تنزيل
0 / 0
9766802/04/2012

وقوع الكرامات لبعض أهل الصلاح

السؤال: 175604

هل وقعت كرامات للإمام بن تيمية أو أحد تلامذته مثل ابن القيم في حياتهم ؟ فإذا وقعت بعض هذه الكرامات لهم فأرجو أن تقصّوا عليّ طرفاً منها ؛ لأن مثل هذه القصص تقوي الإيمان وتحث على فعل الطاعات. ومَن مِن العلماء ، غير ما ذكرنا في الأعلى ، سواء من المعاصرين أو المتقدمين من اشتُهر عنهم وقوع الكرامات لهم؟ أتحفونا ببعض هذه القصص.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
وقوع الكرامات لصلحاء هذه الأمة أمر ثابت لا شك فيه ، وهو من تثبيت الله لعبده المؤمن ، ومن عاجل مثوبته له .
قال الطحاوي رحمه الله في "عقيدته" (ص84) :
" ونؤمن بما جاء من كراماتهم ، وصح عن الثقات من رواياتهم " انتهى .

لكن لا بد أن يُتناول هذا الأمر بحذر وفهم صحيح ، فإنه قد يقع لبعض أهل الضلال من خوارق العادات ما يظنه الجاهل أنه من الكرامات ، وإنما هو من تلبيس الشياطين .
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
" كرامات الأولياء حق باتفاق أئمة أهل الإسلام والسنة والجماعة ، وقد دل عليها القرآن في غير موضع ، والأحاديث الصحيحة والآثار المتواترة عن الصحابة والتابعين وغيرهم ، وإنما أنكرها أهل البدع من المعتزلة والجهمية ومن تابعهم ، لكن كثيرا ممن يدعيها أو تدعى له يكون كذابا أو ملبوسا عليه " انتهى من "مختصر الفتاوى المصرية" (2 /63) .

وليعلم أن الكرامة الحقيقية عند عباد الله ، وخاصة أوليائه ، إنما هي لزومهم طريق الاستقامة إلى ربهم , وثباتهم على ذلك .
قال شيخ الإسلام :
" إنما غاية الكرامة لزوم الاستقامة ، فلم يكرم الله عبدا بمثل أن يعينه على ما يحبه ويرضاه ويزيده مما يقربه إليه ويرفع به درجته " انتهى من "مجموع الفتاوى" (11 /298) .

