تنزيل
0 / 0
4112612/02/2012

حكم قراءة الرقية جماعة على مرضى من أناس من العامة ؟

السؤال: 174933

يتم في مسجدي دائماً رقية المرضى حيث لا يمر أسبوع دون أن يُعلن المسجد عن طلب متطوعين لرقية شخص ، وغالباً يقومون بعمل حلقة حول الشخص وقراءة القرآن إما بتقسيم أجزاء من القرآن أو أن شخصاً يقوم بالتنسيق وقراءة سور من القرآن ويقوم الآخرون بالقراءة خلفه ، وأحياناً يقومون بقراءة القرآن للمباركة عند الطلاق أو التخرج من المدرسة والعديد من الأمور الأخرى رأيتها بنفسي ، من تمرير كتب أدعية وآيات لقراءتها أثناء هذه الجلسات لكنهم لم يوضحوا دليلاً على ما يقومون به ، ويحدث في بعض هذه الجلسات اختلاط بالنساء ! وقد حضرت جلسة قاموا فيها بقراءة البسملة على الماء وأخذوا في رشه على أفراد الأسرة ، فهل بوسعكم – يا شيخ – أن تخبروني بما إذا كانت هذه الممارسات جائزة أم أنها بدعة ، فقد توقفت تماماً عن حضور هذه الجلسات ؟ وهل هناك كتاب عن فقه الرقية والتعاويذ ؟ وهل يمكننا استخدام الرقية لأشياء تافهة أخرى كالطلاق والتخرج ؟ .
وجزاكم الله خيراً .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:
لا يصح أن تُجعل الرقية مشاعاً يقوم به كل أحدٍ ! وكم سيكون في هؤلاء المتطوعين من
لا يُحسن قراءة القرآن أو لا يفهم معناه ! وعليه : فهذا هو الخلل الأول في فعل
أولئك الأشخاص من طلبهم متطوعين ليقومون برقية مرضى ، وقد يكون أكثرهم ليسوا أهلاً
لذلك ولا هم حققوا شروط الراقي الواجب توفرها فيهم .
وينظر : جواب السؤال ( 7874 ) .

ثانياً:
قراءة الرقية جماعة ليس لها أصل في الشرع ، فيما نعلم ، لا بصوت واحد من الجميع ،
ولا بالترديد خلف أحدهم ، وليست هذه طريقة الرقية ، والمعروف في باب الرقية أن الذي
يقوم عليها شخص واحد يقرأ على المريض الرقية الشرعية يرقيه بها ، ولا مانع أن يعينه
غيره بعد أن يتعب أو ينتهي ليقوم بالرقية بعده على المريض ، أما قراءة أكثر من واحد
بصوت واحد جماعة أو بالترديد خلف قارئ أو راق فمما لا أصل له في الشرع ، كما سبق ،
ولا في باب العلاج بالرقية .
وأما قراءة الرقية الشرعية من قارئ راقٍ بعينه على ماء واغتسال المريض به أو شربه
له : فجائز ، وقد ذكرنا هذا في جواب السؤال رقم (
96793 ) فلينظر .
ثالثاً:
قراءة القرآن في المناسبات المذكورة ونحوها ، مما لم يرد له أصل في السنة ، سواء
كان قراءة شيء غير معين من القرآن ، أو قراءة الفاتحة بعينها في شيء من المناسبات ؛
لأن الأصل أن العبادات مبناها على التوقيف ، وقد وجدت مناسبات الطلاق والزواج
وغيرهما ولم يرد حرف في قراءة أصحاب تلك المناسبات شيء من القرآن لا الفاتحة ولا
غيرها ، وكل خير في اتباع من سلف ، وكل شر في ابتداع من خلف .
قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – : ” الفاتحة أو غيرها من السور المعينة : لا
تقرأ إلا في الأماكن التي شرعها الشرع ، فإن قرأت في غير الأماكن تعبداً : فإنها
تعتبر من البدع ، وقد رأينا كثيراً من الناس يقرؤون الفاتحة في كل المناسبات ، حتى
إننا سمعنا من يقول ” اقرؤوا الفاتحة على الميت ” وعلى كذا وعلى كذا ، وهذا كله من
الأمور المبتدعة المنكرة ، فالفاتحة وغيرها من السور لا تقرأ في أي حال ، وفي أي
مكان ، وفي أي زمان ، إلا إذا كان ينكر على فاعلها ” انتهى من ” فتاوى نور على
الدرب ” ( شريط رقم 371 ) .
وانظر جواب السؤال رقم ( 147645 ) .

رابعاً:
اختلاط الرجال بالنساء محرم وقبيح ويشتد التحريم ويعظم القبح إذا كان ذاك الاختلاط
في بيت من بيوت الله يجهر به أصحابه وينسبون فعلهم للشرع ! وقد ذكرنا أدلة تحريم
الاختلاط في جواب السؤال رقم ( 1200 ) فلينظر .
والذي يظهر لنا من خلال أسئلة الأخ السائل أن أولئك الأشخاص الذي يقومون بتلك
الأعمال ويشرفون عليها ليسوا أهل علم ، فينبغي أن يبين لهم ما أخطأوا فيه ، وليعرض
عليهم جوابنا هذا لعلَّ الله أن يهديهم فيتركوا ما هم فيه من أخطاء ومخالفات ،
وعليكم التلطف معهم في الإنكار ، والله يوفقكم ويرعاكم .

والله أعلم

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android