0 / 0

حكم مشاهدة مقاطع الفيديو المشتملة على استعراض الأجسام

السؤال: 166302

هل استعراض الأجسام في رياضة كمال الأجسام حلال أم حرام ؟
فالهدف من الاستعراض هو لرؤية الأجسام وقياس قوتها هل هذا يعتبر حلالاً أم حراماً يعني ( صور كمال الأجسام + اليوتيوب الاستعراضي + اللي يطلع بالتلفزيون عن هذه الرياضة ) أرجو منكم الإفادة والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

رياضة استعراض الأجسام لبيان قوتها وشدتها لا تكون عادةً إلا مع كشف العورة ، إذ يكشف فيها اللاعب عن فخذيه وما تحت سرته ، ولا يلبس إلا ما يستر عورته المغلظة ، بلباس يحجم الأعضاء بشكل واضح .
ولا يحل لمسلم أن ينظر إلى عورة أخيه المسلم إلا للضرورة والحاجة كالعلاج والتداوي ونحو ذلك ، وعورة الرجل ما بين السرة إلى الركبة ، كما سبق بيان ذلك في جواب السؤال (34976) .
وفي الحديث الصحيح عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لَا يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ ، وَلَا الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ) ، رواه مسلم (338) .
وعليه ؛ فلا يجوز النظر إلى صور استعراض الأجسام ، ولا مقاطع الفيديو المشتملة على ذلك ، وللاستزادة ينظر جواب السؤال (40527) ، (145885) ، (49836).
ولو فُرض خلو هذا الاستعراض من كشف العورة ، فلا حرج فيه حينئذٍ ، مع التنبيه والتحذير من تحول هذه الرياضة من وسيلة لبناء جسم قوي يستعان به على طاعة الله ، إلى غاية بحد ذاتها ، كما هو واقع من يمارس هذه الرياضة الآن .
حيث تحولت همَّة كثير من هؤلاء الرياضيين إلى بناء الجسم فقط ، وأصبح هو الغاية التي يحيا لها ، ويموت لأجلها ، ويقف وقته لذلك ، فتراه يفخر بجسمه ، ويزهو بقوته ، فيمسي قلبه خراباً ، وعمله سراباً .
فهمُّهم الأول والأخير تدوير زنودهم ، وتضخيم صدورهم ، ونفخ عضلاتهم ، ليصبحوا جذابين أقوياء ؛ لإهابة الآخرين ، أو إثارة إعجابهم ولفت أنظارهم .
وقد ذم الله المنافقين بأن لهم أجساداً حسنة ، ولكن أعمالهم قبيحة فقال : ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ، وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ، كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ) .
فأجسامهم وأشكالهم حسنة ، وأقوالهم مُعجبة فهم ذوو فصاحة ، ولكن ليس وراء ذلك من الأخلاق الفاضلة والهَدي الصالح شيء .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
” شبههم الله سبحانه بالخُشب المسندة اليابسة التي لا تُثمر ، فالخشبة اليابسة إذا كانت لا ثمر فيها لا تُمدح ولو كانت عظيمة ، وهكذا الصورة مع القلب ، نعم ، قد تكون الصورة عوناً على الإيمان والعمل الصالح فيحمد صاحبها إذا استعان بها في طاعة الله وعف عن معاصيه “. انتهى من “منهاج السنة النبوية” (5/321)
وقيمة الإنسان الحقيقة تكون بالتقوى ؛ كما قال صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ) ، رواه مسلم (2564) .
وكما قال الشاعر :
يا خادِمَ الجِسم كمْ تشقى بخِـدْمَتهِ لِتطلُبَ الرَّبحَ في ما فيه خُسْرانُ
أقبِلْ على النَّفسِ فاستكمِلْ فضائلَها فأنتَ بالنَّفسِ لا بالجِسمِ إنسانُ
والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android