في بعض الأحيان ما إن ينتهي الشخص من صلاته حتى يهم بفعل معصية حال خروجه من المسجد، فهل صلاة من هذه صفته صحيحة؟
يهم بفعل المعصية حال خروجه من المسجد ، فهل صلاته صحيحة ؟
السؤال: 150187
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
ما دامت الصلاة قد استوفت شروطها وأركانها ، فهي صحيحة .
ولكن الصلاة التي لا تؤثر في صاحبها صلاحاً في القلب ، واستقامة على أمر الله هي صلاة ناقصة ، لم يؤدها لمسلم كما أمر الله تعالى .
قال الله عز وجل : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) العنكبوت/45 .
قال السعدي رحمه الله :
” وجه كون الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، أن العبد المقيم لها ، المتمم لأركانها وشروطها وخشوعها ، يستنير قلبه ، ويتطهر فؤاده ، ويزداد إيمانه ، وتقوى رغبته في الخير ، وتقل أو تعدم رغبته في الشر ، فبالضرورة مداومتها والمحافظة عليها على هذا الوجه تنهى عن الفحشاء والمنكر ، فهذا من أعظم مقاصدها وثمراتها ” انتهى .
“تفسير السعدي” (ص 632) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
” الصلاة إذا أتى بها كما أُمر نهته عن الفحشاء والمنكر ، وإذا لم تنهه : دل على تضييعه لحقوقها وإن كان مطيعاً ، وقد قال تعالى : ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة ) مريم/59، وإضاعتها : التفريط في واجباتها وإن كان يصليها ” انتهى .
“مجموع الفتاوى” (22/6)
وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
” معنى قوله تعالى : ( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ) أي : الصلوات المفروضة في أوقاتها كما شرع الله وبينه رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله وعمله ، فإنها إن أداها المسلم على الوجه المشروع حالت بينه وبين ما يستفحش من الذنوب وعصمه الله بها من ارتكاب المنكرات ” انتهى .
“فتاوى اللجنة الدائمة” (2 / 290) .
فعلى المسلم أن يهتم بشأن صلاته ويحرص على إكمالها حتى ينصلح بها قلبه ، ويفوز بخيري الدنيا والآخرة .
نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً إلى إقامة الصلاة على الوجه الذي يرضيه عنا .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب