زوجى يعمل بوظيفة بدوام جزئى وهو يدرس ( ويريد ان يواصل الدراسة) ويريد أن ينشئ مشروعاً خاصاً به فى المسقبل البعيد. وقد ذهبت للعمل طواعية حتى نتمكن من الحصول على شقة اكبر بدلا من الشقة المكونة من غرفة واحدة التى كنا نعيش فيها والآن وبعد سنة فإنه قد اتم دراسته لكنه يريد ان يبدأ فى دراسة شيئ آخر ويستمر فى العمل بدوام جزئى. وبراتبه فإننا لن لن نتمكن الا من دفع الإيجار بينما يلزمنى الإستمرار فى العمل لتحمل نفقات الطعام وكل شيئ آخر. وانا لست سعيدة جدا فى وظيفتى واريد حقا ان اتركها لكنه يقول انى وعدته بالعمل لكى يمكننا العيش فى هذه الشقة. لكنى لم اعده بل افترضت انه سيحصل على وظيفة بدوام كامل بعد دراسته وهو يقول إنني إذا تركت العمل ، فإنه سينقلنا إلى شقة مكونة من غرفة واحدة ، فهل يجوز له ذلك ؟ ألا يفترض عليه أن يعمل لكى يعولنى ؟ وأنا الآن التي أتحمل نفقات الميزانية الأساسية. فبماذا تنصحونا فى هذا الأمر؟
هل يلزمها الاستمرار في العمل لتساعد زوجها الذي يعمل بدوام جزئي في تكاليف المعيشة ؟
السؤال: 159150
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
من الأمور المهمة أن يسعى الزوجان لحل المشكلات الحياتية التي لا يخلو منها بيت ، ولا تنجو منها أسرة ، بروح التفاهم والتعاون والمودة بينهما ، ولا ينبغي أن تكون روح المقاضاة ، أو التحاكم ، أو التخاصم هي المسيطرة على الحياة الزوجية .
ومن هذا المنطلق ينبغي عليك أنت وزوجك أن تتفاهما في طبيعة المسؤوليات التي تواجهكما ، وما ينبغي على كل طرف أن يتحمله من التضحية حتى تسير مركب الحياة بأسرتكم إلى بر الأمان .
وهذه مقدمة ، من المهم أن نضعها نصب أعيننا قبل النظر في خصوصية المشكلة التي تواجهينها أنت وزوجك .
ثم إذا أتينا إلى سؤالك : فمن المعلوم في الشريعة ، والذي يتوافق مع الفطرة والبديهة ، أن الزوج هو المسؤول ، مسؤولية كاملة ، عن النفقة على بيته ، وتوفير احتياجاته ، وهذا من أصول القوامة للزوج على زوجه ، فيحق لها عليه أن يوفر لها المسكن المناسب لحالها ، واللائق بمثلها ، وهكذا الكسوة والملبس المناسب لها ، وعليه أن يتحمل نفقات الإعاشة لها ولأسرته كاملة ، ولا تلزم هي بشيء من ذلك ، وإن كانت موسرة ذات مال .
وأما أن يلزمها أن تعمل من أجل أن تتحمل نفقات الإعاشة ، أو شيئا منها ، فهذا أبعد من الجواز ، وهو إلزام لها بما لا يلزمها .
وإذا كانت الزوجة قد تطوعت وتحملت شيئا من ذلك ، بعض الوقت ، فليس للزوج مطالبتها بالاستمرار في ذلك ، بل الواجب عليه هو ما دام قد انتهى من دراسته أن يبحث عن عمل ملائم ، يضمن لهما عيشا كريما ملائما لحالهما وحال أسرتهما ، ولو كان ذلك عملا بدوام كامل ، فهذا هو الأصل الذي عليه عمل الناس وعيشهم ، ولو تطلب ذلك التأخر نوعا ما في دراسته ، أو الاستغناء عن الدراسة الإضافية التي يريدها ، فهذا كله مسؤوليته هو ، ينبغي عليه أن ينهض بأعبائها ، ولا يلقيها على أكتاف غيره .
وينظر جواب السؤال رقم (3054)ورقم (126316)
وإذا دار الأمر بين أن تعملي أنت ، أو تنتقل الأسرة إلى شقة أصغر ، كالتي وصفتها ، فالذي نراه لك أن استقرارك في بيتك الصغير ، خير لك من الخروج إلى العمل للعيش في شقة أكبر.
وإذا كانت الإقامة في الشقة الأصغر ، سوف تمكن زوجك من تحمل أعباء الأسرة كاملة ، مع استمراره في الدراسة التي يحتاجها ، فالذي نراه لك أن تتحملي معه هذه الفترة ، وتنتقلي إلى العيش في هذه الشقة ، جمعا بين مصلحتك في ترك العمل الذي يناسبك ، واستقرارك في بتيك ، ومصلحته هو في إنجاز الدراسة التي يحتاجها ، ونهوضه بأعباء أسرته .
لكن – أيتها الأخت الكريمة – كما قلنا لك ، حاولي أن يتم ذلك في جو من التفاهم بينكما ، وأمهلي زوجك وقتا ملائما لتدبير العمل المناسب ، وإذا كان هناك أمل في الجمع بين مصلحة دراسته ، وواجبه نحو أسرته ، فعاونيه على بلوغ ذلك ، ثم ليكن مكانك الحقيقي ، وقرارك : هوبيتك ، ومحضن أولادك ، لتقومي بوظيفتك الحقيقة فيه .
نسأل الله أن ييسر لكما أمركما ، وأن يصلح ذات بينكما .
والله الموفق .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة