تنزيل
0 / 0

من سب المسلمين ومدح الكفار فهو على شفا هلكة

السؤال: 178354

ما حكم من سب المسلمين ومدح الكفار ، بل يتمنى أن يصبح منهم ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أمر الله تعالى عباده المؤمنين بمحبة بعضهم بعضا وموالاة بعضهم بعضا ، كما أمرهم ببغض عدوهم ومعاداته في الله ، وبين سبحانه أن الموالاة لا تكون إلا بين المؤمنين ، وأن المعاداة بينهم وبين الكافرين وحصول البراءة منهم من أصول عقيدتهم وتمام دينهم ، وفي ذلك من الآيات والأحاديث وقول السلف ما لا يكاد ينحصر .

فمن ذلك قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) المائدة/ 51 .

وقوله عز وجل : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) المائدة/ 55-57 .

وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الحب في الله والبغض في الله من عرى الإيمان ؛ فروى أبو داود (4681) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ وَأَبْغَضَ لِلَّهِ وَأَعْطَى لِلَّهِ وَمَنَعَ لِلَّهِ فَقَدْ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ ) .

صححه الألباني في “صحيح أبي داود” .

قال العلامة أبو الطيب صديق بن حسن البخاري رحمه الله في كتاب “العبرة” (ص 245) :

” وأما من يمدح النصارى ، ويقول إنهم أهل العدل ، أو يحبّون العدل ، ويكثر ثناءهم في المجالس ، ويهين ذكر السلطان للمسلمين ، وينسب إلى الكفار النّصيفة وعدم الظلم والجور ؛ فحكم المادح أنه فاسق عاص مرتكب لكبيرة ؛ يجب عليه التوبة منها والندم عليها ؛ إذا كان مدحه لذات الكفار من غير ملاحظة الكفر الذي فيهم . فإن مدحهم من حيث صفة الكفر فهو كافر ، لأنه مَدَح الكفر الذي ذمته جميع الشرائع ” .

وقال الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله :

” من اعتقد أن اليهود والنصارى على دين صحيح فهو كافر ، ولو عمل بكل شرائع الإسلام وأنه مكذب لعموم رسالته صلى الله عليه وسلم .

وعلى هذا فذِكر ما عند الكفار من أخلاق محمودة على وجه المدح لهم والإعجاب بهم وتعظيم شأنهم حرام ، لأن ذلك مناقض لحكم الله فيهم ” انتهى .

http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15302

بل قال الإمام النووي رحمه الله في ضمن ألفاظ الردة :

” وَلَوْ قَالَ مُعَلِّمُ الصِّبْيَانِ: الْيَهُودُ خَيْرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِكَثِيرٍ  ؛ لِأَنَّهُمْ يَقْضُونَ حُقُوقَ مُعَلِّمِي صِبْيَانِهِمْ ، كَفَرَ ” انتهى من “روضة الطالبين” (10/69) .

فإذا جمع إلى سب المسلمين ومدح الكافرين تمني أن يكون من الكافرين ، فهو كافر خارج عن ملة الإسلام ، يرفع أمره للقضاء الشرعي فيستتاب ويُعَلّم دينه فإن تاب وإلا قتله ولي الأمر ردةً .

وينظر جواب السؤال رقم (6688) .

والله أعلم .

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android