قال صلى الله عليه وسلم : ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه )، هل متابعة أخبار العالم يوميا تندرج تحت هذا الحديث ؟ جزاكم الله خيرا .
متابعة الأخبار العالمية من ثقافة المسلم
السؤال: 161265
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
متابعة أخبار العالم وما يجري فيه من أحداث سياسية واقتصادية واجتماعية جزء من الوعي الذي ينبغي أن يتحلى به المسلم المعاصر ، فالعالم يعيش اليوم في قرية صغيرة يؤثر شرقها في غربها ، وشمالها في جنوبها ، وتتشابك فيها الأحداث بعضها ببعض ، حتى إن أسعار أقوات الناس في بلادنا قد تتأثر بحادث يحصل في أقصى العالم ، ولم يعد من الممكن لمجتمع من المجتمعات أن يعزل نفسه عما حوله ، شاء أم أبى ، فكان لا بد من الاهتمام البالغ بفهم مجريات العالم من حولنا .
نقول هذا ونحن نعلم أنه الحد الأدنى الذي يمكن أن يقتنع به بعض المعارضين لهذه النصيحة، وإلا فالحقيقة التي ينبغي أن يسعى المسلم المعاصر إليها ، أن يبادر بالإقبال على فهم عالمه الذي يعيش فيه ، ويبدع في ذلك كي ينجح المسلمون في نشر دعوتهم وحضارتهم ، وبث النور الذي أنزل إليهم إلى العالم كافة ، من خلال مفاتيح العلم والثقافة واللغة التي يتحدث بها العالم اليوم ، ولا يمكن التوصل إليها وإتقانها إلا بحيازة وسائل المعرفة ومتابعة وسائل الإعلام .
وأما الحديث الشريف الوارد في السؤال : ( مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ ) رواه الترمذي (2318) وصححه الألباني – فهذا لا يمنع من متابعة المرء لما يدور حوله من الأحداث والمجريات ؛ لا سيما إن كان مما يتعلق بأمته ، أيا كان مكانها .
بل إن ما يتعلق بغيرنا من الأمم يعنينا كثيرا ، بمعنى أنه يتحتم أن يكون فينا من يعرفه ، وإن لم يكن ذلك لازما لكل أحد .
يقول الشيخ محمد رشيد رضا – في معرض حديثه عن العلوم التي يحتاج إليها الداعية ، وقد ذكر علم التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع – :
” علم السياسة…والمراد به العلم بحال دول العصر وما بينهما من الحقوق والمعاهدات وما لها من طرق الاستعمار . فالأمة التي تؤلف للدعوة في بلاد غير بلاد المسلمين المستقلة لا يتيسر لها ذلك إذا لم تكن عارفة بسياسة حكومة تلك البلاد ، وهذا شيء غير ما تقدم من اشتراط معرفة حال من توجه إليهم الدعوة ، والسياسة بهذا المعنى لم تكن في عصر الصحابة ” انتهى من ” تفسير المنار ” (4/35)
وينظر جواب السؤال رقم : (128316)
ولكن يجب لمن يتابع ذلك ألا يطغى على وقته أو يصرفه عما هو أفضل وأنفع من العلم النافع والعمل الصالح ، وأن يجتهد في ألا ينظر إلى المذيعات المتبرجات اللاتي يقدمن تلك البرامج ، وما يصاحب هذه البرامج ، أو يتخللها من الموسيقى ؛ فإن أمكنه أن يستغني بنشرة مفيدة في قناة إسلامية تخلو من ذلك فهو أولى له وأحوط لدينه .
وينظر جواب السؤال رقم : (138348)
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة