0 / 0

لا يجوز الغش في الامتحانات مهما كانت الدوافع

السؤال: 175744

– كيف نبتعد عن ظاهرة الغش في المدرسة أثناء الامتحانات ، إننا نغش طمعاً في الحصول على درجات عالية. إن من يدفعنا لذلك هم آباؤنا ، إننا نخاف أن نسقط أو نحصل على درجات متدنية فنتعرض للإهانة والعقوبات منهم. على أننا لا نغش دائماً ، ولكننا كثيراً ما نلجأ إلى ذلك كلما شعرنا أننا بحاجة للحصول على درجات مشرّفه . وللأسف فقد تحولت إلى ما يشبه العادة التي يصعب التخلص منها ، فما نصيحتكم ؟ – لسبب من الأسباب سمحت إحدى المُدرسات لإحدى صديقاتي بأن تكمل الامتحان في البيت ، وأخذت عليها العهد والقسم أن لا تخبر أحداً بأنها سمحت لها بذلك ، فذهبت صديقتي إلى البيت وأكملت الإجابة على الامتحان بالغش من الكتاب ، وحصلت على درجة جيدة ، ومع هذا فليست درجة مشرّفه ، لقد فعلت ذلك بحجة أن المعلمة لم تأخذ عليها عهداً بعدم الغش ، وإنما عاهدتها بعدم إعلام الآخرين ، ومع هذا فهي قلقة وتخاف عقوبة الله وعقوبة الأسرة أيضاً ، فماذا تفعل؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الغش حرام ، سواء كان في البيع أو الشراء أو الامتحانات أو غير ذلك لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي ) رواه مسلم (102) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" الغش في الامتحانات محرم ، بل من كبائر الذنوب ، لا سيما وأن هذا الغش يترتب عليه أشياء في المستقبل : يترتب عليه الراتب ، والمَرْتبة ، وغير ذلك مما هو مقرونٌ بالنجاح "
انتهى باختصار.
"فتاوى نور على الدرب" (24/ 2)
ويراجع لمعرفة مفاسد الغش جواب السؤال رقم (95776) .

كما لا يجوز الغش طلبا لمرضاة الأب أو الأم ؛ لأنه لا يجوز طلب مرضاتهما بمعصية الله بأي حال ، لما رواه ابن حبان في صحيحه (276) عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ) وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (2/271)
وروى البيهقي في "شعب الإيمان" (209) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : " الرضا أن لا ترضي الناس بسخط الله " .
ولا شك أن الوالدين لا يحبان أن ينشأ أبناؤهما على الغش ، ولا أن يحصلوا على النتائج المشرفة بالغش ، وإنما يريدان لهم النجاح والتوفيق بمجهودهم وعملهم .
ومن أراد الحصول على النجاح والدرجات العالية فعليه بالجد والاجتهاد والمذاكرة لا بالغش ، فإن الغش تمقته النفوس ، والغاش يكرهه الناس ، وهو خلاف الصدق والأمانة ، وحليف الكذب والخيانة ، فعلى العاقل تجنبه .
فإذا علم المسلم أن الغش في الامتحانات هذه صفته ، وتأسى بأهل الجد والمذاكرة ، عزفت نفسه عن هذه الخصلة المذمومة وتجنبها .
وأما سماح المعلمة للطالبة بإكمال إجابة الامتحان في بيتها فهو خيانة للأمانة التي هي مؤتمنة عليها ، ثم هي ظلم للآخرين الذين لم تتح لهم هذه الفرصة ، إن كانت الأنظمة تسمح بذلك ، وهو أمر غير موجود بالقطع ؛ ثم كان سببا في تيسير الغش لهذه الطالبة ، فتتحصل به على درجات ونتائج ومنزلة لا تستحقها .
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن الغش في الاختبارات الدراسية إذا كان المدرس على علم بذلك؟
فأجاب :
" الغش محرم في الاختبارات ، كما أنه محرم في المعاملات ، فليس لأحد أن يغش في الاختبارات في أي مادة ، وإذا رضي الأستاذ بذلك فهو شريكه في الإثم والخيانة " انتهى .
"مجموع فتاوى ابن باز" (6/ 397)
وينظر جواب السؤال رقم : (136774) .
والله تعالى أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android