تنزيل
0 / 0

نصرانية تسأل النصح حول علاقتها بمسلم يحادثها ويخرج معها

السؤال: 165150

إنني أبلغ من العمر 23 عاما ، ولي طفلان ، والرجل الذي أتحدث إليه يبلغ ثلاثين عاما ، وقد سعدت كثيراً أن وجدت هذا الموقع ، وآمل أن أجد ضالتي عندكم ، وإليكم قصتي :
لقد قابلتُ رجلاً منذ شهرين على الإنترنت ” فيس بوك ” وقد تحدثنا عبر الهاتف وقد كانت الأمور بيننا جيدة لفترة طويلة ، وقد قابلته في النهاية وجهاً لوجه السبت الماضي ، وتحدثنا مدة 5 دقائق وبعدها غادر ، ثم تقابلنا يوم الأحد وذهبنا لمشاهدة فيلم ، وقبَّلني في شفتي ، إنني غير متأكدة مما إذا كان ملتزماً بدينه أم لا ولكنني أعرف أنه لا يشرب الخمر أو يدخن ، وهو ينصحني بالابتعاد عن هاتين العادتين أيضاً ، سؤالي هو : هل يمكن لمسلم أن يتعامل مع امرأة مثلي لها طفلان بمحض الجد ؟ هناك أخت مسلمة تقول لي ” لا ” لأنني لست بكراً وليس صحيحا مواعدة شاب مسلم ، إنني أشعر بشعور سيء حيال ذلك الأمر لأنني أحبه كثيراً وأحترم دينه ، وأريد أن أعرف إذا كانت بيننا علاقة فكيف لعائلته أن تراني ؟ هل يظنون بي ظن السوء لأنني لدي طفلان ؟ أعرف أنه على المسلم ألا يواعد ولكنني لا أدري كيف فعلت ذلك ؟ إنني أشعر بالحب تجاهه حتى أننا عندما نتقابل فإننا نتحدث في كثير من الأمور ويقول لي إنني كل شيء بالنسبة له وأنه ملكي أنا وأنه لن يستغلني يوماً ، وقد أخبرته منذ أول يوم تحدثت إليه عبر ” الفيس بوك ” أنه إن كان يبحث عن الجنس فليبحث عنه في مكان آخر ، وقد كنت أقبِّله ولكن ليس بيننا زنى لأنني أحبه كثيراً .
أرجو نصيحة تهديني للطريق الصحيح ، شكراً لكم .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:
خلق الله تعالى الرجل والأنثى وجعل ميل كل واحد منهما للآخر في أصل خلقته ، ولا
يمكن لأحد أن يُنكر هذا ، وقد راعت الشريعة الإسلامية ونظَّمت التقاء كل واحد منهما
بالآخر ، وجعلت ذلك محصوراً بالزواج ، وحرَّمت ما عداه مما تأباه الفطَر السوية
والعقول الراجحة ، فليست المرأة سلعة رخيصة حتى تكون لمن يريد قضاء حاجته منها ، بل
لأنها مكرَّمة جُعلت لرجل واحد يرعاها وينفق عليها ويعطيها حقوقها ، وجعلت الحصول
عليها زوجة عن طريق الرؤية أولاً ، ثم طلبها من وليٍّ لها ، ثم بذل مال يكون مهراً
لها ، وكل ذلك ليجعل الشرع من المرأة كياناً محترماً ليس من السهل الحصول عليها حتى
لا يسهل التفريط بها ، والمشاهد الآن في عالَم الانحلال أن الرجل يسعى للحصول على
امرأة تعجبه ليقضي شهوته منها ثم يلقيها ليبحث عن غيرها أجمل منها ، وهكذا تنتقل هي
من فريسة لأخرى ، وينتقل هو من عشيقة لأخرى ، فلا يُبنى بيتٌ ، ولا يكون أولادٌ ،
ولن يكون – بالنتيجة – أسرة آمنة مطمئنة ، وكل ذلك مرفوض في الإسلام وجاء تحريمه
والمنع منه بما لا يدع مجالاً للتوقف أو الاختلاف ، ومن يخالف ذلك من المسلمين فهو
متبع لهواه مقلد لأهل الانحلال والفجور ، والشرع الإسلامي بريء من تصرفه وفعله .
وعليه : فالعلاقات التي تكون بين الرجل والأنثى خارج نطاق الزواج الشرعي الموثق هي
علاقات محرَّمة لا يحل لمسلم أن يقيمها لا مع مسلمة ولا مع غير مسلمة ، وقد أعجبنا
قولك لذلك المسلم المخالف لدينه أنه إذا أراد أن يبحث عن الجنس فليبحث عنه عند غيرك
، وهذا يؤكد ما قلناه أن المرأة ليست سلعة رخيصة ، ولكن لم يعجبنا خروجك معه وما
حصل بينكما من خلوة وتقبيل ، وإذا كنتِ ترين ذلك طبيعيّاً عندك فإنه ليس كذلك عندنا
، فما فعله هو أمور محرَّمة في الإسلام لا ينبغي لمسلم أن يفعلها ، وإذا كان حصل
بينكما إعجاب فالطريق الوحيد ليكون اللقاء بينكما حلالاً هو الزواج لا غير ، وكل
لقاء أو علاقة مع امرأة أجنبية عن الرجل ، خارج نطاق الزواج ، فهو محرَّم ويستحق
عليه العقوبة الأخروية .
وانظري – مثلاً – جواب السؤال رقم (
34841
) .

