تنزيل
0 / 0

هل يجوز للرجل أن يكتب البيت باسم مطلقته ؟

السؤال: 177327

أبي طلق أمي جميع الطلقات ولا يمكن أن يعودوا لبعض مرة أخرى ، وهو أوقع على أمي جميع أنواع الظلم والإهانة وسوء المعاملة والبخل عليها ، بل خانها جسديا مع أكثر من امرأة .
المهم أن حصيلة هذا الظلم جعلت أمي تمرض نفسيا وتعبت أعصابها ، فأصبحت لا يطاق العيش معها ، وهو عنده الآن بيتان : أحدهما تسكن فيه الأم وأولادها ، والآخر يسكن فيه هو ، والبيتان مبنيان من الطوب والإسمنت بدون مسلح ، ومسقوفان بالخشب ، البيت الذي نعيش فيه مع والدتنا لم يبنه هو لنا ، بل بناه لنا أهل الخير بعدما تركنا من خمس سنين ، وهرب .
ولكنه يهددنا بأنه سيبيعه ؛ فهل يجوز لنا حفظا لحقنا وحق والدتنا أن نطالبه بأن يكتب لنا هذا البيت الذي نعيش فيه ، مقابل أن تتنازل له والدتنا عن مستحقاتها ، مهرها ومؤخرها والمتعة وما يجب أن يدفعه لها طوال حياتها ، تتنازل عن كل ذلك مقابل أن يكتب لنا هذا البيت الذي نعيش فيه ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

يجوز لوالدك أن يكتب البيت المسئول عنه لوالدتك ، وأن يجعل ذلك هبة محضة ، أو مقابل
ما لها من المهر ومؤخره إن كان .
وذلك مراعاة لأمور :
الأول : أن والدتك لم تعد زوجة له ، فلو كان لأبيك زوجة أخرى ، لم يلزمه العدل
بينهما ؛ لعدم قيام الزوجية ، وإن لم يكن له زوجة أخرى ، فليس هناك ما يمنعه من أن
يعطي بيتا أو غيره لمطلقته .
الثاني : لو أراد أن يكتب البيت باسمكم ، أي باسم أبنائه ، فإن لم يكن له أبناء من
زوجة أخرى ، فلا حرج عليه في كتابته باسمكم ؛ لأن للرجل أن يهب أولاده ما شاء ، وإن
كان له أبناء آخرون : لزمه العدل بينهم في العطية ، فإن كتب لأحدهم شيئا ، كتب
للآخر مثله . وينظر : سؤال رقم (22169)
ورقم (89720) .
الثالث : أن البيت إذا لم يكن لأبيك فيه شيء ، لا أرض ولا بناء ، وإنما بناه أهل
الخير لكم ، فهو ملك لكم ، وليس لأبيك فيه شيء .
وإن كانت الأرض ملكا لأبيك ، فيقال فيها ما سبق : فيجوز أن يكتبها لمطلقته ، أو
لأبنائه إن لم يكن له أبناء آخرون ، أو كان له أبناء آخرون وعدل بين الجميع في
العطية .
وننبه إلى أنه لا يجوز اتهام أبيك بالزنا ، وأن ذلك يعد قذفا ، ما لم تأت عليه
بأربعة شهود ؛ لقوله تعالى : ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ
يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا
تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ . إِلَّا
الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ
رَحِيمٌ ) النور/4 ، 5 .
ثم إن الأب له حق في البر والصلة والإحسان ، مهما كان فاسقا أو ظالما .
نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين أجمعين .
والله أعلم .

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android