ثانيا :
قد وقع لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من هذه الخصائص ، ما حكاه عنه بعض تلامذته والعارفين به .
قال ابن القيم رحمه الله :
" وَلَقَدْ شَاهَدْتُ مِنْ فِرَاسَةِ شَيْخِ الْإِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ أُمُورًا عَجِيبَةً ، وَمَا لَمْ أُشَاهِدْهُ مِنْهَا أَعْظَمُ وَأَعْظَمُ ، وَوَقَائِعُ فِرَاسَتِهِ تَسْتَدْعِي سِفْرًا ضَخْمًا .
أَخْبَرَ أَصْحَابَهُ بِدُخُولِ التَّتَارِ الشَّامَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ ، وَأَنَّ جُيُوشَ الْمُسْلِمِينَ تُكْسَرُ ، وَأَنَّ دِمَشْقَ لَا يَكُونُ بِهَا قَتْلٌ عَامٌّ وَلَا سَبْيٌ عَامٌّ ، وَأَنَّ كَلَبَ الْجَيْشِ وَحِدَّتَهُ فِي الْأَمْوَالِ ، وَهَذَا قَبْلَ أَنْ يَهُمَّ التَّتَارُ بِالْحَرَكَةِ .
ثُمَّ أَخْبَرَ النَّاسَ وَالْأُمَرَاءَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِمِائَةٍ لَمَّا تَحَرَّكَ التَّتَارُ وَقَصَدُوا الشَّامَ : أَنَّ الدَّائِرَةَ وَالْهَزِيمَةَ عَلَيْهِمْ ، وَأَنَّ الظَّفَرَ وَالنَّصْرَ لِلْمُسْلِمِينَ ، وَأَقْسَمَ عَلَى ذَلِكَ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ يَمِينًا ، فَيُقَالُ لَهُ : قُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَيَقُولُ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَحْقِيقًا لَا تَعْلِيقًا ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ .
وَكَانَتْ فِرَاسَتُهُ الْجُزْئِيَّةُ فِي خِلَالِ هَاتَيْنِ الْوَاقِعَتَيْنِ مِثْلَ الْمَطَرِ .
وَلَمَّا طُلِبَ إِلَى الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ ، وَأُرِيدَ قَتْلُهُ بَعْدَمَا أُنْضِجَتْ لَهُ الْقُدُورُ ، وَقُلِّبَتْ لَهُ الْأُمُورُ ،اجْتَمَعَ أَصْحَابُهُ لِوَدَاعِهِ ، وَقَالُوا: قَدْ تَوَاتَرَتِ الْكُتُبُ بِأَنَّ الْقَوْمَ عَامِلُونَ عَلَى قَتْلِكَ ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا يَصِلُونَ إِلَى ذَلِكَ أَبَدًا ، قَالُوا: أَفَتُحْبَسُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَيَطُولُ حَبْسِي ، ثُمَّ أَخْرُجُ وَأَتَكَلَّمُ بِالسُّنَّةِ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ .
وَلَمَّا تَوَلَّى عَدُوُّهُ الْمُلَقَّبُ بِالْجَاشِنْكِيرِ الْمُلْكَ أَخْبَرُوهُ بِذَلِكَ ، وَقَالُوا: الْآنَ بَلَغَ مُرَادَهُ مِنْكَ ، فَسَجَدَ لِلَّهِ شُكْرًا وَأَطَالَ ، فَقِيلَ لَهُ : مَا سَبَبُ هَذِهِ السَّجْدَةُ ؟ فَقَالَ : هَذَا بِدَايَةُ ذُلِّهِ وَمُفَارَقَةُ عِزِّهِ مِنَ الْآنِ ، وَقرب زَوَالِ أَمْرِهِ . فَقِيلَ: مَتَى هَذَا ؟ فَقَالَ: لَا تُرْبَطُ خُيُولُ الْجُنْدِ عَلَى الْقُرْطِ حَتَّى تُغْلَبَ دَوْلَتُهُ . فَوَقَعَ الْأَمْرُ مِثْلَ مَا أَخْبَرَ بِهِ ، سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْهُ .
وَقَالَ مَرَّةً : يَدْخُلُ عَلَيَّ أَصْحَابِي وَغَيْرُهُمْ فَأَرَى فِي وُجُوهِهِمْ وَأَعْيُنِهِمْ أُمُورًا لَا أَذْكُرُهَا لَهُمْ .
فَقُلْتُ لَهُ أَوَ غَيْرِي لَوْ أَخْبَرْتَهُمْ ؟ فَقَالَ: أَتُرِيدُونَ أَنْ أَكُونَ مُعَرِّفًا كَمُعَرِّفِ الْوُلَاةِ ؟
وَقُلْتُ لَهُ يَوْمًا: لَوْ عَامَلْتَنَا بِذَلِكَ لَكَانَ أَدْعَى إِلَى الِاسْتِقَامَةِ وَالصَّلَاحِ ، فَقَالَ: لَا تَصْبِرُونَ مَعِي عَلَى ذَلِكَ جُمُعَةً ، أَوْ قَالَ: شَهْرًا .
وَأَخْبَرَنِي غَيْرَ مَرَّةٍ بِأُمُورٍ بَاطِنَةٍ تَخْتَصُّ بِي مِمَّا عَزَمْتُ عَلَيْهِ ، وَلَمْ يَنْطِقْ بِهِ لِسَانِي .
وَأَخْبَرَنِي بِبَعْضِ حَوَادِثَ كِبَارٍ تَجْرِي فِي الْمُسْتَقْبَلِ ، وَلَمْ يُعَيِّنْ أَوْقَاتَهَا ، وَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَهَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ بَقِيَّتَهَا .
وَمَا شَاهَدَهُ كِبَارُ أَصْحَابِهِ مِنْ ذَلِكَ أَضْعَافُ أَضْعَافِ مَا شَاهَدَتْهُ " .
انتهى من "مدارج السالكين" (2/ 458-459) .

وأحسن من هذا ما حكاه عنه ابن القيم رحمه الله في كتابه " الوابل الصيب" (ص 67) حيث قال:
" وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشا منه قط ، مع ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم بل ضدها ، ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق ، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشا ، وأشرحهم صدرا ، وأقواهم قلبا ، وأسرهم نفسا ، تلوح نضرة النعيم على وجهه ، وكنا إذا اشتد بنا الخوف ، وساءت منا الظنون ، وضاقت بنا الأرض : أتيناه ، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله ، وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة ، فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه ، وفتح لهم أبوابها في دار العمل ، فآتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها " انتهى كلامه .

