0 / 0

التعرض لشرب الخمر في الرواية الأدبية

السؤال: 159960

هل يجوز أثناء الكتابة الأدبية ( القصة ) استخدام شخصية تشرب الخمر بهدف الحصول على شخصية بغير وعي ، مع العلم أن حدث شرب الخمر حدث جانبي في القصة ، ولا يتم التعليق عليه سلبا أو إيجابا ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
لا حرج في كتابة الروايات والقصص الخيالية إذا اشتملت على الشروط الآتية :
1- أن يكون هدفها الإصلاح والتوجيه نحو الخير والمعاني الإنسانية النبيلة ، بل ينبغي أن يكون الإصلاح ظاهرا في جميع تفاصيل أحداث القصة ومجريات الرواية ، والإصلاح كلمة مطلقة تشمل جوانب كثيرة : عقائدية ، سلوكية ، اجتماعية ، أسرية ، سياسية ، وغيرها .
2- أن لا تشتمل على ذكر الوقوع في المنكرات إلا على سبيل بيان سوء عاقبة المعصية واتخاذ العظة والعبرة ، أما أن تذكر المنكرات – كالزنا أو السرقة أو الخمر – على سبيل التمجيد والتأييد : فهذا لا شك في تحريمه . بل حتى لو لم تكن على سبيل التمجيد ، فلا يجوز ذكر هذه الأشياء والسكوت عنها ، لأن سوف يكون حينئذ نوعا من الإقرار لها ، أو على أقل تقدير : الإقرار بأن هذا شيء معتاد في حياة الناس ، لم يستحق الوقوف عنده ، أو رفضه .

سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله السؤال الآتي :
أنا شاب أهوى الكتابة ، وأقدم على كتابة الروايات والمسرحيات والقصص ، عن مواضيع اجتماعية طيبة ، من نسج خيالي وتصوري ، وإني أسأل عن حكم كتابة هذه الروايات والقصص.. ؟
فأجاب رحمه الله :
" هذه الأمور التي تتصورها في ذهنك ثم تكتب عنها لا يخلو :
إما أن تكون لمعالجة داء وقع فيه الناس حتى ينقذهم الله منه بمثل هذه التصويرات التي تصورها .
وإما أن يكون تصويرا لأمور غير جائزة في الشرع .
فإن كان تصويرا لأمور غير جائزة في الشرع فإن هذا محرم ولا يجوز بأي حال من الأحوال ، لما في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان ، وقد قال الله سبحانه وتعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ )
أما إذا كانت لمعالجة داء وقع فيه الناس لعل الله ينقذهم منه بها فإن هذا لا بأس به ، بشرط أن تعرضه عرضا يفيد أنه غير واقعي ، وإنما تجعله أمثالا تضربها حتى يأخذ الناس من هذه الأمثال عبراً .
أما أن تحكيها على أنها أمر واقع وقصة واقعة – وهى إنما هي خيال – : فإن هذا لا يجوز لما فيه من الكذب ، والكذب محرم .
ولكن من الممكن أن تحكيه على أنه ضرب مثل يتضح به المآل والعاقبة لما حصل مثل هذا الداء ، واتخاذ ذلك سببا ووسيلة لطلب الرزق ، هذا ليس فيه بأس إذا كان في معالجة أمور دنيوية ؛ لأن الأمور الدنيوية لا بأس أن تتطلب بعلم دنيوي .
أما إذا كان في أمور دينية : فإن الأمور الدينية لا يجوز أن تجعل سببا للكسب وطلب المال ؛ لأن الأمور الدينية يجب أن تكون خالصة لله سبحانه وتعالى لقوله تعالى : ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ . أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )
والحاصل أن هذه التصورات التي تصورها بصورة القصص :
إن كان فيها إعانة على إثم وعدوان فإنها محرمة بكل حال .
وإن كان فيها إعانة على الخير ومصلحة الناس فإنها جائزة ، بشرط أن تصورها بصورة التمثيل لا صورة الأمر الواقع ؛ لأنها لم تقع ، وأنت إذا صورتها بصورة الأمر الواقع وهي لم تقع كان ذلك كذبا " .انتهى من"فتاوى نور على الدرب" شريط رقم(110).
وقد سبق في موقعنا بيان جواز كتابة الروايات والقصص الخيالية ، وذلك في الجواب رقم : (4505)

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android