تنزيل
0 / 0

حكم التواقيع التي يكون فيها آيات قرآنية

السؤال: 150701

ما حكم التواقيع التي تحمل تصاميم لصور مصاحف أو مساجد وفيها آيات قرآنية سواء كانت فلاشية أم ثابتة ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:

فإن مما يحزن القلب ما نراه من توقيعات كثير من كتَّاب الإنترنت من الذكور والإناث
، من وضع صور فاسقين وفاسقات ، وفي أوضاع مخالفة للشرع ، ومخلة بالحياء ، ولم يكتف
بعضهم بتلك الصور المحرَّمة حتى أضاف إليها أغاني هابطة مع معازف محرمة تُسمع عند
وضع ” الفأرة ” – الماوس – على الصورة نفسها ، وهذا كله لا شك في حرمته ، وفاعل ذلك
هو من المعينين على نشر الإثم والفحش ، فلعلَّ مسلماً عاقلاً يصل إليه هذا الحكم
الشرعي فيكفَّ عن فعله ، ولعلَّ صاحب موقع عاقل يمنع هذا الإسفاف أن يحصل في موقعه
، وبمنعه هذا يرفع عن كاهله مثل مجموع الآثام التي يرتكبها كتَّاب منتداه .

ولينظر جواب السؤال رقم ( 112019 ) .

ثانياً:

أما بخصوص الكتَّاب أصحاب الاستقامة والالتزام بشرع الله فإننا نشكرهم على وضع
التواقيع الشرعية المؤثرة ، والتي تحمل معاني عظيمة ، كفائدة علمية ، أو كلمة لأحد
السلف فيها معنى جليل ، أو شعر فيه حكمة ، وقد خلت تواقيع أولئك المستقيمين
الملتزمين – ذكوراً وإناثاً – من الصور المحرَّمة ، والأغاني والمعازف ، فكانوا
أنموذجاً صالحاً لغيرهم .

ثالثاً:

من أراد من الإخوة المستقيمين أن يضع في توقيعه صورة لمسجد ، أو ما ليس فيه روح
كالأشجار والبحار وغيرهما : فلا يُمنع من ذلك ، ولو صاحب تلك الصورة نشيدة أو قصيدة
ملتزمة بالضوابط الشرعية تُسمع عند وضع ” الفأرة ” – الماوس – على الصورة .

وأما وضع آيات قرآنية في التوقيع : فله حالان :

الأولى : أن تُوضع بقصد الزينة . فهذا ينبغي أن يمنع ، فإن القرآن لم ينزل من أجل
أن يكون وسيلة للزينة ، وإنما نزل القرآن هدى وبياناً للناس. وانظر لمزيد الفائدة
جواب السؤال رقم (254).

الثانية : أن توضع بقصد التذكير بمعانيها ، وخاصة إذا صاحبها سماع لها إذا وضعت
الفأرة عليها – كما رأيناه في الرابط من صاحبة السؤال – .

فهذا قد اختلف في جوازه ، والذي
يظهر أنه جائز ، بل ينبغي أن يشجع عليه ، ففيه إسماع لآيات القرآن فيتعلم نطقها ،
وفيه تذكير بمعانيها فلعلَّها تصادف عاملاً بها طائعاً لها ، والله تعالى أمر
بالتذكير بالقرآن فقال : ( فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ) ق/ 45 .

قال الطبري – رحمه الله – :

يقول تعالى ذِكره : فذكِّر يا محمد
بهذا القرآن الذي أنزلتُه إليك من يخاف الوعيد الذي أوعدته من عصاني وخالف أمري .

” تفسير الطبري ” ( 22 / 385 ) .

قال الشيخ عبد العزيز بن
باز – رحمه الله – :

وأما تعليق الآيات
والأحاديث في المكاتب والمدارس : فلا بأس به للتذكير والفائدة .

” مجموع فتاوى الشيخ ابن
باز ” ( 9 / 513 ، 514 ) .

ويفضَّل في مثل هذه الحال أن تتغير
الآية كل فترة زمنية ؛ ليتنوع التذكير بآيات القرآن .

والله أعلم

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android