تنزيل
0 / 0

حكم تسمية مرض “السرطان” بـ “المرض الخبيث”

السؤال: 153405

هل يجوز وصف السرطان بالمرض الخبيث ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

وصف مرض السرطان بـ ” الخبيث ” له حالان :
الحال الأولى : أن يراد بتلك الكلمة وصف المرض أنه من النوع الذي ينتشر في الجسم ، ويحدث أضراراً بالغة ، وضده ما يطلق عليه الأطباء لفظ ” الحميد ” .
فهذا الوصف جائز ، لأنه ليس المقصود منه إلا التعريف بالمرض ، وإن كان الأولى الإتيان بكلمة أخرى أو وصف آخر غير هذا الوصف “الخبيث” تأدباً في اختيار الألفاظ المناسبة .
وقد روى البخاري (5825) ومسلم (2250) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ خَبُثَتْ نَفْسِي وَلَكِنْ لِيَقُلْ لَقِسَتْ نَفْسِي ) .
قال النووي رحمه الله :
“قال أبو عبيد وجميع أهل اللغة وغريب الحديث وغيرهم : ” لقست ” و ” خبثت ” بمعنى واحد، وإنما كره لفظ “الخبث” لبشاعة الاسم ، وعلَّمهم الأدب في الألفاظ ، واستعمال حسنها ، وهجران خبيثها” انتهى .
“شرح مسلم” (15/7 ، 8) .

الحال الثانية : أن يطلق لفظ ” الخبيث ” على مرض السرطان على سبيل السب له بذلك .
فأقل أحوال حكم هذه التسمية : الكراهة .
وقد ورد في الحديث النهي عن سب “مرض الحمَّى” ؛ لأنها من قدَر الله تعالى ، وهي تكفِّر خطايا المسلم ، ويستفاد منه النهي عن سب عموم الأمراض ؛ لاشتراك الأمراض كلها في كونها من قدر الله تعالى ، ومن كونها مكفِّرة للخطايا .
فعن جَابِر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أَنَّ أُمِّ السَّائِبِ قَالَتْ : الْحُمَّى لَا بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا ، فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم لها : ( لَا تَسُبِّي الْحُمَّى ، فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ ) . رواه مسلم (2575) .
قال الشيخ العثيمين رحمه الله :
” الحمَّى ” هي السخونة ، وهي نوع من الأمراض وهي أنواع متعددة ، ولكنها تكون بقدَر الله عز وجل ، فهو الذي يقدِّرها وقوعاً ، ويرفعها سبحانه وتعالى ، وكل شيءٍ من أفعال الله فإنه لا يجوز للإنسان أن يسبَّه ؛ لأن سبَّه سبٌّ لخالقه جل وعلا ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تسبوا الدهر : فإن الله هو الدهر ) …
فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سبِّها .
وعلى المرء إذا أصيب أن يصبِر ويحتسب الأجر على الله عز وجل ، وأخبر أنها تُذهب بالخطايا كما يُذهب الكير بخبَث الحديد ، فإن الحديد إذا صُهر على النار ذهب خبثه وبقي صافياً كذلك الحمى تفعل في الإنسان … .
المهم : أن الإنسان يصبر ويحتسب على كل الأمراض ، لا يسبها” انتهى .
“شرح رياض الصالحين” (6/467 ، 468) .

وسئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : والدي توفي بمرض سرطان خبيث ، من مرضه وإلى وفاته خمسة أشهر ، فهل يُعتبر شهيداً ؟ وهل هذا المرض الخبيث يمحو جميع الذنوب التي عليه ؟
فأجاب :
“إذا صبر المسلم على المرض واحتسب الأجر : فله الأجر عند الله ، ولا يعتبر الميت بالسرطان شهيداً ؛ لعدم الدليل على ذلك ، ولكن المسلم يرجى له الخير .
ويكره وصف المرض بأنه خبيث” انتهى .
“مجلة الدعوة” العدد (2009) ، 4 شعبان 1426هـ .

وسئل الشيخ عبد المحسن العبَّاد حفظه الله : هل يمكن أن يقال عن “السرطان” إنه المرض الخبيث ؟
فأجاب :
“لا ينبغي أن يُطلق على الأمراض لفظ “الخبيث” ، وإنما يسمَّى باسمه ، أو بالشيء الذي يدل عليه ، ولا يوصف المرض بأنه خبيث” انتهى .
“شرح سنن الترمذي” (كتاب الطب ، شريط رقم 223) .

والله أعلم

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android