0 / 0
9,47307/10/2011

هل يطيع والديه في زواج غير ذات الدين

السؤال: 171129

اقترح لي والداي فتاتين للزواج ، وأنا محتار بينهما ، فأنا شاب ملتزم ، وأفضّل أن تكون زوجة المستقبل امرأة على قدر من العلم والدين، ولكن أسرتي لا تلقي بالاً لهذا الشرط ، فكل ما يهتمون له هو أن تكون من خارج الأسرة بحيث لا تنشب خلافات.. فما رأيكم أنتم ؟
وما هي الأسئلة التي ينبغي أن أسال الفتاة ، إذا أتيحت لي فرصة اللقاء بها في حضرة أحد أقاربها ؟ هل أصارحهم أني لا أستطيع تحمل المهر ، وأنه ليس لدي أموال ولا عقارات ؟ وهل أصارحها بالأخطاء والزلات التي ارتكبتها أيام طيشي ؛ حتى أكون معها صريحاً من البداية ؟
سؤال أخر: كل يوم أشعر بالخوف من عقاب الله ، وهذا ينغص علي عيشي ويحرمني السعادة ويشعرني بالتوتر.. إني أطلب المغفرة من الله دوماً ، ولكن مع هذا لم أنعم بالسعادة ، فما العمل؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
النصيحة النبوية لكل مقبل على الزواج أن يختار ذات الدين التي تكون عونا له على أمر دنياه وآخرته ، قال النبي صلى الله عليه وسلم مرغبا في نكاح ذات الدين : ( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) .
رواه البخاري ( 5090 ) ومسلم ( 1466 ) .
وقد سبق بيان صفة ذات الدين التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على الزواج منها في السؤال رقم (96584) .
ثانيا :
لا نرى تعارضا بين ما تريده ، وما يريده منك والداك ، فالوالدان يشترطان عليك أمرا له وجاهته واعتباره في كثير من الأحوال والبيئات ، فالذي نراه لك أن تلبي رغبتهما ، وتبحث عن زوجة صالحة من خارج نطاق الأسرة ، لكن في نفس الوقت تبحث عن ذات الدين أيضا ، خارج نطاق الأسرة ؛ فبذلك تحقق المصلحتين ، وتجمع بين الرغبتين ، وهذا سوف يريحك ، ويعفيك من مواجهة الأسرة بما لا تريده ، وبإمكانك أن تقنع والديك بصواب ذلك ، وقبول اختيارك ، وسوف يكون هذا سهلا إن شاء الله ، متى حققت لهما ما طلباه منك .

ثالثا :
إذا تيسر لك الجلوس مع المخطوبة ، أو من تريد خطبتها بحضرة محرمها ، دون خلوة بها ، ومع التزامها بالحجاب الشرعي ، فلا بأس حينئذ من المفاهمة بينكما بقدر الحاجة ، وبما ليس فيه فتنة ، أو إثارة للشهوة ، فتبين لها ما ترغب توفره من مواصفات فيها في المستقبل ، وتبين لك ما ترغب هي فيه .
على أننا لا نرى لك أن تبالغ في أمر هذه الأسئلة ، أو أن تعول عليها كثيرا ، بل الذي ينبغي عليك أن تسأل عن الفتاة ، لا أن تسألها ؛ فقبل أن تدخل البيت : عليك أن تتحرى عن البيت وأهله ، والفتاة وحالها ، ولا بأس أن تستعين بنسائك أخواتك ، وقريباتك ، للمساعدة في ذلك ؛ فمتى ما تبين لك من حالها ، ما يدعوك إلى نكاحها : فامض لذلك .
وأما الأسئلة التي تقولها : فإن دلالتها لا تكون قوية دائما .

وأما حالتك المادية والاجتماعية : فالواجب عليك أن تكون صادقا فيها ، لأنه يترتب عليها أشياء كثيرة في حياتك الزوجية بعد ذلك ، واستحقاقات للزوجة عليك ؛ وليس من المقبول أن تدخل بيتا ، وترى نساءه ، ثم إذا وقع القبول قلت لهم : لا أملك مهرا !!

رابعا :
لا يجوز لك مصارحة من تريد الزواج منها بسابق معاصيك ، ومادام الله عز وجل قد ستر عليك ، فاستر على نفسك ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عز وجل عنها ، فمن ألمّ فليستتر بستر الله عز وجل ) رواه البيهقي وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (663) .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ ، وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ : يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ ).
رواه البخاري ( 5721) ومسلم ( 2990 ) .
خامسا :
المؤمن مأمور بالخوف من الله عز وجل وخشيته في السر والعلن ، وهذا الخوف المطلوب شرعا ، هو الخوف الذي يدفع صاحبه إلى الاستزادة من الخيرات والأعمال الصالحة ، والبعد عن معصيته سبحانه ، وأما إن كان هذا الخوف دافعاً لليأس والفتور والقنوط وترك العمل : فإنه من الوساوس الشيطانية التي يريد الشيطان أن يصرف بها قلوب الصالحين عن الطريق المستقيم ، فيحزنهم بذلك ؛ قال تعالى : ( إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) سورة المجادلة/10 .
فاستعن بالله وتوكل عليه ، وراغم الشيطان بطاعة الله عز وجل ، وأذله بتقوية صلتك بربك ، واستعن بالله ولا تعجز .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android