تنزيل
0 / 0

هل تشمل ضمة القبر الأنبياء عليهم السلام ؟

السؤال: 165071

قرأت حديثاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن للقبر ضمة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ ) فهل هذه الضمة تشمل كل شخص بما في ذلك الأنبياء والصالحين والشهداء والصديقين ؟ وهل هناك سبيل للوقاية منها ؟ .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

قد تكلمنا في جواب السؤال رقم (
131627
) عن ” ضمة القبر ” ، وذكرنا هناك الأحاديث الواردة في ذلك ، مع بيان
بعض مسائلها ، فيرجى مراجعته .
ومما لم نذكره هناك السؤال الوارد هنا : هل تشمل الضمة القبر الأنبياء ؟
فيقال في الجواب عن ذلك : ليس هناك شيء ثابت بخصوص ذلك في نصوص الوحي ، ولكننا
وقفنا على كلام كثير من العلماء يقولون باستثناء الأنبياء من تلك الضمة ، ويتعين
هذا القول عند من يقول : إن ضمة القبر تتفاوت بحسب حال ذنوب أصحابها ؛ فالأنبياء
معصومون من الكبائر ، ومعصومون من الإقرار على صغيرة أيضا ، فلا يحصل لهم ضمة القبر
ولا سؤاله .
قال السيوطي – رحمه الله – وقد ذكر حديثاً في ضمة القبر ليحيى عليه السلام – : ”
هذا الحديث منكر بمرة ، وإسناده معضل ، والمعروف أن الأنبياء لا يضغطون ” . انتهى
من ” شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور ” ( ص 114 ) .
وقال المناوي – رحمه الله – : ” قد أفاد الخبر أن ضغطة القبر لا ينجو منها أحد ،
صالح ولا غيره ، لكن خُص منه الأنبياء كما ذكره المؤلف – أي : السيوطي – في ”
الخصائص ” ” . انتهى من ” فيض القدير ” ( 5 / 424 ) .
وقال – رحمه الله – أيضاً – : ” لكن استثنى ” الحكيم ” – وهو الحكيم الترمذي –
الأنبياء والأولياء ! ، فمال إلى أنهم لا يُضمُّون ولا يُسألون .
وأقول : استثناؤه الأنبياء ظاهر ، وأما الأولياء : فلا يكاد يصح ، ألا ترى إلى
جلالة مقام سعد بن معاذ وقد ضُمَّ ” . انتهى من ” فيض القدير ” ( 5 / 398 ) .
وقال الشيخ أحمد النفراوي المالكي – رحمه الله – : ” وأما الأنبياء فقال بعضهم :
ولا يُعلم أن للأنبياء في قبورهم ضمة ولا سؤال ؛ لعصمتهم ” . انتهى من ” الفواكه
الدواني ” ( 2 / 688 ) .

وقال سليمان البجيرمي الشافعي – رحمه الله – : ” وأما
ضمَّة القبر فهي عامة لكل ميت وإن لم يكن مكلفاً ، ولم يسلم منها إِلا الأنبياء
وفاطمة بنت أسد ” . انتهى من ” تحفة الحبيب على شرح الخطيب ” ( 2 / 586 ) .
واستثناء ” فاطمة بنت قيس ” لم يثبت في السنَّة ، وإنما كان اعتماد من استثناها على
حديث موضوع أو ضعيف جدّاً ذكره ابن شبَّة في كتابه ” تاريخ المدينة ” ( 1 / 124 ) ،
ففي إسناد الحديث مجاهيل ، وفيه : ” عبد الله بن جعفر بن المسور بن مخرمة ” ، قال
عنه ابن حبان رحمه الله – : ” كان كثير الوهم في الأخبار حتى يروى عن الثقات ما لا
يشبه حديث الأثبات ، فإذا سمعها مَن الحديث صناعته شهد أنها مقلوبة ، فاستحق الترك
” ” . انتهى من ” المجروحين ” ( 2 / 27 ) .
وقال الشيخ عبدالعزيز الراجحي – حفظه الله – : ” وأما الأنبياء فلا نعلم أن لهم في
قبورهم ضمة ” . انتهى من ” شرح العقيدة الطحاوية ” ( ص 307 ) – ترقيم الشاملة – .

فالظاهر أن ضمة القبر تشمل الشهداء والصالحين
والأولياء ، ولا تشمل الأنبياء .

والله أعلم

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android