تنزيل
0 / 0

هل النبي صلى الله عليه وسلم هو ” المعزِّي ” الذي في إنجيل ” يوحنا ” ؟

السؤال: 160946

كنت أتحدث إلى صاحبي المسيحي ، فذكرت له أن " المعزي الآخر " الذي ورد في " إنجيل يوحنا " آية 14:16 هو محمد صلى الله عليه وسلم ، ولكنه قال إن " المعزي " في هذا الإنجيل مقصود به " روح القدس ( الحقيقة ) " والذي لن يظهر ، وسيسكن في قلب الحواريين ، ولكن محمدا صلى الله عليه وسلم كان ظاهراً للناس ، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء بعد سنوات عدة فلم يسكن في قلب الحواريين ، فهل هذا دليل على أن محمد صلى الله عليه وسلم ليس " المعزي " ؟ . لاحظ أنه ورد في يوحنا 14:17 كلمة " يسكن " ، فعل مضارع وليست مستقبلاً . أفيدوني جزاكم الله خيراً .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذه الجملة الواردة في إنجيل يوحنا هي من بشارات عيسى بن مريم عليه السلام للحواريين ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم بعده ، وأصل الأمر أن عيسى عليه السلام قد بشَّر بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم باسمه " أحمد " ، فجاء المترجمون لهذا الاسم العَلَم فحوَّلوه إلى صفة ، وأطلقوا عليها اسم ( بيريكليتوس ) "PERIQLYTOS " أو " PARACLYTOS " والتي تعني القائم بالحمد الكثير ، فعربوها إلى كلمة " فارقليط " ، ثم ترجموا هذه الكلمة بالعربية إلى " المعزَّي " ، أو " المحامي " ، أو " الشفيع " .
وقد ذكر الشيخ عبد الوهاب النجار في كتابه " قصص الأنبياء " ( ص 397 ، 398 ) أنه كان في سنة 1894م زميل دراسة اللغة العربية المستشرق الإيطالي " كارلونالينو " ، وقد سأله الشيخ النجار في ليلة 27/7/1311هـ ما معنى " بيريكلتوس " ؟ فأجابه قائلاً : إن القسس يقولون : إن هذه الكلمة معناها " المعزِّي " ، فقال النجار : إني أسأل الدكتور " كارلونالينو " الحاصل على الدكتوراة في آداب اليهود باللغة اليونانية القديمة ولست أسأل قسِّيساً ، فقال : إن معناها " الذي له حمد كثير " ، فقال النجار : هل ذلك يوافق أفعل التفضيل من " حمد " ؟ فقال الدكتور : نعم ، فقال النجار : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسمائه " أحمد " .
وأما بخصوص تلك البشارة من عيسى بأخيه محمد عليهما الصلاة والسلام والتي سألتَ عنها : فإننا لن ننقل لك ما قاله علماء الإسلام في معنى تلك الجمَل ، بل سنتكفي بالنقل عن اثنين كانا من النصارى وقد قادهم الإنجيل نفسه إلى الإسلام ! والثاني منهما كان ذلك المقطع – وعموم باب البشارة بمحمد عليه الصلاة والسلام – سبباً في إسلامه .
1. قال الأخ " م . ج . لوبلا " – وفقه الله – :
والآن لننتقل إلى النبوءة التي وردت في " العهد الجديد " والتي بشَّرت بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، جاء في " سفر يوحنا " ( 14:16 ) : " وسوف أصلِّي للأب ، وسوف يعطيكم مخلِّصاً ( معزّيا ) آخر ، يعيش معكم إلى الأبد " .
يقول هذا النص بوضوح : أن شخصاً آخر ، شخصاً إضافيّاً ، ولكن من نفس النوع ، ومع ذلك فهو مختلف تماماً عن الأول ، سوف يرسَل استجابة لدعاء عيسى عليه السلام ، والسؤال الهام جدّاً هنا هو : من هو المخلص ( المعزِّي ) الأول ؟ .
سيقول العالِم النصراني بالإجماع : إن هذا المخلص ( أو المساعد ، كما يتم إضافته حاليّاً ) هو الروح القدس أو الطيف المقدس – اعتماداً على أي إنجيل تقرأ – والوحيد الذي يدعم ذلك هو " سفر يوحنا " ( 14:26 ) الذي يقول : " ولكن المخلِّص ( المعزِّي ) هو الطيف المقدس ، الذي سيرسله الأب باسمي … " .
