0 / 0
10,22503/02/2011

هل يجوز المشاركة في التصويت للرسول صلى الله عليه وسلم في المواقع العالَمية ؟

السؤال: 159558

هل يجوز التصويت الإلكتروني للرسول صلى الله عليه وسلم في أحد المواقع العالمية الذي يطرح التصويت بغرض اختيار أفضل رجل في التاريخ ؟ . وجزاكم الله خيراً ونفع بكم .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:
ذهب غير واحد من أهل العلم المعاصرين إلى عدم جواز المشاركة في التصويتات الإلكترونية لاختيار الرسول صلى الله عليه وسلم كأفضل وأعظم شخصية في التاريخ ، ومجمل أسباب المنع من المشاركة :
1. أن النبي صلى الله عليه وسلم هو سيد ولد آدم ولا يمكن أن يقارَن بغيره من الناس ، وأن من اختاره الله تعالى واصطفاه على العالَمين لا مجال للتصويت على اصطفائه وأفضليته .
2. أن الشخصيات التي توضع للاختيار بينها هم كفار وملاحدة وزنادقة في غالبهم ، ويعد ذِكر النبي صلى الله عليه وسلم بينهم انتقاصاً من قدره ، فالمشاركة في الاختيار مشاركة في مهزلة انتقاص من مقام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم .
3. أن غالب مستخدمي الإنترنت في العالَم هم من غير المسلمين ، وغالب هؤلاء لن يصوِّتوا لاختيار النبي صلى الله عليه وسلم ، بل قد يتعمدون وضعه في ذيل القائمة مما يسبب انتكاسة عند عوام المسلمين والذين يعلقون آمالاً وأوهاماً على مثل هذه التصويتات ، وفي حال مقاطعتنا لهذه التصويتات نكون قطعنا الطريق على الراغبين الانتقاص من قدر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، بل يجب على المسلمين رفع شكوى على تلك المواقع لمجرد ذِكرهم لنبينا صلى الله عليه وسلم مع حثالات الأمم .
4. أن بعض المواقع الإلكترونية تبحث عن الشهرة وتريد الانتفاع المادي من وراء دخول المسلمين – وغيرهم – لمواقعهم ، وكلما كان الداخلون لتلك المواقع أكثر استطاعوا الحصول من شركات تجارية على دعايات لها في مواقعهم تلك ، هذا عدا عما يمكن أن يكون في تلك المواقع من مواد ضارة ومفسدة للدِّين والخلُق .
5. أن من شأن إعطاء فرصة الاختيار بين شخصيات تاريخية ومؤثرة مع النبي صلى الله عليه وسلم ، من شأن ذلك أن يفتح الفرصة للطعن بالنبي صلى الله عليه وسلم وسبِّه وشتمه ، والمخايرة بين الأنبياء قد جاء النهي الصريح عنها لما قد يؤدي بالمتخايرين لازدراء نبي الدين الآخر فيقع فاعل ذلك في الكفر ، فأولى أن يُمنع هذا بين نبي ومن هم دونه من غير المسلمين.
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – :
"المخايَرة إذا وقعت بين أهل دينين لا يؤمن أن يَخرج أحدهما إلى الازدراء بالآخر فيُفضي إلى الكفر". انتهى من" فتح الباري " ( 6 / 446 ) .
6. أن احتمال الكذب والتزوير واردان من أولئك القوم القائمين على تلك المواقع ، فيكون التصويت لصالح الرسول صلى الله عليه وسلم عبثاً والحال هو هذا .

وقد أفتى الشيخ عبد العزيز آل الشيخ – مفتى السعودية – بالمنع من المشاركة في التصويت ، وكان مما قاله :
محمد سيد ولد آدم ، ولا يمكن أن يقارن بأحدٍ من الخَلق ، ولا يجوز التصويت ؛ فهو نقص في حق الرسول عليه الصلاة والسلام ، كما أنه عمل خطأ كله من الأصل ، فهذا محمد نبي الله أفضل الخَلق على الإطلاق ، كما أنه أفضل الأنبياء ، ولا يجوز لأصحاب المواقع الالكترونية التعامل مع هذه التصويتات .انتهى من" جريدة المدينة " ، السبت 6 / 2 / 1431 هـ ، 21 / 1 / 2010 م ، العدد ( 17074 ) .
وقال الدكتور ابراهيم الحمود – الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء – :
"هذا النوع من التصويت في نظري أنه نوع من العبث وصرف الأنظار عما هو أهمّ ، ومحمد صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يوضع في معادلة مع سائر البشر ؛ فهو النبي المعصوم ، وله خصائص ليست لغيره من الناس ، ولا أحد من المسلمين يشكّ في فضله على هذه الأمة ، وقد يؤدي هذا التصويت إلى الإساءة إليه من غير المسلمين ، وهو الذي يقصده أعداء الاسلام من هذه الأفكار التي تبث بين فترة وأخرى ، ومقام النبي صلى الله عليه وسلم أكبر من أن يَدخل في مثل هذه المنظومة ، وقد أدَّبه ربه فأحسن تأديبه ، وشرَّفه بالرسالة ، وهو سيد الأنبياء والمرسلين ، ومَن أنكر ذلك فهو مكابر معاند فكيف يخضع للتصويت ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم ، فالحذر الحذر ممن يدسّ السّم في العسل ".انتهى من" جريدة المدينة " ، السبت 5 / 2 / 1431 هـ ، 20 / 1 / 2010 م ، العدد ( 17073 ) .
ثانياً:
نقول لأصحاب العواطف الطيبة تجاه نبيهم صلى الله عليه وسلم :
إنكم تُشكرون على ما تبدونه من محبة تميز نبيكم صلى الله عليه وسلم على العالَمين في مواقع أولئك الكفَّار : لكننا نريد منكم أن تعبِّروا عن محبتكم لنبيكم صلى الله عليه وسلم بأفضل من هذا بمراحل كثيرة ، وذلك أن تلتزموا سنَّته في هديكم الظاهر ، وأن تستقيموا على شريعته ، وأن تتخلقوا بأخلاقه ، فلا يكون بينكم ولا منكم من يأكل الربا ، ولا من يأكل أموال اليتامى ، ولا من يكون تاركاً للصلاة ، ولا عاقّاً لوالديه ، ولا قاطعاً لرحمِه ، وأن يصلِّي كصلاة نبيِّه صلى الله عليه وسلم ، وأن يحجَّ كحجِّه ، وبمثل هذا – وما يماثله – نعبِّر عن صدق محبتنا لنبينا صلى الله عليه وسلم ، ونكون دعاة لهذا الدين بأفعالنا وسلوكنا قبل أن ندعو بألسنتنا .
والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android