ثالثا :
أما حصول الكرامات لصلحاء هذه الأمة من علمائها وعبادتها وزهادها فشيء كثير جدا ، ونحن نذكر طرفا يسيرا مما وقع من ذلك مما ذكره أهل العلم في كتبهم ، وننبه على أن كثيرا مما يحكى في هذا الباب لا يصح ، فينبغي التثبت مما يروى في هذا الباب قبل الاعتداد به ، والتعويل عليه :

عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: " شَهِدْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْحِيرَةِ أُتِيَ بِسُمٍّ ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ قَالُوا : سُمُّ سَاعَةٍ قَالَ : " بِسْمِ اللَّهِ " ثُمَّ ازْدَرَدَهُ – يعني ابتلعه ولم يصبه سوء – " .
"شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (6/498) ، "البداية والنهاية" (6 /382) .

وعَنْ ثَابِتٍ البُنانيّ قَالَ : كُنْتُ مَعَ أَنَسٍ فَجَاءَ قَهْرَمَانُهُ فَقَالَ : " يَا أَبَا حَمْزَةَ قَدْ عَطِشَتْ أَرْضُنَا ، قَالَ : فَقَامَ أَنَسٌ فَتَوَضَّأَ وَخَرَجَ إِلَى الْبَرِيَّةِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ دَعَا ، فَرَأَيْتُ السَّحَابَ يَلْتَئِمُ ، قَالَ : ثُمَّ مَطَرَتْ حَتَّى مَلَأَتْ كُلَّ شَيْءٍ ، فَلَمَّا سَكَنَ الْمَطَرُ بَعَثَ أَنَسٌ بَعْضَ أَهْلِهِ فَقَالَ : انْظُرْ أَيْنَ بَلَغَتِ السَّمَاءُ ؟ فَنَظَرَ فَلَمْ تَعْدُ أَرْضُهُ إِلَّا يَسِيرًا " .
انتهى من "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (7 /11) ، "البداية والنهاية" (9 /107) .

وعَنْ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ الْعَبْدِيِّ قَالَ: " خَرَجْنَا غُزَاةً إِلَى كَابُلَ وَفِي الْجَيْشِ صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْ أَرْضِ الْعَدُوِّ قَالَ الْأَمِيرُ: لَا يَشُذَّنَّ مِنَ الْعَسْكَرِ أَحَدٌ ، فَذَهَبَتْ بَغْلَةُ صِلَةَ بِثِقْلِهِا فَأَخَذَ يُصَلِّي فَقِيلَ : إِنَّ النَّاسَ قَدْ ذَهَبُوا فَقَالَ : إِنَّمَا هِيَ خَفِيفَتَانِ ، قَالَ : فَدَعَا ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أُقْسِمُ عَلَيْكَ أَنْ تُرَدَّ عَلَيَّ بَغْلَتِي وَثِقلَهَا ، قَالَ : فَجَاءَتْ حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ " .
انتهى من "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (7 /142) .

وعَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ : " لَمَّا غُسِّلَ أَبُو جَعْفَرٍ يَزِيدُ بْنُ الْقَعْقَاعِ الْقَارِئُ بَعْدَ وَفَاتِهِ نَظَرُوا مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى فُؤَادِهِ مِثْلَ وَرَقَةِ الْمُصْحَفِ قَالَ : فَمَا شَكَّ مَنْ حَضَرَهُ أَنَّهُ نُورُ الْقُرْآنِ " .
انتهى من "تهذيب الكمال" (33 /201) .

وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيِّ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ : " أَنَّ امْرَأَةً خَبَّبتْ عَلَيْهِ امْرَأَتَهُ فَدَعَا عَلَيْهَا فَذَهَبَ بَصَرُهَا ، قَالَ : فَأَتَتْهُ ، فَقَالَتْ : يَا أَبَا مُسْلِمٍ إِنِّي قَدْ كُنْتُ فَعَلْتُ ، وَفَعَلْتُ وَلَا أَعُودُ لِمِثْلِهَا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتْ صَادِقَةً فَارْدُدْ عَلَيْهَا بَصَرَهَا ، قَالَ: فَأَبْصَرَتْ " .
انتهى من "حلية الأولياء" (5 /121) .

وعَنْ بِلَالِ بْنِ كَعْبٍ الْعَكِّيِّ قَالَ: " رُبَّمَا قَالَ الصِّبْيَانُ لِأَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ إِذَا مَرَّ الظَّبْيُ: ادْعُ اللَّهَ يَحْبِسُ عَلَيْنَا هَذَا الظَّبْيَ ، فَيَدْعُو اللَّهَ فَيَحْبِسُهُ حتّى يأخذُوه بأيدِيهم " .
انتهى من "تاريخ دمشق" (27 /215) .

