0 / 0
33,23415/11/2010

يقدِّمهم الإمام ليصلوا التراويح بالناس ثم يوتر هو بهم ثم يرجعون للصلاة مرة أخرى

السؤال: 155649

سؤالي حول موضوع الصلاة مع الإمام حتى ينصرف ، في المسجد الذي نصلِّي فيه الذي يؤم بالمصلين أصدقائي بإذن الإمام الراتب الذي يسمح لهم بالإمامة بالمصلين في التراويح لأن أصواتهم أجمل ، والذي يحدث أن أصدقائي يصلون في المصلين ثمان ركعات وبعدها ينصرفون ويتقدم الإمام الراتب ويصلي بالناس الوتر ثلاث ركعات ، وبعد انتهائه يعود أصدقائي ويكملون بالمصلين الذين يريدون البقاء إحدى وعشرين ركعة فماذا نفعل نحن حتى نأخذ أجر الصلاة مع الإمام حتى ينصرف ؟ هل نصلِّي الوتر مع الإمام الراتب أم نشفع مع الإمام الراتب ثمَّ نصلِّي مع أصدقائنا ونوتر معهم ؟ ماذا نفعل ؟ وهذا يحدث في كثير من المساجد في بلدنا ، وأخيراً : أصدقائي يقومون بعد الانتهاء من الثمان ركعات بالانفصال عن الإمام وعدم الصلاة معه ، فهل فعلهم صحيح أم عليهم عدم مفارقة الإمام أيضاً حتى يأخذوا أجر القيام ؟ .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
صلاة أصدقائك ثمان ركعات ، ثم صلاة الإمام الراتب الوتر ثلاث ركعات ، يجعل صلاتهما صلاة واحدة ، فمن أراد أن ينال ثواب قيام ليلة ، الذي وعد به النبي صلى الله عليه وسلم من قام مع الإمام حتى ينصرف ، فلا بد أن يصلي مع الإمام الراتب صلاة الوتر .
قال الشيخ العثيمين – رحمه الله – :
“هل الإمامان في مسجد واحد يعتبر كل واحد منهم مستقلاًّ ، أو أن كل واحد منهما نائب عن الثاني ؟ .
الذي يظهر الاحتمال الثاني ، أن كل واحد منهما نائب عن الثاني مكمل له ، وعلى هذا : فإن كان المسجد يصلِّي فيه إمامان : فإن هذين الإمامين يعتبران بمنزلة إمام واحد ، فيبقى الإنسان حتى ينصرف الإمام الثاني ، لأننا نعلم أن الثانية مكملة لصلاة الأول” انتهى .
” مجموع فتاوى الشيخ العثيمين ” ( 14 / 207 ) .
وعلى هذا؛ فانصراف هؤلاء الأئمة (أصدقائك) عند صلاة الإمام الوتر يحرمهم من ثواب قيام ليلة .
ثانياً :
رجوع أصدقائك ليصلوا بالناس أكثر مما صلاه الإمام ، سواء مباشرة أو بعد حين : لا يحرِم مَن انصرف مع الإمام مِن أجر قيام ليلة ؛ لأن صلاة الإمام بالناس قد انتهت بوتره .
فمن رجع للمسجد ليزيد عليها فلا تكون صلاته تلك تكملة للصلاة الأولى ، بل هي صلاة مستقلة ، ولا تعتبر جزء من صلاة الإمام .
وينظر لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم ( 93907 ) .
ثالثاً :
من أراد من المصلين أن ينال ثواب قيام ليلة ، ثم يصلي مع هؤلاء بعد انتهاء الإمام من صلاة الوتر ، فإنه يصلي مع الإمام صلاة الوتر ، ثم يصلي بعد ذلك ما يشاء ولا يوتر مرة أخرى ، أو يصلي مع الإمام صلاة الوتر فإذا سلم الإمام قام هو وزاد ركعة ، ثم يوتر مع هؤلاء آخر الليل ، فكلا الأمرين جائز .
قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
“إذا صليت مع الإمام صلاة التراويح : فالأفضل أن توتر معه ؛ لتحصل على الأجر الكامل ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم ( مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَة ) رواه أبو داود والترمذي .
وإذا قمت من آخر الليل وأردت أن تصلِّي : فصل ما تيسر بدون وتر ؛ لأنه لا وتران في ليلة كما سبق” انتهى .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، الشيخ بكر أبو زيد .
” فتاوى اللجنة الدائمة ” المجموعة الثانية ( 6 / 54 ) .
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – :
“قوله : ” فإن تبع إمامه شفعه بركعة ” يعني : إذا تابع المتهجِّدُ إمامَه فصلَّى معه الوتر : أتمّه شفعاً ، فأضاف إليه ركعة ، وهذا هو الطريق الآخر للمتهجِّد ؛ فيتابعُ إمامَهُ في الوِتر ويشفعه بركعة ؛ لتكون آخر صلاته بالليل وِتراً .
فإذاً : يتابع الإمام ، فإذا سَلَّم الإمام من الوتر : قام فأتى بركعة وسَلَّم ، فيكون صَلَّى ركعتين ، أي : لم يُوتر ، فإذا تهجَّد في آخر الليل : أوتر بعد التهجُّد ، فيحصُل له في هذا العمل متابعة الإمام حتى ينصرف ، ويحصُل له – أيضاً – أن يجعل آخر صلاته بالليل وِتراً ، وهذا عمل طيب .
…. .
فإنْ قال قائل : ألا يخالفُ هذا قوله صلّى الله عليه وسلّم : (مَنْ قامَ مع الإمامِ حتى ينصرفَ كُتبَ له قيامُ ليلةٍ) .
قلنا : لا يخالفه ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم لم يقل : مَنْ قامَ مع الإمام فانصرفَ معه كُتب له قيامُ ليلةٍ ، بل جَعل غاية القيام حتى ينصرفَ الإمامُ ، ومَنْ زاد على إمامه بعد سلامِهِ فقد قامَ معه حتى انصرفَ” انتهى .
” الشرح الممتع على زاد المستقنع ” ( 4 / 65 ، 66 ) .
وقال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله – :
“ولو أن الإنسان صلى التراويح وأوتر مع الإمام ، ثم قام من الليل وتهجد : لا مانع من ذلك ، ولا يعيد الوتر ، بل يكفيه الوتر الذي أوتره مع الإمام ، ويتهجد مع الإمام ما يسر الله له ، وإن أخَّر الوتر إلى آخر صلاة الليل : لا مانع ، ولكن تفوته متابعة الإمام ، والأفضل أن يتابع الإمام ، وأن يوترا معًا ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : (مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَة) – رواه الترمذي (806) وأبو داود (1375) والنسائي (1605) وابن ماجه (1327) – ، فيتابع الإمام ويوتر معه ، ولا يمنع هذا أن يقوم من آخر الليل فيتهجد” انتهى .
“مجموع فتاوى الشيخ صالح الفوزان” (1/435) .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android