0 / 0
30,40517/01/2011

هل يشرع تلقين الطّفل دعوات ثم التأمين عليها ؟

السؤال: 159942

هل يصح تلقين الطّفل دعوات ثم التأمين عليها؟ هل تُقبل عند الله عز وجل؟
وجدت هذه العبارة منتشرة على الإنترنت وأردت التّأكد من صحتها:
“لقّن طفلك دعوات سهلة وعلمه أن يقولها ثم أمّن على دعائه، فإنه لا ذنوب لهم، علماً بأن الله عز وجل يقبل شفاعتهم في آبائهم “

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الأصل الذي جاءت به الشريعة : أن المسلم إذا أراد حاجة من الله تعالى ، أنه يدعو الله بنفسه ، ويأتي بآداب الدعاء وشروطه حتى يقبل الله تعالى دعاءه .
والدعاء في حد ذاته هو عبادة ، مع ما فيه من التضرع والخشوع والتذلل لله ، وإظهار الحاجة والفقر إليه ، وتبرء الإنسان من حوله وقوته ، وتوكله على الله تعالى في حصول حاجته .
ولهذا ، لم تأت الشريعة باستحباب طلب الدعاء من أحد ، لا من الولد ، ولا من غيره .
وقد تكون هناك مفسدة في طلب الدعاء من أحد ، وهي تعلق القلب بذلك الشخص ودعائه ، دون تعلقه بالله تعالى .
فعلى المسلم إذا أراد حاجة من الله تعالى أن يسأل الله تعالى حاجته بنفسه ، ولا يجعل بينه وبين الله تعالى واسطة .
وينظر لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم : (120210) .
وعلى هذا فالذي يظهر أن هذا الفعل الوارد في السؤال غير مستحب ، ولا ينبغي أن يُدعى الناس إليه .
ويدل لذلك أيضاً : أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أحرص الناس على الخير لأمته ، ولم يترك شيئاً مما ينفعنا إلا بينه لنا ، لم يأمرنا بذلك ، ولا أرشدنا إليه .
وأيضاً : لو كان هذا صواباً وخيراً لكان أسبق الناس إليه وأعرف الناس به ، هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنهم أحرص الناس على الخير ، وأعلم الناس به ، فلما لم يكن ذلك من هديهم ، عُلم أنه ليس من شرع الله تعالى ، وأنه لا ينبغي فعله ، ولا دعوة الناس إليه.
أما عن شفاعة الطفل لوالديه فذلك يكون يوم القيامة : فقد روى إسحاق بن راهويه في “مسنده” (2074) – واللفظ له – والطبراني في “المعجم الكبير” (571) عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة أطفال لم يبلغوا الحنث إلا جيء بهم حتى يوقفوا على باب الجنة فيقال لهم : ادخلوا الجنة . فيقولون أندخل ولم يدخل أبوانا ؟ فقال لهم : (ادخلوا الجنة وأبواكم) قال : فذلك قول الله عز و جل (فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) قال : ( نفعت الآباء شفاعة أولادهم ) وصححه الألباني في “الصحيحة” (3416) .
فهذه شفاعة يوم القيامة ، ولا يلزم منها أن تكون دعوتهم مستجابة في الدنيا .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android