ولكن ما جاء في " سفر يوحنا " ( 14:26 ) ونفس السفر ( 14:16 ) يناقض أحدهما الآخر ؛ فالنص ( 14:16 ) يقول : مخلصاً آخر سيرسَل ، بينما ينص ( 14:26 ) على أن الآخر الذي سيرسَل هو الروح القدس أو الطيف المقدس ، هذا يعني أن ما مجموعه اثنان من الروح القدس أو الطيف المقدس سيتم إرسالهم ! إن استخدام كلمة ( آخر ) في يوحنا ( 14:16 ) يعني : أن واحداً كان موجوداً بالفعل .
فيما يتعلق بإرسال طيف مقدس آخر : سيدافع بعض النصارى عن هذه الفكرة بقولهم إن الطيف المقدس لم يكن على الأرض بعدُ ، ولكن هناك العديد من الشواهد في الكتاب المقدس حول ذهاب وإياب الطيف المقدس قبل ولادة المسيح ورحيله : " سفر لوقا " ( 1:15 ) ، " يوحنا المعمدان " ، " سفر لوقا " ( 1:41 ) ، " اليزابيث " ، " سفر لوقا " ( 1:67 ) " زكريا " ، " سفر لوقا " ( 2:26 ) " سايمون " ، " سفر لوقا " ( 3:22 ) " عيسى " .
كان الطيف المقدس يساعد عيسى عليه السلام في مهمته ويساعد حوارييه في مهماتهم في التبشير وشفاء الناس … .
ولتأييد مقولة أن كلمة " مخلِّص ( معزي ) " لا تشير إلى الطيف المقدس أكثر : هل كنت تعلم أن كلمة " مخلص ( معزي ) " [COMFORTER] هي الترجمة الإنجليزية للكلمة اليونانية " PERICLYTOS " ، والتي هي – تقريباً – الترجمة الحرفية للكلمة الآرامية أو العبرية " موحمانا " والتي استخدمها عيسى عليه السلام نفسه ، والتي ترتبط باسم " محمد " باللغة العربية ، على أنه اسم آخر نبي سيأتي قبل قدوم عيسى عليه السلام للمرة الثانية ؟ … .
والآن لنقرأ ما جاء في " سفر يوحنا " ( 16: 12– 14 ) والذي يشكل أكثر الصور تكاملاً عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والإسلام : " لا يزال لديَّ بعض الأشياء لأقولها لكم ، ولكنكم لا تستطيعون أن تتحملوها الآن ، وعلى أية حال ، عندما يأتي هو ، روح الحقيقة ( المخلِّص / المعزي ) ، هو سيهديكم إلى الحقيقة ؛ فهو سوف لن يتكلم بسلطته هو ، ولكنه سيقول كل ما يسمع ؛ وسوف يخبركم عن أشياء ستحدث ، هو سيمجدني لأنه سيأخذ مما هو لي ويعلنه لكم " .
تنطبق ميزات المخلص ( المعزي ) هذه على النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقط ، كما تظهر الملاحظات التالية :
1. يذكر القرآن الكريم اسم عيسى عليه السلام أكثرَ من اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعشرين مرة … .
2. أوحي القرآن للنبي محمد صلى الله عليه وسلم من خلال الملاك جبريل ، وكلما أنهى جبريل قراءة أجزاء من القرآن : كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم ينقل حرفيّاً لأصحابه ما سمع من الملاك دونما زيادة ، أو تغيير أو نسيان … .
3. كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم النبي الوحيد الذي جاء بعد عيسى عليه السلام ، وكان هناك فترة ستة قرون بينهما ، كانت مهمة عيسى عليه السلام محددة بـ " شاة بني إسرائيل الضالة " ، ولكن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم كانت رسالة عالمية لكل الناس ( بما في ذلك حكام الرومان و السامريين ) ، لقد كانت رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي الوحيدة التي أراد لها الله عز وجل أن تكون عالمية وخالدة " . انتهى باختصار شديد من كتابه " الإنجيل قادني إلى الإسلام ( ص 40 – 44 ) – ترقيم الشاملة – ، وإنما اختصرنا الكلام لأننا سنحيل القارئ الكريم على الكتاب كاملاً ليجد فيه النفع وتتمة الكلام المختصر .
http://adel-ebooks.sheekh-3arb.info/showthread.php?p=4360#post4360

