هل يجوز أن يسمي ابنته بـ ” النازعات ” ؟
السؤال: 176437
النازعات هي إحدى سور القرآن وتعني ” الملائكة التي تنزع نزعاً شديداً”. وأريد أن أسمي ابنتي بهذا الاسم، فهل هذا سائغ؟ وشكراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً :
يقول الله عز وجل : ( وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا *
وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا )
النازعات/ 1 – 5
وهؤلاء كلهم ملائكة الرحمن سبحانه وتعالى ، يقوم كل منهم بما يوكل إليه من أعمال .
فالنَّازِعَات غَرْقًا هم الملائكة ، حين تنزع أرواح بني آدم ، فمنهم من تأخذ روحه
بعُنف فَتُغرق في نزعها ، ومنهم من تأخذ روحه بسهولة وكأنما حَلَّته من نشاط ، وهو
قوله: ( وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا )
“تفسير ابن كثير” (8 /312)
ولا يصح تسمية البنت بأي من هذه الأسماء ؛ لأن هذه ألقاب وصفات أطلقت على الملائكة
لما يقومون به من أعمال متنوعة ، فأطلقت عليهم هذه الأسماء كلٌ بحسب نوع عمله ، كما
يقال في الحياة الدنيا : هذا طبيب وهذا مهندس وهذا محاسب ، لم تطلق هذه الألقاب على
أصحابها إلا لمناسبة العمل الذي يقومون به ؛ فمن لم يكن قائما بهذا المقام ، مكلفا
بهذا العمل من ربه ، فإنه لا يسمى بهذا الاسم ، ولو كان من الملائكة ، فضلا عن
البشر .
ثانيا :
لا يجوز تسمية البنات بأسماء وألقاب الملائكة المكرمين ؛ لأن في هذا تشبها
بالمشركين الذين قال الله فيهم : ( وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ
عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ
وَيُسْأَلُونَ ) الزخرف/ 19 ، وقال سبحانه : ( أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ
بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ
قَوْلًا عَظِيمًا ) الإسراء/ 40
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه
الله : ” أما تسمية النساء بأسماء الملائكة ؛ فظاهر الحرمة ؛ لأن فيها مضاهاة
للمشركين في جعلهم الملائكة بنات الله ، تعالى الله عن قولهم “. انتهى من “معجم
المناهي اللفظية” ( ص 565 ) .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه
الله :
ما حكم تسمية البنت بـ”ملاك” ؟
فأجاب : ” ملاك مفرد ملائك ، فلا يُتسمى بها . كما أن في ذلك نوع موافقة لفعل
الكفار في تسمية الملائكة بنات الله . ( وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ
عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً ) فهذا المعنى يدعو إلى المنع أيضاً ” انتهى .
“ثمرات التدوين من مسائل ابن عثيمين” (ص 128)
ثالثا :
في الأسماء المستحسنة – وهي كثيرة بحمد الله – الكفاية والمندوحة عن مثل هذه
الأسماء التي أقل أحوالها أن يقال : فيها شبهة .
قال ابن عثيمين :
” أنا أكره أن يسمى الإنسان ابنته مِلاك أو مَلاك وأقول: هل ضاقت عليه الأسماء ؟
الأسماء ألوف مؤلفة ، وربما لا يكون عنده إلا هذه البنت ، فالأسماء كثيرة يأخذ من
أسماء نساء الصحابة رضي الله عنهن ، من أسماء نساء بلده ، أما أن يأتي إلى أشياء
أدنى ما نقول إن فيها شكاً ، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك . والأسماء والحمد لله
واسعة ” انتهى .”اللقاء الشهري” (1 /184) .
رابعا :
هذا الاسم غير معروف في الناس ، ولغرابته قد يثير حوله الكلام والتساؤلات والتهكمات
ونحو ذلك مما درج عليه كثير من عامة الناس .
وكون ” النازعات ” اسم لإحدى سور القرآن لا يدل على مشروعية تسمية الناس به ؛
فالبقرة مثلا وكذا النحل والنمل والعنكبوت أسماء لسور من سور القرآن ، ومع ذلك لا
يسوغ التسمية بها ؛ بل نص بعض أهل العلم على كراهة التسمي بأسماء سور القرآن .
وينظر جواب السؤال رقم (7180) ، ورقم
(82786) .
والله أعلم
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
موضوعات ذات صلة