ثانياً:
اعلمي أن الإسلام قد أباح التزوج من امرأة نصرانية بشرط أن تكون مؤمنة بدينها ولا
تكون ملحدة أو بلا دين ، وبشرط أن تكون عفيفة في شرفها ليست زانية وليس لها عشَّاق
، ويشترط لصحة العقد وجود ولي لك يزوجك ، ووجود شاهدين مسلميْن يشهدان على العقد
ويقوم الإعلان عن الزواج مقام الشهود – وانظري تفصيل هذا في جوابي السؤالين (
2527 ) و (
12283 )  .
ووجود أولاد لها من زواج سابق لا يؤثر في تزوجها من مسلم ، ومن قال إن المرأة
النصرانية أو اليهودية لا تحل للمسلم إلا أن تكون بِكراً فقوله ليس صواباً ، وإنما
الشرط في حلِّها هو أن تكون عفيفة عن الزنى وهذا الشرط تشترك فيه مع المرأة المسلمة
، فلا يجوز لمسلم عفيف التزوج من زانية إلا أن تتوب توبة صادقة ، وكذلك لا يجوز
لامرأة عفيفة أن تتزوج من رجل زانٍ إلا أن يتوب توبة صادقة ، كما بينَّاه في جواب
السؤال (85335 ) فلينظر .
وبما أن العلاقة بينكما لم تصل للزنا – كما ذكرتِ والحمد لله – فإنه ليس هناك ما
يمنع من الزواج بك من هذه الحيثية ، كما بيناه في جواب السؤال رقم (
148528 ) .

ثالثاً:
أما أهل الرجل المسلم فقد يقبلون لابنهم التزوج بكتابية لها أولاد ، وإذا رفضوا ذلك
فليس لأنه أمرٌ محرَّم شرعاً بل قد يكون لظروف تتعلق ببيئتهم أو لعلمهم بعدم قدرة
ابنهم على القيام بحقوق تلك الزوجة ورعاية أولادها ، ولكنهم لا يقبلون أن يكون
لابنهم عشيقة يخلو بها ، ويسافر معها ، وإن قبلوا بذلك فإنما هم مخالفون للشرع
المطهَّر ولا شك .
فمسألة قبول أهله ، أو عدم قبولهم ، هي مسألة اجتماعية ، وليست حكما شرعيا ، وليس
من شرط زواج الرجل أن يقبل أهله ذلك ، وإن كان هذا أمرا محببا مطلوبا .

رابعاً:
مع كون ذلك الرجل مسلماً – حسب كلامك – فإن ذلك لم يمنعنا من قول الحق في حكم ما
فعله معك وحكم علاقته بك ، ونضيف نصحاً لك : أن لا تلتفتي إلى معسول الكلام من أحدٍ
يرتبط بعلاقة معك خارج نطاق الزواج ، ومنه قول ذلك الرجل ” إنه مِلكك ” و ” إنه لن
يستغلك ” وغير ذلك من العبارات المنمقة والجمل السحرية ، فكل ذلك غالبه إنما هو
للوصول لمقصوده وهو قضاء شهوته منك ، ثم ينتهي الأمر عند ذلك ليبحث عن أخرى ! وما
قلناه إنما هو باستقراء واقع العلاقات غير الشرعية ، وخاصة تلك التي تنشأ من
محادثات ” التشات ” و تعارفات ” الفيس بوك ” ، فنرجو منك أن لا تغتري بمعسول الكلام
ذاك ، وإذا كان ذلك الرجل صادقاً في إعجابه بك فليثبت ذلك بالزواج منك ، وأما إثبات
ذلك بالخروج معاً لمشاهدة ” فيلم ” أو الذهاب لطعم لتناول وجبة : فكل ذلك لا يثبت
صدقاً في المشاعر فلا تبني عليه أحلاماً وآمالاً ، وإذا كان غير المسلمين يفعلون
ذلك وترضى المرأة به فإن الإسلام يحرِّمه ويمنعه ولا يرضى به ويحذِّر المرأة من
الاغترار به .
خامساً:
والفرصة الآن مواتية لنا لنعرض عليك ما هو خير لك في دنياك وآخرتك ، وهو الدخول في
الإسلام لتكوني مسلمة موحِّدة لله تعالى خالق الكون ورازق الخلق ، وهذا الدِّين
الذي ندعوك إليه هو دين عيسى عليه السلام ودين إبراهيم وإخوانهما الأنبياء
والمرسلين ، فكل أولئك عبدوا ربّاً واحدا وهو الله جل جلاله ، وأفردوا له العبادة
وحده لا شريك له ، ودعوا الناس لذلك ، والإسلام هو الذي جاء بالأحكام الصالحة لكل
زمان ومكان ، ففيه صلاح الأفراد والمجتمعات ، وستشعرين بسعادة غامرة كما شعرها بها
من سبقك لهذا الطريق ، وعندها قد ييسر الله تعالى لك زوجاً يليق بك يرعاك ويحفظ
حقوقك ويحتسب رعاية أولادك ، وعسى أن تكسبي وإياه أجر إسلامهم ، فيكون لكم اجتماع
في الدنيا والآخرة ، وأما مع عدم إسلامك فلا بد أن تعلمي أنكِ إذا اجتمعتِ مع مسلم
بصفته زوجاً لك في الدنيا : فإن الآخرة ستفرِّق بينكما ولا بدَّ ، وهذا يؤكد ما
قلناه لك أن إسلامك يعني الفوز بالدنيا والآخرة ، واجتماعك بزوجك وأولادك في جنة
الخلد هو فوز عظيم يسعى إليه العقلاء ويفوت على الأشقياء .
ونسأل الله أن يهديك لما فيه خير دنياك وأخراك ، وأن ييسر الله لك زوجاً صالحاً .

والله أعلم

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android