0 / 0

أسئلة لامرأة نصرانية عن النعوش والتوابيت وهل ثمة جنة خاصة للنساء وعن الأشباح

السؤال: 160776

لديَّ سؤال : هل تستخدمون ( يا مسلمين ) نعوشاً أثناء الجنازة ؟ وإذا كانت الإجابة بالسلب فلماذا ؟ وهل يذهب الناس للجنَّة معاً ؟ أم إنها منفصلة حيث يكون هناك جنَّة للرجال وأخرى للنساء ؟ ( وأنا أحب أن أكون في الجنة مع الشخص الذي أحبه ) . والسؤال الأخير هو : هل تؤمنون بالأشباح ؟ لأني أرى شبحاً ولا أعرف ما معنى هذا ؟ ولم أخبر أي أحد بهذا الشأن .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:
سرَّنا تلقينا أسئلتك واستفساراتك فيما يتعلق بديننا من أحكام وعقائد أشكل عليك معرفتها ، ونرجو الله تعالى أن تنتفعي بما نجيبك به .

 

ثانياً:
يستعمل المسلمون " نعشاً " أثناء الجنازة ، وفيه يوضع الميت ، ويُحمل على الأكتاف ، ثم يُخرج الميت منه ليدفن البدن وحده من غير " نعش " أو " تابوت " .
فالنعش في لغة العرب : السرير الذي يُحمل عليه الميت ، والميت : منعوش ، أي : محمول على النعش .
وينظر " لسان العرب " ( 6 / 4473 ) ، " المعجم الوسيط " ( 2 / 934 ) .
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنه في جنازة ميمونة رضي الله عنها : هَذِهِ زَوْجَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا رَفَعْتُمْ نَعْشَهَا فَلَا تُزَعْزِعُوهَا وَلَا تُزَلْزِلُوهَا وَارْفُقُوا .
رواه البخاري ( 4780 ) ومسلم ( 1465 ) .
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – :
" قوله " فإذا رفعتم نعشها " بعين مهملة وشين معجمة : السرير الذي يوضع عليه الميت .
قوله " فلا تزعزعوها " بزاءين معجمتين وعينين مهملتين والزعزعة تحريك الشيء الذي يرفع .
وقوله " ولا تزلزلوها " الزلزلة : الاضطراب .
قوله " وارفقوا " إشارة إلى أن مراده السير الوسط المعتدل ، ويستفاد منه : أن حرمة المؤمن بعد موته باقية كما كانت في حياته " . انتهى من " فتح الباري " ( 9 / 113 ) .
وانظري جواب السؤال رقم ( 149136 ) .

 

