0 / 0
10,50112/04/2011

النية لا تغني عن تحقيق شروط التذكية الشرعية

السؤال: 164341

إذا أقدم شخص على ذبح بقرة بطريقة حلال ، ولكنها ماتت قبل أن يتمكن من قطع حلقها ، فهل له أن يستمر في الذبح ، وهل لحم البقرة ما يزال حلالا ، وأنا أستغرب ، منذ تعلمنا في الإسلام أن كل شيء مبني على النوايا ، فإذا كان من نية ذلك الشخص ذبح البقرة بطريقة حلال ، ألا يزال اللحم حلالا ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
لا بد بداية من توضيح الإشكال الوارد في السؤال حول النية ؛ لأن كثيرا من الناس يفهم الحديث الصحيح المشهور : ( إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ) فهما خاطئا ، فيظنون أن النية السليمة تكفي للحكم على الفعل بالصحة والقبول ، والصواب أنه لا بد من اجتماع شرطين في أي عمل شرعي كي نحكم بصحته وقبوله :
الشرط الأول : النية الصحيحة الخالصة .
الشرط الثاني : تحقق أركان العمل وشروطه موافقةً لأحكام الشريعة .
أرأيت لو أن رجلا صلى صلاة الظهر مثلا ، ولم يأت بالسجود ، ولم يأت بالركوع ، أو صلى على غير وضوء ، وهو يقول : يكفي أن نيتي سليمة وأني أحب عبادة الله تعالى ، فهل نحكم بصحة صلاته ونتركه وشأنه ، أم نحكم ببطلان الصلاة ووجوب تعليمه وتخليصه من جهله ؟!!
لا شك أننا سنحكم ببطلان صلاته ، وسننصحه بأن النية لا تكفي لتصحيح الأعمال ، فقد قال عليه الصلاة والسلام : ( مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ) رواه مسلم (1718)
والله عز وجل يقول : ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) الكهف/103-104.
وقد سبق تقرير هذا الأمر في موقعنا في الفتوى رقم : (60219)
ثانيا :
إذا تحقق الذابح من موت ذبيحته ، شاة ، أو بقرة أو غير ذلك ، قبل أن يصل إلى قطع الحلقوم والمريء ، حتى ولو كان قد شرع في الذبح : فلا يحل أكلها ، بل هي ميتة من الميتات ؛ لأن وفاتها لم تكن بسبب التذكية الشرعية ، وإنما بسبب آخر سوى قطع الحلقوم والمريء الذي هو ركن التذكية الشرعية .
يقول الإمام النووي رحمه الله :
” يجب أن يسرع الذابح في القطع ، ولا يتأنَّى بحيث يظهر انتهاء الشاة قبل استتمام قطع المذبح إلى حركة المذبوح ، هكذا قاله إمام الحرمين وغيره ” انتهى من ويقول ابن حجر الهيتمي رحمه الله :
” لو تأنى – يعني في الذبح – بحيث ظهر انتهاؤه لحركة مذبوح قبل تمام قطعهما : لم يحل ؛ لتقصيره ” انتهى من ” تحفة المحتاج ” (9/324) . وينظر: ” المجموع ” للنووي (9/100) .

فالحاصل :
أن البقرة إذا ماتت قبل قطع الحلق والمريء لا يحل أكلها ؛ لأن موتها لم يكن سبب الذكاة الشرعية .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android