0 / 0

حكم من تركت الزواج لتتزوج بيوسف في الجنة !

السؤال: 152906

أنا الحمد لله ملتزمة ، وكنت أعرف أنه يجوز أن تحبَّ الفتاة صحابيّاً من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام وتتمنى الزواج به أو بشخص مثله في الجنَّة ، ولكني أحب نبيّاً ! وأتمنى الزواج منه في الجنة ، مع معرفتي أن الأنبياء ذوو مقام عظيم عند الله ولن أبلغ هذه المكانة بأعمالي القليلة ، ولكن لن يدخل أحدٌ الجنة بعمله ولكن برحمة الله ، وعندما قالوا لي إن هذه الأمنية ستضيِّع عليَّ فرصتي في الزواج و” لا رهبانية في الإسلام ” : أقول لهم : إني حتى لو تزوجتُ بإنسان ملتزم يتقي الله فيَّ فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟ فإن مات عني وقدَّر الله ودخلت الجنَّة – إن شاء الله – فسوف ألتحق بزوجي في الدنيا وأنا كنت أحب نبيّاً ، ثم قيل لي : ربما هذا بسبب تأثير نفسي لأني كنت أشاهد هذا المسلسل عن قصة النبي يوسف عليه السلام ، وقالوا لي : ربما أحببتِ الشخصية التي قامت بالدور ! مع علمي أنه شيعي ، ولذلك كففت عن مشاهدتي للمسلسل .
وصل الأمر معي لدرجة أني أصبحت أمشي في الشارع وإن عُرضت عليَّ فتنة ما كالميل لأغنية مثلاً أقول لنفسي : ” أنتِ زوجة نبي ! وزوجات الأنبياء أطهار لا يفعلون مثل هذا القذر ” فتنصرف نفسي عنها ، فهل هذا جائز ؟ أفيدوني ، جزاكم الله خيراً .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
سبق التعليق على مسلسل ” يوسف الصديق ” وبيان ما فيه من المآخذ الشرعية في جواب السؤال رقم (63704).
ثانياً:
لا ينبغي لك – أيتها الأخت السائلة – التعلق بشخصية يوسف عليه السلام الحقيقية ، ذلك التعلق الذي ورد في سؤالك ؛ حتى إنك لتريدين ترك الزواج من أجل ذلك ! بل هذا من تلبيس إبليس عليك ، ولا نشك في أن ما قاله لك القائلون : من أن تعلقك الحقيقي لم يكن بيوسف عليه السلام ، الذي لم تريه ، ولم تعرفي عنه كبير شيء ؛ وإنما كان بشخصية هذا الشيعي الفاجر الذي تجرأ على مقام يوسف الصديق عليه السلام ؛ ولا شك ـ أيضا ـ أن ما ذكرتِ هو صورة من التعلق المرضي المرفوض عقلا وشرعا ؛ والتعلق الحقيقي بأنبياء الله الكرام ، إنما يكون بالإيمان بهم وبرسالتهم ، والتأسي بهديهم ، واتباع طريقهم ؛ كما قال الله عز وجل : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ) الأنعام/90 ، ومن تمام هديهم الزواج الذي شرعه الله لعباده ، قال تعالى : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ) الرعد/38 .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – في فوائد قوله تعالى ( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ) البقرة/ 35 – :
“ومنها : أن النكاح سنة قديمة منذ خلق الله آدم ، وبقيت في بنيه من الرسل ، والأنبياء ، ومَن دونهم ، كما قوله تعالى : ( ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية ) الرعد/ 38 ” .
انتهى من “تفسير سورة البقرة ” ( 1 / 130 ) .
ولأجل ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لرهط من الصحابة أرادوا أن يبالغوا في أمر العبادة ، ويجتهدوا فيها : ( أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي ) رواه البخاري (5063) ومسلم (1401) .
وانظري جواب السؤال رقم ( 131761 ) .

والخلاصة :
أن الواجب عليك ـ يا أمة الله ـ أن تتوبي إلى الله من ذلك التعلق المرضي ، وتلفتي إلى ما أمرك الله ورسوله به ، ومن اتباع هدي الأنبياء ، والأخذ بسنة النكاح ، وأسباب العفة ؛ وأما الجنة فلها شأن آخر ، فعليك بأسباب دخولها أولا ، ثم ليكن زوجك فيها ما شاء الله لك أن يكون فيها .
واعلمي أنه ليس في الإسلام ” رهبانية ” ، فلا يحل لك ترك الزواج تعلقاً بأمنية أخروية قد لا تتحقق ، فأي عقل ، وأي شرع يدعوك إلى ذلك ، أو يقبله منك ؟!!

وليشغل المسلم نفسَه وفكره وحياته بالعالي من الأمور ، وليسعَ إلى الحرص على نيل أعالي المنازل في الآخرة ليكون مع النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين بحُسن اعتقاد وصلاح أعمال .
والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android