تنزيل
0 / 0

إذا اعترف الزاني بأبوته لابنه من الزنا ، فهل ينسب إليه ؟

السؤال: 175523

دخل والدي في الإسلام قبل ولادتي ، لكن ما أحمله عليه هو أنه لا يفهم الدين فهما صحيحا ، ولم يكن يمارس تعاليم الدين ، وهو ووالدتي المسلمة أيضا لم يكونا متزوجين عندما أنجبوني ، ولهذا فقد ولدت من علاقة زنا.
وسؤالي هو :
أن والدي يقر ويعترف بأنني ابنته ، وهو الرجل الوحيد المسلم في أسرتي ؛ فهل يكون بذلك وليي ؟ وإذا لم يكن كذلك ، فهل يحق لي اختيار من أحب أن يتولى أمري ؟ وجزاكم الله خيرا .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

إذا أقر الزاني واعترف
بأبوته لابنه من الزنا ، فهل يلحقه نسبه ، ويعد ابناً شرعياً له ، تترتب عليه جميع
أحكام الأبوة والبنوة أم لا ؟
في هذه المسألة خلاف بين العلماء :
فمذهب جمهور العلماء أن ابن الزنا لا ينسب إلى الزاني ، ولو ادعاه واستلحقه به [
استحلقه : طلب أن ينسب إليه ] ، وإنما ينسب إلى أمه فقط .

وذهب جمع من أهل العلم إلى
أن الزاني إذا استلحق ولده من الزنا فإنه يُلحق به ، وهو قول بعض السلف ، ورواية عن
الإمام أبي حنيفة .
وقد سبق بيان الخلاف في هذه المسألة في جواب السؤال (33591)
.

والقول بأن ابن الزنا يلحق
بالزاني إذا استلحقه ، ولم تكن أمه فراشا لأحد [ يعني : لم تكن زوجة لرجل آخر ] :
أقرب وأظهر ، والله أعلم ، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، وتلميذه
ابن القيم . ينظر: ” الاختيارات الفقهية ” ( ص 477) و “زاد المعاد” (5/374) .

روى الدارمي في سننه (3106)
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ : ” أَيُّمَا رَجُلٍ أَتَى إِلَى غُلَامٍ
يَزْعُمُ أَنَّهُ ابْنٌ لَهُ وَأَنَّهُ زَنَى بِأُمِّهِ ، وَلَمْ يَدَّعِ ذَلِكَ
الْغُلَامَ أَحَدٌ ، فَهُوَ يَرِثُهُ “.
قال ابن القيم : ” القياس الصحيح يقتضيه ، فإن الأب أحد الزانيين ، وهو إذا كان
يلحق بأمه وينسب إليها ، وترثه ويرثها ، ويثبت النسب بينه وبين أقارب أمه ، مع
كونها زنت به ، وقد وجد الولد من ماء الزانيين ، وقد اشتركا فيه واتفقا على أنه
ابنهما ، فما المانع من لحوقه بالأب إذا لم يدعه غيره ؟ فهذا محض القياس”. انتهى من
” زاد المعاد ” (5/374) .

وبناء على هذا القول : يكون
والدك هو وليك الشرعي ، ولا تحتاجين ـ حينئذ ـ أن تختاري شخصاً آخر ليتولى أمرك مع
وجوده .
والله أعلم

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android