وأنتِ تعلمين أن الناس يختلفون في دفن موتاهم باختلاف أديانهم ومذاهبهم ، فالهندوس والبوذيون وعامة الوثنيين يحرقون موتاهم ! ويتم هذا في دول مثل الصين والهند واليابان ! وهو أمر غاية في البشاعة والتحقير للنفس الإنسانية ، وللأسف فقد تبعت طوائف منكم – ونقصد النصارى – أولئك الوثنيين في فعلهم ؛ من أجل التعلق بحطام الدنيا وهو الإبقاء على الأرض لاستثمارها والانتفاع بها ! ونكاية بما كانت تأمر به الكنيسة ، ويتم هذا الأمر المنافي للفطرة والذوق والمروءة والأديان السماوية في دول تزعم أنها متقدمة في الحضارة وتدعي أنها حارسة على حقوق الإنسان ! .
وقد جاء في " الموسوعة العربية العالمية " : " ظل إحراق جثث الموتى غير شائع في البلدان النصرانية حتى القرن التاسع عشر الميلادي ، لكن الاهتمام باستخدام الأرض في المناطق الحضرية وتزايد المعارضة لتعاليم الكنيسة ساعد على إحياء الاهتمام بإحراق جثث الموتى ، وجدير بالذكر أن أول محرقة قانونية لاستخدام الجماهير تم افتتاحها في " ميلانو " بإيطاليا عام 1876م ، وفي الوقت الحاضر يتم التصرف في نحو 50% من المتوفين في أستراليا بإحراق جثثهم ، وفي نحو 70% في المملكة المتحدة ، وحوالي 15% في الولايات المتحدة ، وإحراق جثث الموتى من الممارسات الشائعة في اليابان ، حيث يتم إحراق 95% من جثث الموتى " . انتهى .
فأين ما يفعله المسلمون من إكرام الميت بغسله وتنظيفه وتطييبه والرفق به في الحمل ثم إكرامه بدفنه في مكان طاهر لائق مع الصلاة عليه ، أين هذا كله ممن يحرق جثة قريبه أو زوجته أو فلذة كبده ؟!
وأما دفن الميت في تابوت فخم ، فهو انحراف أيضا ، لكنه في الطرف الآخر ، طرف التعلق بزينة الدنيا وزخرفها ، حتى في مثل هذا الموقف ، وأما الأمر عندنا فمختلف ، فلا يشرع في ديننا تلك المظاهر التي لا قيمة لها ، ولا أثر لها في تكريم الميت ، ولا نفع يعود عليه منها ، بل هي ـ فقط ـ للأحياء ، وليست للأموات ، كما هو الواقع في المساحات الخضراء ، والورود ونحو ذلك مما يجعل بين القبور ، ويفقد الموقف جلاله وهيبته ، ويضعف العظة والاعتبار بالقبر وهيبته .
وليُعلم أن الدفن في التابوت وإن كان حكمه الأصلي عندنا أنه مكروه ، فإن الشرع لا يُمانع من استعماله في الدفن في أحوال معيَّنة ، كأن يكون الميت مقطَّعاً إلى أشلاء أو مهترئاً بحروقات ، كما أجازه بعض الفقهاء في حال أن تكون التربة رخوة غير متماسكة ، وأما في الأصل : فغير جائز استعماله لدفن الموتى ؛ لعدم ثبوت هذه الطريقة في الشرع ، وللبعد عن مشابهة أهل الدنيا.
قال ابن قدامة – رحمه الله – :
" ولا يستحب الدفن في تابوت ؛ لأنه لم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ، وفيه تشبه بأهل الدنيا ، والأرض أنشف لفضلاته " . انتهى من " المغني " ( 2 / 379 ) .
وللمزيد انظري جواب السؤال رقم ( 34511 ) .
ثالثاً:
أما الجنة ، فليس في اعتقاد المسلمين جنة خاصة بالنساء وأخرى خاصة بالرجال ، وهذا لا يمكن أن يكون لما فيه من فقدان لون من نعيم الجنة الحسي والمعنوي ، فاجتماع شمل الزوج بزوجته ، والأب بأمه ، وهكذا : لون من الراحة والنعيم .
قال تعالى ( وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) الطور/ 21 .
قال ابن عباس رضي الله عنه – في تفسير هذه الآية – : " إن الله ليرفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه في العمل لتقرَّ بهم عينه " ، وهو أثر صحيح ، له حكم الرفع ، وانظر " السلسلة الصحيحة " ( 2490 ) .
وانظري للمزيد حول هذه المتعة والسعادة في الجنة بلقاء الأهل والأقرباء جواب السؤال رقم ( 107781 ) .
واستمتاع الرجال بالنساء في الجنة هو لون من نعيمها الحسي الذي وعد الله به عباده .
وقد أعدَّ الله تعالى للمسلمات ما تشتهيه أنفسهن وتلذ به أعينهن من النعيم المقيم ، والسعادة الأبدية بكل ما أعدَّه الله تعالى لها في الجنَّة .

ولتعلمي أن نفوس الداخلين في جنة الله تعالى نفوس مهذَّبة منقَّاة ، ولن تكون أحوالهم وأخلاقهم وصفاتهم وطبيعتهم كما هي في الدنيا ، وما كان ممنوعاً منه المسلمون في الدنيا من اختلاط النساء بالرجال فمن أجل دفع الفساد المتوقع بين الطرفين في الدنيا ، وأما دار النعيم في الجنة فلها أحوال تختلف عن أحوال الدنيا .

