تنزيل
0 / 0

هل الموسيقى يُعالَج بها من مرض الاكتئاب ؟

السؤال: 170208

إذا كانت الموسيقى حراماً فكيف تعالج الموسيقى الناس من الاكتئاب ؟ .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:
ذهب الأئمة الأربعة ، وأتباعهم ، والجم الغفير من علماء الإسلام المتقدمين إلى حرمة
المعازف ، حتى حكي ذلك إجماعا .
قال القرطبي – رحمه الله – :
أما المزامير والأوتار والكوبة – وهي الطبلة – : فلا يختلف في تحريم استماعها ، ولم
أسمع عن أحدٍ ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك ، وكيف لا يحرم وهو
شعار أهل الخمور والفسوق ، ومهيج الشهوات والفساد والمجون ، وما كان كذلك لم يشك في
تحريمه ، ولا تفسيق فاعله وتأثيمه .
نقله عنه ابن حجر الهيتمي في كتابه ” الزواجر عن اقتراف الكبائر ” ( 2 / 193 ) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :
مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام .
” مجموع الفتاوى ” ( 11 / 576 ) .
وإذا كان القرطبي رحمه الله يقول عن المعازف في زمانه – توفي 671 هـ – إنها ” شعار
أهل الخمور والفسوق ، ومهيج الشهوات والفساد والمجون ” ، فماذا يقول لو رأى حال
المعازف والأغاني وأهلهما في زماننا هذا ؟!
وانظر جوابي السؤالين ( 5000 ) و (
5011 ) .
وعن التعلق بالمعازف انظر جواب السؤال رقم (
50687 ) .

ثانياً:
لم يجعل الله شفاء هذه الأمة فيما حرم عليها ؛ بل هو داء لها ، سواء كان داءً للبدن
أو للقلب أو لكليهما معاً ، ولا يحرِّم الله تعالى على الناس إلا ما فيه ضرر محض ،
أو ما كانت مفسدته أرجح من مصلحته.
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ
وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً فَتَدَاوَوْا وَلَا تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ ) .
رواه أبو داود ( 3874 ) وصححه الألباني في ” صحيح أبي داود ” .
وعن وائل بن حجر رضي الله عنه أَنَّ طَارِقَ بْنَ سُوَيْدٍ الْجُعْفِيَّ سَأَلَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَمْرِ فَنَهَاهُ – أَوْ
كَرِهَ أَنْ يَصْنَعَهَا – ، فَقَالَ : إِنَّمَا أَصْنَعُهَا لِلدَّوَاءِ فَقَالَ (
إِنَّهُ لَيْسَ بِدَوَاءٍ وَلَكِنَّهُ دَاءٌ ) .
رواه مسلم ( 1984 ) .
وانظر أجوبة الأسئلة ( 11941 ) و (
138842 ) و (
41760 ) .

ثالثاً:
ما يذكره بعض الناس من أن الموسيقى يُعالج بها من الاكتئاب ، وأنها نافعة في ذلك :
لا ندري حقيقة الأمر فيه ؛ وهل سماع ألوان معينة من الموسيقى مؤثر بنفسه في ذلك ،
أو أن الأمر بحسب توهم المريض ، ما يوحي إليه به الطبيب .
وعلى أية حال ، فسواء كان ذلك القول صوابا أو خطأ ، فإن هذا لا يغير من حقيقة الحكم
شيء ؛ لأن الله تعالى لا يجعل الشفاء محصورا في أمر محرم ؛ فإذا قدر أن هذا السماع
شفاء لبعض الناس ، فليس شفاؤه محصورا فيه ، بل متى تركه لله ، وجد من غيره من أنواع
الشفاء ما يغنيه عنه .
وخير من ذلك ، بل هو خير ما استشفى به المرء : سماع القرآن ؛ فالقرآن نافع بذاته ،
وقد نفع الله تعالى بالعلاج بمجرد سماع القرآن كثيرين ، ومنهم أناس من غير المسلمين
.
وقد كتب الأستاذ عبد الدائم الكحيل وفقه الله مقالاً علميّاً نافعاً حول ” كيف يؤثر
سماع آيات الله على خلايا الدماغ ، وما هو التفسير العلمي لظاهرة الشفاء بالقرآن ؟
وهل هنالك طاقة خفية في القرآن ؟ ” ويمكن الاطلاع عليه تحت هذا الرابط :

http://www.kaheel7.com/ar/index.php/2010-02-02-22-31-09/78-2010-02-26-11-31-50

والخلاصة :
أن الموسيقى حرام ، وأن الله تعالى لم يجعل الشفاء فيما حرَّم علينا ، وأنها داء
للقلوب ، ولها آثار سيئة لا تخفى .
وقد سبق ذِكر حكم العلاج بالموسيقى في جوابي السؤالين (
106605 ) و (
9324 ) فليُنظرا .

والله أعلم

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android