لك حرصك على الاستقامة على دين الله
تعالى ، وعدم الوقوع في الإثم ، وقد أثلجت صدرنا بموقفك المشرف في آخر رسالتك وأنك
على استعداد لإعادة الفصل الدراسي مع مدرس آخر ، وهو يدل – إن شاء الله – على صدق
عندك في السؤال لكي تستجيب لا لمجرد الاستفسار .

والذي نراه في موضوعك :
1. أنه ليس عليك إعادة الفصل الدراسي ؛ لسببين :
    أ. لعدم تعلق الرشوة المدفوعة من قبل مجموعتك بنجاحك في الفصل
الدراسي ، فأنت ذكرت أنك عملت بنشاط في دراستك ومشاريعك ، فأنت مستحق – والحالة هذه
– ما وضعه ذلك المدرس المرتشي لك من درجات ، أو تستحق ـ على الأقل ـ تجاوز الفصل
إلى ما يليه .
    ب. لعدم علمك بما خططت له مجموعتك ونفذته من الاتفاق مع الدرس
المرتشي ورشوته ، وما كنتَ تدفعه من مال إنما كان – في اعتقادك – من أجل مصروفات
طباعة البحوث ومتعلقاتها .

2. يجب عليك نصح أفراد تلك
المجموعة بحرمة ما فعلوا ، فالرشوة من كبائر الذنوب لو كانت مالاً ، فكيف لو كانت
خمرة محرَّمة وشربها من كبائر الذنوب ؟! .
وينظر جواب السؤال رقم ( 104241 )
.

3. ويحرم عليك مشاركتهم في
الدراسة معهم في الفصل القادم ، إلا أن يعلنوا توبتهم من فعلهم المحرَّم ويعزموا
صادقين على عدم العودة له .

4. يجب عليك أن تبلغ هذا
المرتشي ، حرمة ما فعله ، وأن تنصحه ، وتبين له حرمة ذلك ، سواء كان بتكليمه مباشرة
، إذا تمكنت من ذلك ، وغلب على ظنك أنه لا يستطيع أن يسبب لك ضررا زائدا ، أو أذى
لا تحتمله .
فإن أصرَّ على منكراته ومعاصيه ولم يُظهر ندماً ولا أسفاً على فعله : فنرى أن
تبلِّغ عنه إدارة الجامعة ، وليس شرطاً أن تُظهر نفسك وأن تعرِّف بحالك عند إبلاغهم
، ويكفيك أن تعطيهم حقائق معينة تدل على صدق كلامك ، ولتكن المسئولية بعد ذلك على
تلك الإدارة ، والمهم أن ذمتك تبرأ بالنصح له ، فإن لم تكن استجابة منه : فبالتبليغ
عن ذلك الفعل المشين للإدارة المسئولة .
لكن ، كما قلنا ، ينبغي لك أن تحسن تقدير الظرف ، ولا تدخل في مواجهة ، ربما لا
تكون متكافئة ، وتضع نفسك في عداوة صريحة ، أو خصومة مباشرة مع هذا المرتشي ، ونسأل
الله أن يعينك على طاعته وأن يوفقك لما فيه رضاه .

والله أعلم

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android