تنزيل
0 / 0

هل الكلب والخنزير نجسان ؟

السؤال: 172600

سألني أحد المسيحين لماذا يعتبر الإسلام أن الكلاب والخنازير نجسة على الرغم من أنها مخلوقات من الله ، إنه لا يسأل عن لحومهم ولكنه يريد أن يعرف لماذا يخشى أي مسلم أن يقترب كلب منه مخافة أن يلمسه ؟ ويريد أن يعرف على وجه الخصوص أين ذكر ذلك في القرآن ؟ أو هل يوجد حديث يدل على ذلك ؟ وما هي الحيوانات الأخرى التي تعتبر نجسة ؟ . برجاء الرد على سؤالي لأن هذا الشخص لديه رغبة في الإسلام . بارك الله فيكم .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:
لعل سبب الإشكال عند ذلك المسيحي أنه يظن أن الله تعالى لا يخلق الشر ولا الخبيث ولا النجس ، وهذا خلل في أصل الاعتقاد ؛ فالله تعالى خالق كل شيء ، الخير والشر والطيب والخبيث ، وما هو طاهر وما هو نجس ، بل خلق الله تعالى إبليس وهو شر المخلوقات على الإطلاق .
ولكل خلْقٍ من خلقه تعالى حِكَمٌ جليلة ، تقوم بها الحياة ، ويحصل فيها الابتلاء للخلق ،
وانظر جواب السؤال رقم ( 12558 ) ففيه الجواب عن عين مسألتك هذه .
وفي جواب السؤال رقم ( 1239 ) تجد بيان الحكمة من خلق الحيوانات الضارة .

ثانياً:
القول بنجاسة الخنزير والكلب ليس حكماً متفقاً عليه ، وإنما هو قول أكثر العلماء ، ومن العلماء من يرى طهارتهما ، الإمام مالك ، وهو الذي رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية ، وقد فرَّق بعض العلماء بين الكلب والخنزير فقالوا بنجاسة الكلب دون الخنزير ، وهو قول لبعض الشافعية .
قال أبو إسحق الشيرازي الشافعي – رحمه الله – : " وأما الخنزير فنجس لأنه أسوأ حالاً من الكلب ؛ ولأنه مندوب إلى قتله من غير ضرر فيه ، ومنصوص على تحريمه ، فإذا كان الكلب نجساً فالخنزير أولى " . انتهى .
قال النووي رحمه الله معلِّقاً على قول الشيرازي سابقاً : " نقل ابن المنذر في كتاب " الإجماع " إجماع العلماء على نجاسة الخنزير ، وهو أولى ما يحتج به لو ثبت الإجماع ، ولكن مذهب مالك طهارة الخنزير مادام حيّاً ، وأما ما احتج به المصنف [يعني : الشيرازي] فكذا احتج به غيره ولا دلالة فيه ، وليس لنا دليل واضح علي نجاسة الخنزير في حياته " انتهى من " المجموع " ( 2 / 568 ) .
وعكسه آخرون فقالوا بطهارة الكلب دون الخنزير ، وهو قول لبعض الحنفية .
قال الكاساني الحنفي – رحمه الله – : " وأما الكلب : فالكلام فيه بناء على أنه نجس العين أم لا ، وقد اختلف مشايخنا فيه ، فمَن قال إنه نجس العين فقد ألحقه بالخنازير فكان حكمه حكم الخنزير ، ومَن قال إنه ليس بنجس العين فقد جعله مثل سائر الحيوانات سوى الخنزير ، وهذا هو الصحيح " انتهى من " بدائع الصنائع " ( 1 / 63 ) .
وانظر جواب السؤال رقم ( 69840 ) ففيه نقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية في أن الأصل في الأعيان – ومنه الحيوانات – الطهارة ، وفيه بيان طهارة الكلب لذاته ، وأن لعابه فقط هو النجس لوجود النص على ذلك .
وأما ابتعاد المسلم عن الكلب ، فذلك خشية أن يصيبه بلسانه ، لأن الكلب يغلب عليه إخراج لسانه ولحس الأشياء به ، ونجاسة الكلب نجاسة مغلظة لا تطهر إلا بالغسل سبع مرات إحداهن بالتراب ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (طَهُورُ إِنَاءِ أَحَدِكُمْ إِذَا وَلَغَ فِيهِ الْكَلْبُ أَنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ ، أُولَاهُنَّ بِالتُّرَابِ) رواه مسلم (279) .
فلهذا يبتعد المسلمون عن الكلاب ويخشون أن تلمسهم ، حرصاً على طهارتهم وطهارة ثيابهم.
والله أعلم

 

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android