0 / 0
48,00127/12/2010

السنة استعمال اليمين في كل ما كان من باب التكريم ، إلا لعذر

السؤال: 159240

أثبت الطب أن استخدام الانسان لليد اليمنى او اليسرى هو متعلق بجينات هذا الشخص ، فالشخص الذي يكتب باليد اليسرى قد يصعب عليه صعب جدا ان يغير لاستخدام اليد اليمنى فسؤالي: كيف جاء الحث على استخدام اليد اليمنى مع اثبات الطب ان ليس للانسان علاقة بهذا ، و أن امر استخدام اليد اليمنى او اليسرى متعلق بالوراثة ؟ أم أن هذا يسقط في ظل ما حث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أرجو الإجابة لأن هذه شبهة تراودني و جزاكم الله خيراً .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

قاعدة الشريعة : تقديم اليمين في كل ما كان من باب الكرامة ، وتقديم الشمال في كل ما كان من باب المهانة ، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وتنبيها على تعظيم اليمين ، وتميزها ، وزيادة لشرفها ، وتفاؤلا أن يجعلنا الله من أهل اليمين .
فروى البخاري (168) ومسلم (268) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : ” كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ فِي تَنَعُّلِهِ وَتَرَجُّلِهِ وَطُهُورِهِ وَفِي شَأْنِهِ كُلِّهِ ” .
قال النووي رحمه الله :
” هَذِهِ قَاعِدَة مُسْتَمِرَّة فِي الشَّرْع , وَهِيَ أنَّ مَا كَانَ مِنْ بَاب التَّكْرِيم وَالتَّشْرِيف كَلُبْسِ الثَّوْب وَالسَّرَاوِيل وَالْخُفّ وَدُخُول الْمَسْجِد وَالسِّوَاك وَالِاكْتِحَال , وَالْأَكْل وَالشُّرْب , وَالْمُصَافَحَة , وَاسْتِلَام الْحَجَر الْأَسْوَد , وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا هُوَ فِي مَعْنَاهُ يُسْتَحَبّ التَّيَامُن فِيهِ .
وَأَمَّا مَا كَانَ بِضِدِّهِ كَدُخُولِ الْخَلَاء وَالْخُرُوج مِنْ الْمَسْجِد وَالِامْتِخَاط وَالِاسْتِنْجَاء وَخَلْعِ الثَّوْب وَالسَّرَاوِيل وَالْخُفّ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ , فَيُسْتَحَبّ التَّيَاسُر فِيهِ , وَذَلِكَ كُلّه لكَرَامَةِ الْيَمِين وَشَرَفهَا “
انتهى باختصار .

وجاء في بعض الأحاديث بيان الحكمة من ضرورة استعمال اليمين ، كما في الأكل والشرب ؛ فروى مسلم (2020) عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ )
وروى مسلم أيضا (2019) عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا تَأْكُلُوا بِالشِّمَالِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِالشِّمَالِ )

وغالب أحوال الناس استعمال اليمين في الأكل والشرب والكتابة وغير ذلك ، ومن كان منهم قد اعتاد الأكل بالشمال أو الكتابة بالشمال ، أو كانت تلك طبيعته الوراثية – كما يقول السائل – فإنه يروّض على استعمال اليمين بدل الشمال ؛ طواعية لله ورسوله ، ومحبة لمحبوب الشرع ومرغوبة ومطلوبة وإن كان فيه بعض المشقة ؛ فإن لم يمكنه أن يستعمل اليمين في كل ما كان من باب التكريم ، كما سبق في القاعدة الشرعية ، فإنه يكتفي بالتيامن فيما ورد في الشرع الأمر فيه باليمين ، كالأكل ، والشرب ، والطهور ، وهي أمور يمكن التغلب فيها على الطبع والعادة ، لا سيما مع تكرر المحاولات ، وترويض النفس ، إلى أن يسهل عليها ذلك ، وما عدا ذلك ، فالأمر فيه واسع إن شاء الله ، فمن عجز عن التيامن فيه ، لعذر أو مرض ، أو نحوه ، لا حرج عليه إن شاء الله .
قال الموّاق في “التاج والإكليل” (1/403) :
” وَالضَّابِطُ أَنَّ الْفِعْلَ إنْ اُسْتُعْمِلَتْ فِيهِ الْجَارِحَتَانِ قُدِّمَتْ الْيُمْنَى فِي فِعْلِ الرَّاجِحِ , وَالشِّمَالُ فِي فِعْلِ الْمَرْجُوحِ , وَهَذَا إنْ تَيَسَّرَ , فَإِنْ شِقَّ تُرِكَ ” انتهى .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
” الأكل باليد اليسرى بعذر لا بأس به ، أما لغير عذر فهو حرام ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه وقال : ( إن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ) ، وقد قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) النور/21 انتهى من”لقاء الباب المفتوح” (4 /59)

والله أعلم .
راجع للاستزادة إجابة السؤال رقم : (82120)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android