هل يأثم من يعمل في مراقبة الدوام ويُجبره مديره على تزوير حضوره وغيابه ؟
السؤال: 157986
أنا أعمل مهندسا في تخصص الحاسب الآلي في شركة لتوريد وتركيب أجهزة البصمة ، وأنظمة الحضور والانصراف للوزارات والهيئات الحكومية ، ويوجد عقد بين شركتي وإحدى الجهات الحكومية فيه بند ينص على أن أتواجد دائما في الهيئة كأني موظف بها على أن أتابع عمل وكفاءة النظام باستمرار .
في الوقت نفسه يوجد بند آخر بالعقد ينص على أن يقوم المهندس المقيم – أنا – بكل الأعمال التي يطلبها منه مشرف الدوام .
وبناءاً عليه : فيوميّاً يطلب مني مشرف الدوام – والذي هو مديري المباشر في الهيئة – بالتعديل على أوقات توقيعه في الحضور والانصراف ؛ حتى لا يظهر له أبداً في التقارير تأخيرات أو انصراف مبكر ، وأحيانا لا يأتي الدوام مطلقا ، ويطلب مني أن أُدخل له توقيع حضور وانصراف ، على افتراض أنه داوم ذلك اليوم .
والسؤال : هل أكون مشتركا معه في الإثم أم هو يتحمل الإثم وحده ؟
مع العلم أن شركتي التي أرسلتني إلى هناك أيضا تعلم بما يحدث وترغمني على الاستمرار في ذلك أو ينهون خدماتي .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً:
لا شك ولا ريب أن ما يفعله ذلك المشرف من التخلف عن دوامه أو التأخر عنه والكذب
بخصوص ذلك : كله من المحرمات الواضحات ، فهو كذب ، وتزوير ، وأكل مال بالباطل ، ولا
شك أنك – أخي السائل – شريك في هذه المحرمات حيث تغطِّي تخلفه عن الدوام وتأخره عنه
بتزوير الحقيقة ، وقد بينَّا هذه المسألة بوضوح ، ونقلنا فتاوى أهل العلم في حرمة
هذه الأفعال – منك ومن ذاك المشرف – في أجوبة الأسئلة : (
129881 ) ، و (
85053 ) ،
و ( 119123 ) ، (
126121 ) – وهو أوسع الأجوبة – فلتنظر .
ثانياً:
واعلم أن علم شركتك بما تفعله من تزوير الحقيقة مع ذاك المشرف لا يجعل فعلك جائزاً
، بل هم شركاء – بعلمهم ورضاهم – بالإثم ، وأصحاب العمل – وهم الجهة الحكومية – لا
يرضون بهذا الفعل ، ولذا لجأ هذا المشرف إلى التزوير ، بل إن تلك الجهات تمنع هذا
التزوير وتلاحق فاعله فتعاقبه ؛ لأنه أخذ من راتبه ما ليس له به حق .
والواجب عليك : الكف فوراً عن فعلك هذا ، وإذا كنتَ لا تستطيع مواجهة مشرفك وشركته
بإجرائك هذا : فالواجب عليك إيصال خبر هذا المشرف لرؤسائه أو للجهات المسئولة ،
فتحمي نفسك بهذا الإجراء ، وتطيب مطعمك وراتبك ، وتوقف ذاك المشرف عند حدِّه .
ويكفيك إيصال الخبر إلى الجهات المسئولة لتبرأ ذمتك ، وتطلب منهم حمايتك من سطوة
ذلك المشرف وأنه يجبرك على هذا الفعل ، وليكن منهم حكمة في التصرف فلا بدَّ أن
يخرجوك من الصورة ، وليبدُ الأمر كأنه أمر مراقبة للتأكد من سير العمل وفق القانون
، ولا يسعك غير هذا التبليغ عن حال ذاك المشرف وفعله المحرَّم .
وأما السكوت عنه بداعي الوظيفة فلا يجوز لك ، وإنما تكسب بسكوتك إثماً وتأكل بقدْره
من راتبك سحتاً ، ولو فُرض في أسوأ الحالات أن طردت من وظيفتك فاعلم أن أرض الله
واسعة ، وأن رزق الله تعالى عظيم ، ولعلَّ الله تعالى أن يرزقك – لأمانتك – خيراً
من عملك هذا لدينك ودنياك .
والله أعلم .
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
موضوعات ذات صلة