هل يجوز أن يقرأ سورة ” الملك ” عن أهله الذين لا يقرؤونها ؟
السؤال: 174518
بدأت مؤخراً بقراءة سورة ” المُلك ” كل ليلة قبل النوم على أمل أن أحصل على الأجر والنجاة من عذاب القبر ، وكنت أتمنى على أفراد أسرتي أن يفعلوا ذلك بانتظام أيضاً ، ولكنهم لم يستطيعوا لسبب أو لآخر ، لذلك كنت أتساءل ما إذا كان يصح أن أستحضر نيتي فأجعل قراءتي بالنيابة عن أفراد الأسرة كلهم حتى تعم الفائدة ، أم إنه يتعين عليّ أن اقرأها خمس مرات على عدد أفراد الأسرة ؟ .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً:
سبق في جواب السؤال رقم ( 26240 )
الحديث الوارد في أن سورة ” الملك ” تشفع – بإذن الله – من عذاب القبر ، وذكرنا
الأثر عن ابن مسعود – وله حكم الرفع – أن قراءتها كل ليلة تنجي صاحبها – بإذن الله
– من عذاب القبر ، وبينّا هناك أنه ليس المقصود هو قراءتها المجردة بل الإيمان بما
فيها من أخبار والعمل بما فيها من أحكام .
ثانياً:
الذي يظهر لنا أنك تكتفين بقراءتها عن نفسك مرة واحدة ، وأما القراءة عن الآخرين
ففيها خلاف بين أهل العلم . ويقوي جانب الاقتصار بقراءتها عن نفسك : أن الذين
تريدين قراءتها عنهم أحياء ، وقد دعوتيهم إلى ذلك ، فلم يتمسكوا به ، والغالب في
ذلك الإهمال لهذه السنة ، وعدم الاعتناء بتحصيلها ، فمثل هذا يبعد القراءة عنه ، لا
سيما وهو في حياته ، ووقت عمله عن نفسه .
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – :
والدتي أميَّة لا تعرف القراءة ولا الكتابة ، فهل يجوز لي أن أقرأ القرآن في فترة
حياتها وأنوي ثوابه لها ، وإذا كان يجوز فما حكم التلفظ بالنية في هذه الحالة ؟
تنبيه : والدتي حية ترزق وأنا أعلم أنه لا يجوز القراءة للميت ؟ .
فأجاب :
هذه المسألة فيها خلاف بين أهل العلم ، من أهل العلم من قال يجوز أن يقرأ الإنسان
للميت ويثوِّب له ، أو للحي ويثوِّب له ، ولكن هذا ليس عليه دليل ، والأظهر : أنه
لا ينبغي هذا ، والأظهر والأولى والأحوط أن لا يقرأ أحد لأحد ؛ لأن هذا لم يفعله
النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم ، والعبادات أصلها
توقيفي ، فلا يُفعلُ منها إلا ما جاء به الشرع ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم ( مَنْ
عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ) ، فالذي أنصح به أن لا
تَقرئين لها شيئاً سواءً كانت حية أو ميتة ، ولكن ما دامت حية والحمد لله تعلمينها
ما تيسر حتى تستفيد … ” انتهى من ” فتاوى نور على الدرب ” ( شريط 316 ) .
وانظري جواب سؤال رقم ( 46698 ) .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
![answer](/_next/image?url=%2F_next%2Fstatic%2Fmedia%2Fanswer.91a384f1.png&w=64&q=75)
موضوعات ذات صلة