رابعاً:
أما قولكِ " وأنا أحب أن أكون في الجنَّة مع الشخص الذي أحبه " : فاعلمي أن الشرط الأول لدخول الجنة هو أن يموت الإنسان على دين الإسلام الذي ارتضاه الله لعباده جميعا ؛ فقد بُعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم للناس كافَّة ، ولا يقبل الله تعالى من أحدٍ بعد بعثته صلى الله عليه وسلم ديناً غير دين الإسلام ، ومن لقي الله تعالى على غير الإسلام فمصيره جهنم خالداً فيها أبداً ، ولسنا نريد غشك ، ولا أن نخفي عليك حقيقة نعلمها من ديننا واضحة وضوح الشمس في النهار ؛ فالأمر جد خطير ، وها نحن نبلغك ما يريد الله تعالى منك وما يأمرك به ، وها نحن نذكر لكِ الوعيد لمن خالف تلك الأوامر فأبى الدخول في الإسلام ، وانتبهي لما نذكره من كلام ربنا جل جلاله ، وأخبار نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وافتحي له قلبك ، وفكري فيه بكل جد . قال الله تعالى ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) آل عمران/ 85 ، وقال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِي وَلاَ نَصْرَانِىٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بالذي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ) رواه مسلم ( 153 ) من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ .
قال النووي – رحمه الله – " وقوله صلى الله عليه وسلم ( لاَ يَسْمَعُ بِى أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ ) أي : مَن هو موجود في زمني وبعدي إلى يوم القيامة ، فكلهم يجب عليهم الدخول في طاعته ، وإنما ذكر اليهودي والنصراني تنبيهاً على مَن سواهما ؛ وذلك لأن اليهود النصارى لهم كتاب فإذا كان هذا شأنهم مع أن لهم كتاباً فغيرهم ممن لا كتاب له أولى " . انتهى من " شرح مسلم " ( 2 / 188 ) .
واعلمي أن هذا الحكم على من لا يدين بدين الإسلام لا خلاف فيه بين المسلمين ، بل من شكَّ فيه فلا يكون مسلماً لأنه يكون مكذِّباً للقرآن ، وانظري جواب السؤال رقم ( 6688 ) .
وهذه مناسبة أخرى ندعوكِ فيها للتفكر بحالك ومآلك ، وأنه لا منجا لك في الآخرة إلا باعتناق الإسلام ، واعلمي أن عيسى عليه السلام سيتبرأ من كل عبده وادَّعى أنه ليس عبداً لله تعالى ، وأنه عندما ينزل للدنيا فإنه سيكسر الصليب ويقتل الخنزير ، فكوني من أتباع عيسى وإخوانه الأنبياء والمرسلين ؛ فقد كانوا كلهم موحدِّين لا يشركون بربهم شيئاً ، واشهدي لنبيك محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة ففي ذلك – والله – النجاة في الآخرة من النار وفيها الفوز بالجنة.

خامساً:
أما الأشباح : فالذي عندنا في الشرع إثبات " الجن " ، وهو عالم خاص ، له أحواله وأحكامه ، كما أن عالم الإنس عالم خاص أيضا ، له أحواله وأحكامه .
وربما ظهر الجن في صورة ما ، أو تشكل فظهر لبعض الناس في صورة ظاهرة ، أو صورة غير محققة ، وإنما هي مجرد شبح بعيد لا تبين ملامحه .
ولمعرفة اعتقاد المسلمين في " الجن " والوقوف على بعض صفاتهم وأعمالهم انظري جواب السؤال رقم ( 2340 ) .
وأما ما عدا ذلك ، فلا وجود لشيء يسمى بالأشباح ، وإنما يكون ما خرج منها عن الجن وأحواله ، مجرد خيالات وتوهمات ، وعبث من الجن بعقول ضعفاء الدين والعقل ، ممن تنطلي عليهم ما يرونه في الأفلام وما يقرؤونه في الروايات كمثل روايات " هاري بوتر " .

نسأل الله تعالى أن يهدي قلبك للحق ، وأن يوفقك للسير على دين الفطرة دين الأنبياء والمرسلين الذي ارتضاه الله تعالى لخلقه ، وهو دين التوحيد القائم على إفراد الله تعالى بالألوهية والربوبية ، والقائم على نبذ الوثنية وعبادة الأشخاص والجمادات ، ولن تجدي هذا الآن إلا في دين الإسلام.

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android