تنزيل
0 / 0

زوجته تغار من حديثه مع أمهات تلاميذه عبر الهاتف

السؤال: 152250

زوجها يعمل محفظ قرآن حيث يذهب إلي منازل الطلبة ،أمهات هؤلاء التلاميذ يتصلن علي جوال المحفظ للسؤال عن مستوي أبنائهن أو للحجز مع الشيخ ، وهذا الأمر يضايق الزوجة كثيرا ، تحدثت معه مرارا في هذا الأمر ونصحته بأن يخبر الطلبة أن يتصلوا بأنفسهم ، أو يتصل آباؤهم به ، ولكنه قال لها : لن أجعل الناس يتصرفون كما تحبين ، وأنها إذا تحدثت في هذا الأمر ثانية سيترك لها المنزل فكيف تتصرف؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
يباح للرجل أن يتكلم مع المرأة إذا دعت الحاجة إلى ذلك ، لأن صوتها ليس بعورة ، لكن
يلزمها عدم الخضوع بالقول ؛ لقوله تعالى : ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ
كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ
فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ) الأحزاب/32
وعليه فلا حرج على الزوج في رده على الاتصال الهاتفي الصادر من أمهات تلاميذه
للسؤال عن مستواهم ، أو لترتيب أوقات دراستهم معه ، وينبغي أن يراعي في ذلك الإيجاز
، وعدم التبسط في الحديث ، وحمل المتحدثة على الكلام معه بوقار وحشمة .
والأمر كما ذكر الزوج هنا ، فلا يمكن إجبار الناس على فعل ما يريده الإنسان ، فكثير
من الآباء يتركون أمر المتابعة لزوجاتهم ، وبعض الأمهات لا يحصل لهن الاطمئنان على
أولادهم إلا بمتابعة أمورهم بأنفسهن ، فلا ينبغي للزوجة أن تأسى لذلك ، ولا أن تؤذي
زوجها بالإنكار في أمر مباح يتعلق بعمله الذي ربما كان مصدر رزقه.
ثانيا :
غيرة المرأة على زوجها أمر محمود ، يدل على حبها له ، واهتمامها به ، لكن إن زادت
هذه الغيرة أضرت بها وبزوجها .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : يحصل بيني وبين زوجي خصام في أكثر الأحيان
وذلك بسبب غيرتي عليه ، فأنا أغار عليه وأراقب نظراته ، وإذا لمحت منه أي نظرة أو
اشتبهت فيها غرت عليه ، وهو يحتج عليَّ دائماً بأن الغيرة المحبوبة إلى الله هي
الغيرة في محارم الله ، وأما الغيرة التي تقع مني فهي تسبب الطلاق ، ولم أقتنع
بكلامه لأنني أعتقد أن من حقي أن أغار عليه حتى ولو لم يقصد، علماً أنه ملتزم ولا
أشك فيه، وجهني بما تراه وفقك الله ؟
فأجاب : ” أوجه هذه السائلة أن تخفف من غيرتها ، وإلا فإن من طبيعة المرأة أن تغار
على زوجها ، وهذا دليل على محبتها له ، ولكني أقول : الغيرة إذا زادت صارت غبرة
وليست غيرة ، ثم تتعب المرأة تعباً شديداً ، لذلك أشير على هذه المرأة أن تخفف من
غيرتها ، وأشير على الرجل أيضاً أن يحمد الله على أن هيأ له امرأة صالحة تحبه ، لأن
هذا -أعني: التحاب بين الزوجين- مما يجعل الحياة بينهما سعيدة ، وإلا فإن الغيرة
أمر فطري لا بد منه . أرسلت إحدى أمهات المؤمنين إلى النبي عليه الصلاة والسلام
طعاماً في إناء ، وهو في بيت إحدى نسائه ، فلما دخل الخادم بالطعام والإناء فرحاً
به يهديه إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ، لكن من امرأة أخرى ، هذه المرأة التي هو
في بيتها غارت فضربت يد الخادم وسقط الإناء وتكسر وتبعثر الطعام ، ولكن الرسول صلى
الله عليه وسلم لم يوبخها ، بل قال: (غارت أمكم) أو كلمة نحوها ، أخذ الطعام
والإناء وأخذ طعام المرأة التي هو في بيتها وإناءها وقال: (إناء بإناء، وطعام
بطعام) وأرسله مع الخادم ، لأن الخادم إذا رجع وقال : إن المرأة هذه فعلت كذا وكذا
سوف تتكدر المرسلة ، فإذا جاءها إناء ضرتها وطعام ضرتها سوف تبرد ، وهذا من حكمة
الرسول عليه الصلاة والسلام. المهم أن الغيرة بين النساء أمر لا بد منه ، وأرى أن
من نعمة الله على الزوج أن تكون المرأة تحبه إلى هذا الحد ، ولكني أقول للمرأة :
خففي من الغيرة لئلا تشقي على نفسك وتتعبي ، وأقول للرجل : احمد ربك على هذه النعمة
،
ولا يزداد ذلك إلا رغبة في أهلك ومحبة لهم . أما مسألة الطلاق فلا تذكره أبداً عند
المرأة ، الرجل إذا ذكر الطلاق عند المرأة صار هذا الشبح أمام عينها نائمة ويقظانة
، وهذا غلط ، ولهذا من السفه أن بعض الناس يذكر كلمة الطلاق لامرأته ، حتى ولو
للتهديد . يا أخي : هددها بغير هذا ، تهددها بالطلاق فيبقى الشيطان دائماً يعمل في
قلبها حتى تؤدي النهاية إلى الفراق والعياذ بالله ” انتهى من “اللقاء الشهري”
(31/13).
ثالثا :
إن وجدت الزوجة من زوجها تساهلا واستطرادا في حديثه مع النساء ، فينبغي أن تنصحه
بالحكمة ، وترشده باللين ، وتبين له خطورة هذا عليه وعلى من تحدثه ، فإن الشيطان
يجري من ابن آدم مجرى الدم ، وله خطوات ، ووسائل ، وأحابيل ، يصطاد به ، ومنها هذا
التساهل الذي يؤدي للفتنة والإعجاب ، وعلى الرجل إذا شعر بشيء من ذلك أن يتقي الله
تعالى ، ويمسك عن الحديث ، ويعلم أن الله مطلع عليه ، يعلم السر وأخفى ، وأن
للمؤمنين حرمات يجب أن تحفظ وتصان ، وأنه ينبغي ألا يرضى للمؤمنين والمؤمنات بما لا
يرضاه لنفسه ولزوجته وبناته ؛ بل ينبغي عليه أن يترك البيت المعين الذي يخشى على
نفسه من الفتنة فيه ، ويدع تحفيظ أولادهم ، ويتعلل بأي عذر يصرفه عنهم ، ويصرفهم
عنه .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
والله أعلم .

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android