2. قال الأستاذ سليمان شاهد مفسر – وفقه الله – :
إن هذا البحث لهو من الاهتمامات التي دفعتني لأن أشهر إسلامي ، يعتقد بعض العلماء أن ما قاله عيسي بلغته الآرامية أقرب إلى الكلمة اليونانية " PERIKLYTOS " التي تقابلها كلمة " محمد " في العربية ، وقد ثبت أن ثمة حالات كثيرة مماثلة في العهد الجديد ، حلت فيها كلمة محل أخرى ، أضف على ذلك أن هناك احتمالا آخر وهو أن الكلمة كانت " PERIKLTOS" ، ثم أغفل الكتبة إحداهما لتشابهها الشديد مع الأخرى وقربها المكاني منها ، وإذا صح هذا الغرض فسيكون معني النص اليوناني " فيعطيكم معزيّاً آخر ، محمد " بدلاً من " فيعطيكم معزيّاً آخر " ، وقد ظهرت مثل تلك الأخطاء في كتابة أناجيل العهد الجديد لعدم وجود مسافات بين الحروف في النص اليوناني ، وذلك قد ينتج عنه أن تغفل عين الكاتب كلمة تشبه أخرى أو تقاربها في المكان ، أما بالنسبة لكلمة " روح " التي وردت في هذا الموضوع أن النبي القادم سيكون من جنس البشر : ففي أناجيل العهد الجديد أطلقت هذه الكلمة أيضا على من يتلقى الوحي الإلهي ، وعلى من يمتلك القدرة على الاتصال الروحي ، وبناء على ذلك " روح الحق " هو ذلك الشخص الذي لديه قوى اتصال روحية ، أي : ذلك الشخص الذي يتلقى الوحي الإلهي ، والذي يتميز بأنه مكرس للحق كلية في حياته وسلوكه وشخصيته ، وأن عيسي عليه السلام قد ذكر أن ذلك النبي سوف يكشف عن أمور يجهلها عيسي نفسه ، ولو كان عيسى قد جاء " بجميع الحق " لما كانت هناك حاجة لأن يأتي نبي من بعده يحل للناس " جميع الحق " أن " المُعزى " سيكون مثل عيسى بشراً نبيّاً وليس روحاً .
يقدم لنا النص اليوناني الإجابة الواضحة على ذلك السؤال لأنه يستخدم كلمة " allon " ، وهي مفعول به مذكر من كلمة " allos " التي معناها " آخر من نفس النوع " ، أما الكلمة التي معناها " آخر من نفس مغاير " فهي "hetenos " ، وهي غير مستخدمة في النص اليوناني ، وهذا يحسم المسألة ، فسيكون " المُعزي " إذن " آخر من نفس النوع " ، أي : مثل عيسى وموسى الذي قال " مثلي " أي : بشر وليس روحاً ، ويمكننا أن نرسم معالم الصورة التي يبرزها لنا العهد الجديد، ونتوصل إلى شكل واضح ومحدد لذلك الرسول الذي أبرز سماته أنه :
1. يأتي بعد أن تنتهي رسالة عيسى .
2. رحمة ونصحاً لبني آدم مُعزى " paraclete " ، ولذلـك سيعـرف بأنه " محمد " الشخص المُعزى " periclyte" .
3. يشتهر بالصدق .
4. يُبلغ " جميع الحق " .
5. يظل لعهده أثر يبقى .
6. يمجِّد عيسى .
" يوحنا ( 14: 16 ، 13: 16 – 17 ) .
انتهى
http://www.elforkan.com/7ewar/showthread.php?t=1009
وانظر حول المقطع نفسه من الإنجيل ، وتحت الرابط نفسه : كلام الشيخ أحمد ديدات ، والدكتور عبد الأحد داود – وهو قسِّيس سابق – ، والشيخ إبراهيم خليل أحمد – وهو قسِّيس سابق – ، والشيخ جعفر السبحاني ، والدكتور أحمد حجازي السقا ، والاستاذ أحمد عبد الوهاب ، والأستاذ محمد عزت الطهطاوي ، وقد طبعت المناظرة في كتاب بعنوان " بشارة أحمد في الإنجيل " بتحقيق الأستاذ محمد الحسيني الريس ، ويمكن تحميل الكتاب من الرابط : https://bit.ly/3CI0Ifj
وانظر جواب السؤال رقم ( 44018 ) .

والله أعلم

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android