نصيحة لشاب يريد العمل في الإعلام لينصر الإسلام
السؤال: 175795
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أنا أخ صغير لكم مقبل على الجامعة للالتحاق بوظيفة في الإعلام – إن شاء الله – ، أكتب لأسأل عن النصيحة والدعاء إن أمكن في أن يهديني الله لاتخاذ القرارات التي لا تغضب الله ،
فكما نرى اليوم فالإسلام يصور بصورة مشوهة وسلبية من خلال الإعلام ، وأنا حذر جدّاً تجاه الدخول في هذه الصناعة ؛ لأنني ربما أضطر لكتابة أو عمل شيء ما يضاد الإسلام وتعاليمه ، على سبيل المثال : العمل مع الصور أو كتابة شيء ما غير حقيقي ، وخصوصاً لأني أريد العمل في مجال الإعلانات ، أدرك أنني أستطيع استغلال ذاك المجال للعمل للإسلام على سبيل المثال في الدعوة وغير ذلك ، ولكن الشركات مثل ” إنديمول ” – والتي تعتبر من أكبر الشركات – والتي تدفع جيِّداً وأنا على اتصال ببعض الناس الذين يستطيعون الحصول لي وظيفة فيها بعد الجامعة ، وبكل وضوح كما تعلمون أن تلك الشركات اهتماماتها ليست تجاه الدعوة .
سؤال آخر:
والذي يشغل بالي هو : كيف أنفع الأمة من خلال مهارات الإعلام إذا لم أعمل في شركة كبيرة ؟ فالعمل في مؤسسة صغيرة سوف يحد من مهارات الإنسان ، علاوة على أنه سيحد من الفائدة التي أستطيع تقديمها للإسلام ؛ والسبب الذي من أجله التحقت بالإعلام ؛ لأني وجدت مواده شيقة وسهلة وأنا أستمتع بها ، علاوة على أني أدرس أيضاً الاقتصاد والذي من الممكن أن يكون أنفع للإسلام ، ولكنه أصعب في المواد الدراسية وأقل متعة في الدراسة ، بالإضافة إلى هذا فلا بدَّ أن أشارك في الربا للذهاب إلى الجامعة والتي هي المشكلة الأكبر ، أفهم أن هذا حرام ولكن ليس هناك أي بديل وأتمنى أي حل ، فما نصيحتكم في أمر الإعلام التي تنصحونني بها ؟
من فضلكم أرجوكم الدعاء لوالدي الذي توفي .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً:
نسأل الله أن يثبتك على دينه وأن يوفقك لما فيه رضاه ، ونسأله تعالى أن يرحم والدك
وأن يدخله الفردوس الأعلى .
ثانياً:
نحن على علم بأهمية الإعلام في كل عصر ومصر ، وفي زماننا هذا صار الإعلام جزءاً
مهمّاً في حياة كل فرد ، ومن تأمل في أثر الإعلام على الناس في إفساد دينهم
وأخلاقهم علم مدى الحاجة لوجود إعلام مضاد لذاك الفاسد يقابل إفساده بالإصلاح
ويقابل تضليله بالهداية ، وقد حصل أن وفَّق الله تعالى المسلمين لإنشاء قنوات
إسلامية كثيرة تخلو – في غالبها – من أي محذور شرعي – بفضل الله – أَمن فيها المسلم
على دينه وأمن على أفراد أسرته في مشاهدتها والاستماع لها .
وبعض تلك القنوات لها هيئات شرعية تقوم على مراقبة برامجها ودعاياتها التجارية قبل
عرضه ؛ لتنحية ما هو مخالف للشرع أو مخالف للذوق العام ، وأكثرها ليس له تلك
الهيئات لكنهم يعلمون أنهم يتابَعون من مشايخ وعلماء وطلبة علم وهم لا يستنكفون –
إن شاء الله – عن قبول النصح والتراجع عما أخطئوا فيه .
ثالثاً:
لا يجوز للمسلم أن يعمل في القنوات الهابطة ، ولا في شركات مشهورة وقوية في مجال
الإعلانات ؛ إذا كان العمل فيها مشتملا على مخالفات للشرع ، ولأن يعمل الإنسان في
مؤسسة صغيرة مع سلامة دينه ، خير له من العمل في مجال يعرضه للمحرمات ولو كان هدفه
نصرة الدين ، وليحذر الإنسان من المشاركة في المعصية والتعاون على الإثم ، قال
تعالى ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى
الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )
المائدة/ 2 .
وانظر – في تحريم العمل في الدعايات التي فيها مخالفات للشرع – أجوبة الأسئلة (
102782 ) و (
107677 ) و (
120136 ) .
ولتعلم – أخي السائل – أن بعض الشباب
المتحمس لنصرة الإسلام أخطأ طريقه للوصول إلى غايته النبيلة تلك ، فبعضهم أراد أن
يكون النشيد طريقه لذلك فراح يعمل مع مغنين وفي ” استوديوهات غنائية ” حتى فتن في
دينه ، وبعضهم سافر إلى بلاد غربية لدراسة الإعلام والوقوف على آخر تقنياته ولم
يرجع ! وقسم ثالث دخل القنوات الفضائية المخالفة للشرع إما للعمل فيها لاكتساب خبرة
أو للتدريب فيها ، فاختلط بالنساء المتبرجات ، وسمع المحرمات فانخرط مع تلك القنوات
وصار من أهلها ، فالحذر الحذر ، ونحن نشكر لك غيرتك على الإسلام ، وأحببنا فيك
سؤالك النصح فيما تعمل ، ونرجو منك الاستجابة لنصحنا ، وخاصة أنك في مقتبل عمرك وفي
أوج قوتك ، وفي مثل هذا العمر يتعرض الشاب للفتنة ما لا يتعرض له بعد أن يشيخ ،
والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين ، ونرجو أن نراك مبدعاً في العمل الإعلامي
لنصرة الإسلام ، ولو كانت إمكاناتك قليلة وضعيفة ، وهاهم شباب صغار في السن قاموا
بأعمال إعلامية جليلة لنصرة الإسلام ونشروا موادهم على ” اليوتيوب ” وكتب الله لها
نجاحاً مبهراً ، من غير أن يمتلكوا وسائل إعلامية حديثة ، والمهم في ذلك : الصدق مع
الله تعالى ، وعدم الوقوع في الحرام ، والله يحفظك ويرعاك .
رابعا : الاقتراض بالربا محرم تحريما شديدا ، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم آكل
الربا وموكله وشاهديه وقال : هم سواء . رواه مسلم .
فاجتهد في تحصيل نفقات الجامعة من طريق حلال ولو بالعمل ساعات من اليوم ، أو
الاتجار في وقت الإجازة ، ونسأل الله أن ييسر أمرك ، ويغنيك من فضله .
والله أعلم
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
![answer](/_next/image?url=%2F_next%2Fstatic%2Fmedia%2Fanswer.91a384f1.png&w=64&q=75)
موضوعات ذات صلة