0 / 0

إذا كانت عند وفاة والدها على دينه ثم أسلمت فهل ترثه

السؤال: 152030

هنا في هولندا تسعى الحكومة لتشجيع وتحفيز الشباب على الدراسة الجامعية بمجرد انتهائهم من المرحلة الثانوية ، لذلك فإن الحكومة تقدم قروضاً للطلاب لكي يتمكنوا من دفع رسوم الدراسة والمصاريف ؛ فإن أكمل الطالب الدراسة كاملة وحصل على شهادة ، فإنه عندئذ غير مطالب بسداد هذا القرض ، وإن فشل فلم يستطع الإكمال والحصول على الشهادة ، فإنه يصبح مديناً للحكومة ، ويتعين عليه سداد هذا القرض في ظرف 15 سنة..
إن ما يقارب 90% من الطلاب يلجئون إلى هذا الاقتراض لما فيه من التيسير ، وأنا واحدة ممن أخذ هذا القرض ، ولم أكن قد اعتنقت الإسلام حينها.. أمّا الآن فأنا مسلمة والحمد لله ، ومتزوجة كذلك ، وقد علمت أن هذا القرض غير جيد ، لذلك توقفت عن أخذه منذ سنتين..
والمشكلة الآن هي أني لست متأكدة من مقدرتي على إكمال الدراسة والحصول على شهادة ، بمعنى أنه سيتعين عليّ سداد القرض في هذه الحالة ، والمقدر بحوالي 15 ألف يورو ، وهو مبلغ كبير جداً يصعب عليّ وعلى زوجي سداده …
وقد توفي والدي منذ خمس سنوات وترك مالاً ، فكان نصيبي منه 8000 يورو ، ولكنه في البنك لا يمكنني التصرف فيه إلا بحلول عام 2013 ، وبما أني أعلم أنه لا يجوز لمسلم أن يرث كافراً ، فبالتالي أنوي أن أبقي هذا المبلغ في البنك ، وأعطي والدتي وأختي الصغيرة جزءً منه كل عام ، دون أن أرجوا ثواباً من هذه العطية ، لأن المال ليس مالي أصلاً..
لكن في الوقت ذاته فكرت فيما إذا كان يمكنني أن أستخدم هذا المال لسداد جزء من القرض الذي اقترضته ، لا سيّما وأني أخذت هذا القرض عندما كنت غير مسلمة . فما رأي الشرع في ذلك ؟
أرجوكم ، لا تقولوا لي أن هذا السؤال قد أجيب عنه ، لأنني بحثت فلم أجد نظيراً له . وجزاكم الله خيراً.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
نحمد الله أن هداك للإسلام ، ونسأله أن يمن بذلك على والدتك وأختك وسائر أهلك .
وقد علمت أنه لا يرث المسلم الكافر ؛ لما روى البخاري (6764) ومسلم (1614) عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ وَلَا الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ ).
والعبرة بحال الوارث عند لحظة الموت .
وعليه ؛ فإن كنت عند وفاة والدك على غير الإسلام ، ورثتِ منه ، وصار المال المذكور من حقك ، ثم إن أسلمت بعد ذلك كان المال لك أيضا ؛ لأنه بالموت ينتقل المال إلى مستحقيه من الورثة حكما ، حتى وإن تأخرت قسمته ، فإن قسمت التركة دخل المال في ملكك حقيقة ، ولا يضر كونك ممنوعة من استعماله إلى مدة معينة ، فإن هذا لا ينافي أنك مالكة له . وهذه الحالة ليست من باب إرث المسلم من الكافر ، بل هي من إرث الكافر للكافر ؛ لأن العبرة بحال الوارث والمورث عند الموت .
وإن كنت عند وفاة والدك مسلمة ، فلا يحل لك ميراث منه ، ويلزم رد هذا المال في التركة ليوزع على ورثته الذين هم على دينه ، وليس لك حجزه وتوزيعه مجزءا كل عام ؛ لأن الوارث أحق بماله ينتفع به كما يشاء .
قال الباجي رحمه الله : ” وإنما المراعى في التوارث اتفاق الدينين حال الوفاة .
ولو أن نصرانيا أسلم عند الموت ، وهو مريض : ورثه ورثته من المسلمين دون غيرهم ، وجرى حاله في غسله والصلاة عليه ودفنه مجرى المسلمين .
ولو أن كافرا توفي وترك حملا ، فولد له ، لكان على دين أبيه وورثه . قاله القاضي أبو الحسين . والله أعلم وأحكم ” انتهى من “المنتقى” (6/ 251).
وقال زكريا الأنصاري رحمه الله : ” ( فرع ) لو ( مات كافر عن حمل فأسلمت أمه قبل الوضع ) له ( ورث وإن حكم بإسلامه ; لأنه محكوم بكفره يوم الموت ) ” انتهى من “أسنى المطالب” (3/ 19) . وينظر : “الانصاف” ، للمرداوي (7/ 333) .
ثانيا :
إذا كنت عاجزة عن التصرف في هذا المال ، أو سحبه من البنك الآن ، فلا يلزمك أن تدفعي لهم شيئا ، حتى تستلمي المال من البنك ، فتدفعيه لمستحقيه .
كما لا يجوز أن تستعملي هذا المال لسداد القرض الذي عليك ؛ لأنه مال مملوك لغيرك ، لكن لك أن تأخذي من والدتك نصيبها من هذا المال على سبيل القرض الحسن إن رضيت بذلك .
وإن أعطتك والدتك ، أو غيرها من الورثة ، نصيبها من هذا المال ، أو شيئا منه على سبيل الهبة ، فلا حرج عليك ـ أيضا ـ في قبوله منهم .
وينبغي للمسلم إذا فاته الميراث من قريبه الكافر ، أن يحتسب الأجر عند الله تعالى ، فإن ما عندكم ينفد وما عند الله باق .
ونسأل الله أن يعينك وييسر لك أمرك .
وانظري للفائدة السؤال رقم (2815)ورقم (2261)
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android