0 / 0

هل يجوز لغاسل الميت أن يخبر بما رآه من علامات الشر؟

السؤال: 163079

هل يجوز للمغسل إذا رأى من الميت علامات تدل على سوء الخاتمة أن يظهرها للناس ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الأصل أنه يجب على الغاسل أن يستر على أخيه المسلم إن رأى منه ما ينفر الناس منه ؛
قال المرداوي رحمه الله : “والصحيح من المذهب : أنه يجب عليه ستر غير الحسن” انتهى من “الإنصاف” (2/506) .

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : “ولا شك أن إظهار المساوئ نوع من الغيبة” انتهى من “مجموع الفتاوى” (13/124) .

وقال أيضاً رحمه الله : “أما الشر فلا ; لأنها غيبة ، لكن لو قال : إن بعض الأموات يكون أسود أو غير ذلك فلا بأس ، لكن الممنوع أن يقول غسلت فلاناً ، ورأيت فيه كذا من علامات الشر ; لأن ذلك يحزن أهله ويؤذيهم وهو من الغيبة” انتهى من “مجموع الفتاوى” (13/123) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : “فقد يرى ـ والعياذ بالله ـ وجهه مظلماً متغيراً كثيراً عن حياته ، فلا يجوز أن يتحدث إلى الناس ، ويقول : إني رأيت وجهه مظلماً ؛ لأنه إذا قال ذلك ظن الناس به سوءا” انتهى من “الشرح الممتع” (5/143) .

إلا أنه يستثنى من ذلك ، ما إذا كان هذا الميت معروفاً ببدعته وفجوره وإيذائه للمسلمين ، فالمستحب للغاسل في هذه الحال إظهار ما رآه من قبح منظره ليحذر الناس من طريقته .

قال المرداوي رحمه الله : قال جماعة من الأصحاب : “إن كان الميت معروفاً ببدعة أو قلة دين أو فجور ونحوه ، فلا بأس بإظهار الشر عنه ، وستر الخير عنه ، لتجتنب طريقته وجزم به في المحرر… وابن عقيل ، فقال : لا بأس عندي بإظهار الشر عنه لتحذر طريقه . انتهى . لكن هل يستحب ذلك أو يباح ؟ قال في النكت : فيه خلاف ، قلت : الأولى أنه يستحب ، وظاهر تعليلهم يدل على ذلك” انتهى من “الإنصاف” (2/506) .

وقال النووي رحمه الله : “قال صاحب البيان رحمه الله : لو كان الميت مبتدعاً مظهرا لبدعته ، ورأى الغاسل ما يكره ، فالذي يقتضيه القياس أن يتحدث به في الناس ; للزجر عن بدعته , وهذا الذي قاله صاحب البيان متعين لا عدول عنه” انتهى من ” شرح المهذب ” (5/145) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : قال العلماء : إلا إذا كان صاحب بدعة ، وداعية إلى بدعته ورآه على وجه مكروه ، فإنه ينبغي أن يبين ذلك حتى يحذر الناس من دعوته إلى البدعة ؛ لأن الناس إذا علموا أن خاتمته على هذه الحال ، فإنهم ينفرون من منهجه وطريقه ، وهذا القول لا شك قول جيد وحسن ؛ لما فيه من درء المفسدة التي تحصل باتباع هذا المبتدع الداعية ، وكذا لو كان صاحب مبدأ هدام كالبعثيين والحداثيين” انتهى من “الشرح الممتع” (5/143) .
والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android