0 / 0
17,38903/11/2010

حكم الإهداءات التي يضعها المؤلفون في أول كتبهم

السؤال: 151271

ما حكم الإهداء التالي ؟ وهل فيه مخالفة شريعة ؟ .
هذه صيغة الإهداء :
” إلى : الصدِّيقة حبيبة المؤمنين ، الطاهر العذراء ، سيدة نساء العالمين أم عيسي عليها السلام ، إلى مريم ابنة عمران ، هذه شهادة براءة من السماء ” .
علماً أن هذه مقدمة إهداء كتاب يفسِّر ” سورة مريم ” .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

ما يفعله بعض المؤلفين من كتابة ” إهداء ” في أول صفحة من كتابه المطبوع بالصورة التي ذكرها السائل لا يخلو من ثلاثة أحوال :
1- أن يُقصد به إهداء ثواب كتابة الكتاب للمُهدى إليه .
وهذا الأمر يُنزَّل على مسألة ” إهداء الأعمال الصالحة ” ، وقد يكون المُهدى له حيّاً ، وقد يكون ميتاً .
وهو عمل غير مشروع ، ولم يكن من هدي السلف ، وإنما كانوا يعملون الأعمال الصالحة لأنفسهم ، ثم يدعون لمن أرادوا الإحسان إليه .
وليُنظر مزيد الفائدة في جواب السؤال رقم : (9014 ) .
ولا يُظن بالكاتب أنه يريد هذه الصورة في إهدائه كتابه لمريم رضي الله عنها .
ثم إنَّ مريم رضي الله عنها قد شُهد لها بالخير والمنزلة الرفيعة في الجنة فخير للمسلم أن يهتم بنفسه وزيادة حسناته والسعي في نجاة نفسه .
2- أن يقصد به التزلف للمُهدى إليه ، كما يفعله من يهدي كتابه لملك أو أمير أو رئيس أو رجل من علية القوم أو غني .
وهذا فعل لا يليق من كاتب أو طالب علم ، وهو من التزلف القبيح ، ومن سؤال المال .
3- أن يقصد به التعبير عن محبته وتقديره للمُهدى إليه ، كمن يهدي كتابه لشيخه ، أو والديه ، أو زوجته ، أو أبنائه – وهذا القصد هو الغالب فيما يبدو- فهذا وإن كان جائزاً من حيث الأصل ، إلا أنه ينبغي عدم فعله ، لأنه لم يكن من فعل السابقين الأولين الذين يقتدى بهم ، ولأن فيه مشابهة بالغرب ، فإن هذا الأمر مأخوذ عنهم .
وقال الدكتور عبد الواحد المزروع – وفقه الله – :
“يقول أهل العلم : إهداء البحوث كما يدبجه بعض الناس في أبحاثهم أو رسائلهم العلمية : يعدُّ من البدع ؛ لأنه لم يكن يُعرف من سلفنا الصالح ، ويضاف لذلك : أن أصله جاء من الغربيين ، وما دام ليس له أصل في شرعنا ، ولا عند سلفنا – وإن كان لم يرد دليل على منعه – إلا أن كونه فيه تقليد للغرب يكفي في وجوب تجنبه وتركه ، سيما وديننا كامل لا يحتاج إلى إكمال من تصرفات وأفعال الغربيين ، فوجوب الترك باعتبار أن هذا الفعل لا أصل له ، وأنه تقليد للغربيين ، وقد أشار إلى ذلك الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله تعالى” انتهى .
http://forum.ma3ali.net/t505513.html
وإذا أراد الكاتب والمؤلف أن يعبر عن حبه وتقديره وشكره لشخص ما في مقدمة الكتاب ، فليكن ذلك بالألفاظ الصريحة الدالة على ذلك ، مع الدعاء له بمزيد من التوفيق والسداد ، من غير أن يكون ذلك بلفظ الإهداء ، فذلك خير للجميع .
والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android