0 / 0
221,44129/06/2011

هل وجود نبض لقلب الجنين يعدُّ علامةً على أنه قد نُفخ فيه الروح ؟

السؤال: 165456

إنني أعرف أن الجنين لا تنفخ فيه الروح إلا بعد 120 يوماً ، فكيف يكون هناك ضربات قلب للجنين عند عمل الأشعة عليه بعد 8 أو 12 أسبوعاً من حدوث الحمل ؟ كيف يأتي هذا ؟ .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

ينبغي أن نفرق هنا بين نوعين من الحياة :
الحياة النباتية ، التي يخالف بها الجماد ؛ فينمو ويزيد بوجودها ، أو يذبل ويموت بفقدها ، وهذه حياة خاصة ، لا ترتبط بوجود الروح فيه .
والحياة الحيوانية : وهي التي ترتبط بنفخ الروح فيه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" والحياة نَوْعَانِ : حَيَاة الْحَيَوَان ، وحياة النَّبَات ؛ فحياة الْحَيَوَان خاصتها الْحس وَالْحَرَكَة الإرادية ، وحياة النَّبَات النمو والاغتذاء " انتهى من "مجموع الفتاوى" (21/98) .

إذا تبين ذلك : فالحياة الحيوانية هي الحياة التي تختص بنفخ الروح ، وأما الحياة النباتية فليس فيها نفخ للروح .
والجنين في بطن أمه حياته من جنس حياة النبات ، فهو ينمو ، ويتغذى ، ويتحرك حركة لا إرادية ، من جنس حركة بعض النباتات ، كدوار الشمس ، أو تفتح البراعم ، ونحو ذلك .
وأما بعد نفخ الروح ، فإنه يتحرك الحياة الحيوانية الإرادية .
فالحركات اللاإرادية تدل على وجود نمو للجنين ، لكنها ليست دليلاً على نفخ الروح فيه ، بخلاف الحركات الإرادية فإنها لا تكون إلا بعد وجود الروح في بدنه .
كما أنه ليس هناك علاقة بين نبض قلب الجنين والخلاف القائم بين العلماء في وقت نفخ الروح في الجنين ؛ لأن نبض قلب الجنين يبدأ في اليوم الثاني والعشرين من التلقيح ! والذين يخالفون الجمهور في وقت نفخ الروح في الجنين يقولون إنه تُنفخ الروح في اليوم الأربعين فما بعده ، وهذا يؤكد ما قلناه من أن نبض قلب الجنين هو من الحركات اللاإرادية ، وهي التي تدل على النمو لا على وجود الروح ، والعلماء والأطباء يستدلون على حياة الجنين بالحركات الإرادية فحسب .
قال ابن القيم – رحمه الله – : " فإن قيل : الجنين قبل نفخ الروح فيه هل كان فيه حركة وإحساس أم لا ؟ قيل : كان فيه حركة النمو والاغتذاء كالنبات , ولم تكن حركة نموه واغتذائه بالإرادة , فلما نُفخت فيه الروح انضمت حركة حسيته وإرادته إلى حركة نموه واغتذائه " انتهى من " التبيان في أقسام القرآن " ( ص 218 ) .
وهذا الذي قاله ابن القيم رحمه الله يؤكده الأطباء المعاصرون .
قال الدكتور محمد علي البار – وفقه الله – : " الجنين قبل نفخ الروح فيه كانت فيه حركة النمو والاغتذاء ، بل إن القلب ينبض ويعمل منذ اليوم الثاني والعشرين منذ التلقيح ! وتبدأ الدورة الدموية عملها منذ تلك اللحظة ، ومع هذا لم يقل أحد من علماء الإسلام إن الروح قد نفخت في هذا الجنين في هذه الفترة … .
وما يهمنا ها هنا هو التأكيد على أن الفقهاء لم يجعلوا الحركة الاضطرارية دليلا على وجود الروح ، بل على العكس من ذلك ، كما أنهم لم يجعلوا انتظام نظم القلب وضرباته ووجود الدورة الدموية في الجنين دليلاً على نفخ الروح فيه ، بل اعتبروا ذلك كله بمثابة النبات أو الحيوان وليس فيه أي دليل على نفخ الروح في الجنين … .
وهذا دليل قوي على عدم اعتبارهم للدورة الدموية كدليل على وجود الروح ؛ إذ يمكن أن تكون هناك دورة دموية كاملة والقلب ينبض دون وجود الروح ، وهذا بالضبط ما يقوله الأطباء حيث إن القلب يمكن أن يستمر في النبض والدورة الدموية بمساعدة العقاقير والأجهزة وبوجود منفسة تقوم بعملية التنفس ، ولا يعد الشخص في تلك الحالة حيّاً بل هو ميت إذا مات دماغه بشروط معينة لا بد من توافرها في تشخيص موت الدماغ " انتهى من بحث بعنوان " ما الفرق بين الموت الإكلينيكي والموت الشرعي ؟ ".

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android