تنزيل
0 / 0
8,07808/06/2012

تدرس الطب وتريد الالتحاق بأكاديمية للعلوم الشرعية مع رفض والدتها

السؤال: 178363

أنا فتاة في إحدى كليات القمة “العملية” بالسنة الرابعة من الدراسة ، مشكلتي كالآتي أنني أريد الالتحاق بالأكاديمية الإسلامية للشباب ، ووافق أبي علي ذلك والحمد لله ، ولكن أمي تري أن هذا سيضيع علي دراستي الأساسية ، وقالت: أنا لست راضية عن ذلك ، وحتى عندما قلت لها : يا أمي هناك فرق بين البر والطاعة .
فأقرت أني أبرها ولكنها غير موافقة على هذا القرار ، مع العلم أني أعتقد بعون الله أني قادرة علي الحصول علي تقدير “جيد جدا” في دراستي حتي بعد التحاقي بالأكاديمية .
فهل إن التحقت بهذه الأكاديمية أكون عاقة لوالدتي وآثمة ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

إذا كانت الأكاديمية في نفس مدينتك ، فلا حرج عليك في الالتحاق بها مع رفض والدتك ؛
لأنه لا يلزم استئذان الوالدة في طلب العلم في الحضر ، ولا تجب طاعتها في تركه .
روى الخلال عن أحمد رحمه الله : ” أن رجلا سأله : إني أطلب العلم ، وإن أمي تمنعني
من ذلك ، تريد حتى أشتغل في التجارة ، قال لي : دارِها وأَرضها ، ولا تدع الطلب “
انتهى من ” الآداب الشرعية ” (2 /35) .
وقال إسحاق بن إبراهيم : سألت أبا عبد الله عن الرجل يكون له أبوان موسران يريد طلب
الحديث ولا يأذنان له ؟ قال : يطلب منه بقدر ما ينفعه ، العلم لا يعدله شيء ” .
انتهى من “الآداب الشرعية” (2/36) .

فقول أحمد رحمه الله : ”
دارِها وأَرضها ولا تدع الطلب ” وقوله : ” يطلب منه بقدر ما ينفعه ، العلم لا يعدله
شيء ” هو في حق من يطلب العلم في بلده ، فينبغي أن يرضي والديه ، ويداريهما ؛ يعني
: لا يواجههما بما يكرهان ، مع الحرص على طلب العلم .

وقال في الآداب : (1/ 462) :
” والمراد والله أعلم أنه لا يسافر لمستحب إلا بإذنه ، كسفر الجهاد ، وأما ما يفعله
في الحضر كالصلاة النافلة ونحو ذلك فلا يعتبر فيه إذنه ، ولا أظن أحدا يعتبره ، ولا
وجه له ، والعمل على خلافه . والله أعلم .
ويتوجه أن يراد بالسفر ما فيه خوف كالجهاد ، مع أن الجهاد يراد به الشهادة ، ومثله
الدخول فيما يخاف فيه في الحضر ، كإطفاء حريق ونحو ذلك ” .
وقال أيضا (1/ 646) : ” ومقتضى كلام صاحب المحرر هذا : أن كل ما تأكد شرعا لا يجوز
له منع ولده ، فلا يطيعه فيه ، وكذا ذكر صاحب النظم : لا يطيعهما في ترك نفل مؤكدٍ
، كطلب علم لا يضرهما به ” انتهى .
وجاء في “فتاوى اللجنة الدائمة” (25/397) : ” ولد سجل في إحدى المعاهد ليدرس ، ولكن
والده غير راض بذلك ، ويريد من ولده أن يشتغل بالتجارة ولا يدرس ، فهل يحق للولد أن
يعصي والده ويدرس أم يطيعه ويترك الدراسة ؟
الجواب : ينبغي للابن أن يجمع بين الحسنيين ، فيطلب العلم ويساعد والده على تجارته
، وإذا أصر والده على إلزام ابنه بترك طلب العلم والاشتغال بالتجارة ، فإنه لا
يطيعه في ذلك ، وليس هذا من العقوق ” انتهى .
وانظري للفائدة : السؤال رقم (11558)
.
ونوصيك بالإحسان إلى والدتك ، وتأليف قلبها ، والسعي لإرضائها ، مع الاجتهاد في
دراستك ، وفي طلب العلم الشرعي في هذه الأكاديمية النافعة إن شاء الله .
ونسأل الله لك التوفيق والسداد .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android