ألم يكن الرسول عليه الصلاة والسلام يعلم بصيام اليهود لعاشوراء إلا في عامه الأخير لقوله عليه الصلاة وسلام "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع" رواه مسلم؟
متى علم النبي صلى الله عليه وسلم بصوم اليهود لعاشوراء؟
السؤال: 161716
ملخص الجواب
صام الرسول صلى الله عليه وسلم عاشوراء في أول سنة قدم فيها المدينة، واستمر على ذلك، ثم في آخر حياته صلى الله عليه وسلم أراد مخالفة اليهود وذلك بصيام اليوم التاسع مع العاشر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
صام الرسول صلى الله عليه وسلم عاشوراء في أول سنة قدم فيها المدينة، واستمر على ذلك، ثم في آخر حياته صلى الله عليه وسلم أراد مخالفة اليهود وذلك بصيام اليوم التاسع مع العاشر، والأحاديث الواردة في صيام عاشوراء تدل على هذا.
فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: مَا هَذَا ؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ رواه البخاري (2004)
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أيضاً قال: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ. قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رواه مسلم (1134)
قال ابن القيم رحمه الله:
"وهذا فيه أن صومَه والأمَر بصيامه قبل وفاته بعام، وحديثُه المتقدِّمُ فيه أن ذلك كان عندَ مَقْدَمِه المدينة." انتهى من "زاد المعاد" (2/67).
وقال أيضاً عن حديث ابن عباس الثاني (2/81):
"ولا ريب أن هذا كان في آخر الأمر، وأما في أول الأمر، فكان يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء." انتهى
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ثم لما قيل له قبيل وفاته: إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، أمر بمخالفتهم بضم يوم آخر إليه وعزم على فعل ذلك.." انتهى من "اقتضاء الصراط المستقيم" (1/87)
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم: (21775) ورقم: (303756).
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة