تنزيل
0 / 0

ما هي الحالات التي لا يُصلى فيها على الميّت ؟

السؤال: 153492

ما هي الحالات التي لا يُصلى فيها على الميّت؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

صلاة الجنازة فرض كفاية على كل من مات مسلما في الظاهر ، ولو كان مرتكبا للكبائر .
قال النووي رحمه الله :
” الصلاة علي الميت فرض كفاية بلا خلاف عندنا وهو إجماع ” انتهى .
“المجموع” (5/167)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ” الصلاة على المسلمين مشروعة بسنة رسول
الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المتواترة بإجماع المؤمنين، وهي فرض على
الكفاية ” انتهى .
“جامع المسائل” (3 / 35) .
ولم يرد في الأدلة الشرعية استثناء مسلم من الصلاة عليه إلا شهيد المعركة .
قال ابن القيم رحمه الله :
” شهيد المعركة لا يُصلَّى عليه ، لأن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لم يُصَلِّ على شُهدَاء أُحُد ، ولم يُعرف عنه أنه صلَّى على أحد ممن استشهد معه فى
مغازيه ، وكذلك خلفاؤُه الراشِدُون ، ونوابُهم مِن بعدهم ” انتهى .
“زاد المعاد” (3 /217) .
وانظر جواب السؤال رقم : (14012) .

وأما السقط فإذا لم يبلغ أربعة أشهر فلا يصلى عليه
لأنه ليس إنساناً ، ولم تنفخ فيه الروح ، فإذا أسقط بعد أربعة أشهر من الحمل صُلي
عليه .
قال عبد الله بن الإمام أحمد : ” سمعت أبي سئل عن المولود : متى يصلى عليه ؟
قال : إذا كان السقط لأربعة أشهر صلي عليه .
قيل : يصلى عليه وإن لم يستهل ؟
فقال : نعم ” .
“مسائل الإمام أحمد” – برواية ابنه عبد الله (ص 142) .
وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
” إذا لم يتم له أربعة أشهر فإنه لا يغسل ولا يصلى عليه ولا يسمى ولا يعق عنه ؛
لأنه لم ينفخ فيه الروح “انتهى .
“فتاوى اللجنة الدائمة” (8 /408) .
وهناك أشخاص قد يلتبس حالهم على بعض الناس فيظن أنهم مسلمون فيصلي عليهم ، وهم في
الحقيقة غير مسلمين ، كالمرتد والمنافق .
أما المرتد : فهو من كفر بعد إسلامه ، كمن أشرك بالله ، كالذي يعبد أصحاب القبور أو
يستغيث بهم أو يدعوهم من دون الله ، أو جحد القرآن كله أو بعضه ، ولو كلمة منه ، أو
اعتقد حل شيء مجمع على تحريمه كالزنا وشرب الخمر ، أو أنكر أمرا معلوما من الدين
بالضرورة ، أو استهزأ بالله أو آياته أو رسوله أو أحكام دينه ، أو ادعى أنه يعلم
الغيب ، وأمثال هؤلاء .
راجع : “الموسوعة الفقهية” (42/350) .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
” المرتد بأي نوع من أنواع الردة لا يعامل كما يعامل الكافر الأصلى ، بل إنه يلزم
بالرجوع إلى الإسلام ، فإن أسلم فذاك ، وإن لم يسلم فإنه يقتل كفراً ، ولا يدفن مع
المسلمين ولا يصلى عليه ” انتهى .
“فتاوى نور على الدرب” – لابن عثيمين (14 /6) .
وأما المنافق فهو الذي يبطن الكفر ويظهر الإسلام ، فمن علم نفاقه فلا يُصلى عليه .
قال الله تعالى : ( وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا
تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ
فَاسِقُونَ ) التوبة/84 .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
” فمن عُلم نفاقه لم تجز الصلاة عليه والاستغفار له ، ومن لم يعلم ذلك منه صُلي
عليه ، وإذا عَلِمَ شخصٌ نفاقَ شخصٍ لم يصلِّ هو عليه ، وصلى عليه من لم يعلم نفاقه
.
وكان عمر رضي الله عنه لا يصلي على من لم يصل عليه حذيفة ؛ لأنه كان في غزوة تبوك
قد عرف المنافقين الذين عزموا على الفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم ” انتهى .

“منهاج السنة” (5 / 160) .
والله أعلم .

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android