وعَنْ شَقِيقٍ قَالَ: " كُنْتُ فِي زَرْعٍ لِي إِذْ أَقْبَلَتْ سَحَابَةٌ تُزْهِي قَالَ : فَسَمِعْتُ فِيهَا صَوْتًا أَمْطِرِي زَرْعَ فُلَانٍ ، قَالَ : فَأَتَيْتُ الرَّجُلَ فَسَأَلْتُهُ مَا تَصْنَعُ بِزَرْعِكَ ؟ قَالَ: أبَذْرُ ثُلُثَهُ ، وَآكُلُ ثُلُثَهُ ، وَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ " انتهى من "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (7/94) .

وعَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ : " أَنَّ عَامِر بن عَبد قَيْس كَانَ يَأْخُذُ عَطَاءَهُ فَيَجْعَلُهُ فِي طَرَفِ رِدَائِهِ ، فَلَا يَلْقَى أَحَدًا مِنَ الْمَسَاكِينِ يَسْأَلُهُ إِلَّا أَعْطَاهُ ، فَإِذَا دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ رَمَى بِهِ إِلَيْهِمْ فَيَعُدُّونَهَا فَيَجَدِوُنَهَا سَوَاءً كَمَا أُعْطِيَهَا " .
انتهى من "تاريخ دمشق" (26 /29) ، "الإصابة" (5/77) .

وعَنْ يُونُسَ قَالَ : " كَانَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ سَبَّحَتْ آنِيَةُ بَيْتِهِ ".
انتهى من "تاريخ دمشق" (58 /323) ، "حلية الأولياء" (2 /206) .

وعَنْ قَتَادَةَ قَالَ: " كَانَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَصَاحِبٌ لَهُ سَرَيَا فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ فَإِذَا طَرَفُ سَوْطِ أَحَدِهِمَا عِنْدَهُ ضَوْءٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ : إِنَّا لَوْ حَدَّثَنَا النَّاسَ بِهَذَا كَذَّبُونَا ، فَقَالَ مُطَرِّفٌ : الْمُكَذِّبُ أَكْذَبُ " انتهى من "حلية الأولياء" (2/205) ، "سير أعلام النبلاء" (4 /193) .

وعَنِ الْجُرَيْرِيِّ، قَالَ : " كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَقِيقٍ مُجَابَ الدَّعْوَةِ فَكَانَتْ تَمُرُّ بِهِ السَّحَابَةُ فَيَقُولُ : اللَّهُمَّ لَا تَجُوزُ كَذَا وَكَذَا حَتَّى تُمْطِرَ ، فَمَا تَجُوزُ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ حَتَّى تُمْطِرَ ".
انتهى من "تاريخ دمشق" (29 /161) .

وعن الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ : " كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ يَجْتَنِي الرُّطَبَ مِنْ شَجَرِ الْبَلُّوطِ " .
انتهى من " تاريخ دمشق" (6 /326) ، "سير أعلام النبلاء" (7 /393) .
وعن يحيى بن كثير البصري قال : " اشترى كَهمس بن الحسن دقيقا بدرهم فأكل منه ، فلما طال عليه كَاله ، فإذا هو كما وضعه " انتهى من "سير أعلام النبلاء" (6 /317) .

وتجد كثيرا من ذلك في كتب أهل العلم التي عنيت بتراجم السلف وذكر أحوالهم ، ككتاب الزهد للإمام أحمد ، وحلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني ، وسير أعلام النبلاء للذهبي ، والبداية والنهاية لابن كثير ، وغير ذلك كثير ، إلا أن منها ما لا يصح ، وفي بعضها مغالاة وإسراف في الوصف ، وخاصة ما يذكره أهل التصوف في كتبهم عن أشياخهم ، ولذلك قال الطحاوي رحمه الله – كما تقدم –
" ونؤمن بما جاء من كراماتهم ، وصح عن الثقات من رواياتهم " .
قال الشيخ الألباني في تعليقه على الطحاوية :
" لقد أحسن المؤلف صنعا بتقييد ذلك بما صح من الروايات ؛ ذلك لأن الناس وبخاصة المتأخرين منهم قد توسعوا في رواية الكرامات إلى درجة أنهم رووا باسمها الأباطيل التي لا يشك في بطلانها من له أدنى ذرة من عقل ، بل إن فيها أحيانا ما هو من الشرك الأكبر في الربوبية " انتهى من " تخريج العقيدة الطحاوية " ( ص 84) .
ونرجو أن تقرأ الكتاب النفيس في هذا الباب : "الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان" ، لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .

راجع للاستزادة إجابة السؤال : (125276) .
والله أعلم .

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android