تنزيل
0 / 0
34,35414/11/2011

لا يصلي الفجر في المسجد خوفا من الكلاب الضالة

السؤال: 175517

أحتاج بعض العون منكم ، فأنا أعيش بماليزيا ، وقد أتيت من الشرق الأوسط لماليزيا بغرض الدراسة ، وأنا والحمد لله أصلى جميع الصلوات في المسجد عدا صلاة الفجر التي أصليها بمنزلي في وقتها ، ويبعد المسجد عن منزلي مسافة حوالى 10 دقائق ، ولا يمكنني سماع الأذان ، لكنى مع ذلك أذهب للمسجد لأداء جميع الصلوات عدا صلاة الفجر التي أؤديها في منزلي ؛ لأن المكان الذى أعيش فيه لا يوجد به جيران مسلمون حول منزلي ، وجيراني صينيون ، وهناك الكثير من الكلاب الضالة تنبح وتزمجر في منطقتي . وفى وقت صلاة الفجر تكون جميع الشوارع خالية ، وبسبب هذه الكلاب الضالة أخشى من الذهاب للمسجد وقت الفجر ؛ لأن الشوارع تكون خالية أيضًا في هذا الوقت . برجاء الإجابة عليَ ، هل يجوز لي أن أصلى صلاة الفجر في منزلي ؟ برجاء ملاحظة أيضًا : إني لا أسمع الأذان ؛ لأن منزلي يبعد مسافة حوالى 10 دقائق عن المسجد ، ولا يصل الأذان لمنزلي ( لا يمكنني سماعه من غرفتي إلا لو وقفت خارج منزلي ) . وجزاكم الله خيرا ، وشكرا لكم .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

صلاة الجماعة في المسجد واجبة على كل بالغ قادر سمع النداء ، على الصحيح من أقوال
العلماء ؛ لقوله تعالى : ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين )
البقرة/43 ، ولأدلة أخرى تجدها في جواب السؤال رقم
(8918) .
والمقصود بسماع النداء : سماعه بالصوت المعتاد بدون مكبرٍ عند هدوء الأصوات وعدم
وجود ما يمنع السمع ، مع مراعاة أن المؤذنين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا
يؤذنون على مكان مرتفع ، كسطح المسجد ونحوه ، وكانت أبنية المنازل قابلة لنفاذ
الصوت وانتشاره ، مما يمكن وصول صوت المؤذن إلى مسافة ليست بالقصيرة .
وعلى هذا فإن مسافة 10 دقائق مشياً يمكن في العادة أن يصلك معها الصوت ، بل إنه قد
يصل إلى ما هو أبعد من ذلك .
وقد دلت السنة على أنه لا حرج على من صلى في بيته وترك الجماعة في المسجد إذا كان
ذلك بعذر ، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يَأْتِهِ فَلَا
صَلَاةَ لَهُ إِلَّا مِنْ عُذْرٍ ) رواه ابن ماجة (793) ، وصححه الألباني في
“الإرواء” (2/337) .
وعليه فإن الإنسان إذا خاف على نفسه من القتل ، أو الضرر البالغ ، أو أن يؤخذ
ويُسجن ظلماً ، فهذا يعتبر معذوراً في تركه لصلاة الجماعة ، ويصليها في بيته ؛
حفاظاً على نفسه .
قال ابن قدامة رحمه الله في “المغني” (1/366) : ” وَيُعْذَرُ فِي ترك الجماعة
والجمعة الْخَائِفُ ; لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : ( الْعُذْرُ :
خَوْفٌ أَوْ مَرَضٌ ) ” انتهى .
أما إذا كان المكان آمنًا ، والكلاب الموجودة في الشوارع تنبح فقط ولا تضر أحدًا ،
وجب عليك الذهاب حينئذ.
وإن استطعت أن توفر سيارة لتذهب بها كان ذلك حسنًا ، وأجمع للخير ، فقد جاء عَنْ
أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ : كَانَ رَجُلٌ ، لَا أَعْلَمُ رَجُلًا أَبْعَدَ مِنَ
الْمَسْجِدِ مِنْهُ ، وَكَانَ لَا تُخْطِئُهُ صَلَاةٌ ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ : أَوْ
قُلْتُ لَهُ : لَوْ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا تَرْكَبُهُ فِي الظَّلْمَاءِ ، وَفِي
الرَّمْضَاءِ ، قَالَ : مَا يَسُرُّنِي أَنَّ مَنْزِلِي إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ ،
إِنِّي أُرِيدُ أَنْ يُكْتَبَ لِي مَمْشَايَ إِلَى الْمَسْجِدِ ، وَرُجُوعِي إِذَا
رَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( قَدْ جَمَعَ اللهُ لَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ ) أخرجه مسلم (663).
فمتى أجبت المؤذن ، ولو كنت بعيدًا ، وتجشمت المشقة على قدميك أو في السيارة فهو
خير لك وأفضل ، والله يكتب لك آثارك ذاهبًا إلى المسجد وراجعًا منه مع الإخلاص
والنية .
والله أعلم

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android