تنزيل
0 / 0

احترق مسجدنا لمرتين متتاليتين ، فهل ذلك بسبب ما فيه من بدع ومخالفات ؟

السؤال: 176119

شبّ حريق جزئي في مسجدنا العتيق والمتهرئ لمرتين متتاليتين في الستة أشهر الأخيرة بسبب أشغال تثبيت شبكة كهربائية جديدة ، وقلنا قدَّر الله وما شاء فعل ، لكن فكرت مليّاً وقلت : هل يصيبنا غضب الرب جل وعلا ونحن نعبده ونتضرع إليه في أفضل بقاع الله سبحانه وتعالى على الأرض ؟ .
والحقيقة المؤسفة أنه في مسجدنا هنالك سلوكيات سيئة ومخالفة للكتاب والسنة :
الغيبة والنميمة ، واللغو ، والتنابز والتحاسد والتنافر والبغي داخل المسجد ، وإنشاد الحاجة داخل المسجد ، والتسول داخل المسجد ، وعادة الكلام في الأمور الدنيوية داخل المسجد قبل وبعد الصلوات ، وعدم إتمام الصفوف الأول فالأول ، وحجز الأماكن ، وانتظار إقامة الصلاة خارج المسجد ، والرقية على قارورات الماء من طرف إمام الصلوات الخمس ، وأيضا التهاون في بعض الأحيان من الإمام الراتب للصلوات الخمس في الأذان وإقامة الصلاة ، وتوقيف مجالس العلم من الإمام الخطيب لتحضير رسالة دكتوراه في الشريعة الإسلامية ، وعدم الاستعانة بطلاب العلم من رواد المسجد المتطوعين في أداء مهام المسجد كالأذان والصلاة في غياب الإمام الراتب والتدريس إلا القلة القليلة منهم وخاصة أثناء الدورات العلمية النادرة جدّاً .
أما طبيعة الدروس إن وجدت فهي تدور في الغالب حول ما يجب أن يعرف من الدين بالضرورة والتفسير والسيرة ، أما دروس تزكية النفس وأمراض القلوب والآداب العامة والمواعظ والحكم فلا وجود لها إلا نادراً وعلى مجلة المسجد والناس في الغالب الأعم لا يقرؤون .
مع العلم أن مسجدنا في الأصل هو كنيسة كبيرة ( كاتدرائية ) حوِّلت – بفضل الله – إلى مسجد ، ورغم تطهيرها وإزالة بعض المعالم إلا أن شكل البنيان بقي على أصله ، وكل المحاولات لإعادة بنائها من الأساس لم ييسر الله عز وجل لهذا العمل ، وقيل لنا : إنها مصنفة كتراث عالمي تاريخي من طرف المنظمات العالمية ، وهذا نظنه بفعل فاعل ، والله أعلم .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:
لا حرج على من اشترى كنيسة فحوَّلها لمسجد لتصير بيتاً من بيوت الله يقام فيه
التوحيد ويكون مكاناً لصلاة المسلمين كما بينَّاه في جواب السؤال رقم (
2194 ) .
يُشترط لذلك : أن تُطمس صورها وتماثيلها وأصنامها ، وأن تزال صلبانها ، وشعارات
الكفر منها ، وأما شكل البناء الخارجي فلا بأس من إبقائه على ما هو عليه وخاصة أنكم
لا تملكون تغييره .
وانظر جواب السؤال رقم ( 163468 ) .
ثانياً:
لا يمتنع أن تتعرض المساجد لما تتعرض له البيوت المبنية من غرق وحرق وهدم ، بل حتى
الكعبة المشرفة قد تعرضت لهذه الأمور فحصل لها القصف بالمنجنيق والحرق والهدم
والغرق ، وقد تعرض – كذلك – المسجد النبوي والمسجد الأقصى للاحتراق ، فيجب النظر في
الأسباب التي دعت لحصول هذه الأمور في بيوت الله عز وجل من حيث مدى قوة أساس البناء
، والالتزام بكميات المواد المستعملة في التشطيب ، ومن حيث النظر في الأشغال
الكهربائية ، وغير ذلك مما يعرفه المختصون مما قد يسبِّب انهياراً للمبنى أو تهدماً
لأحد جوانبه أو اشتعال الكهرباء فيه .
وما ذكرتَه من أفعال يقوم بها بعض المصلين من مخالفات للشرع ، لا تقتضي بالضرورة أن
يكون احتراق المسجد أو تهدمه من آثارها ، وليس لما يفعله أولئك فيها علاقة ظاهرة
باحتراقه ؛ فها هي الكعبة المشرفة كان يُذكر فيها اسم الله ، ويطاف حولها ، ويعظم
فيها التوحيد ، وليس فيها شيء من هذه البدع ؛ ولم يمنع ذلك من تعرضها لما تعرضت له
من حوادث .
هذا مع أنه ليس كل ما ذكرتَه هو من المخالفات والمعاصي .

وأما المخالفون للشرع من المصلين فيه ، فهم آثمون على معاصيهم
تلك ، ومستحقون للجزاء عليها ، فعليكم نصحهم وتذكيرهم بما أوجب الله عليهم من
الالتزام بدينه والاستقامة على شريعته.

والله أعلم

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android