تنزيل
0 / 0

هل ثبت أن عمر رضي الله عنه كتب كتابا إلى نيل مصر ليجري ماؤه بإذن الله ؟

السؤال: 178417

ما صحة القصة التي تقول إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب رسالة إلى نيل مصر ؟ تبدو لي غير منطقية لأن القرآن والسنة لا يؤيدان مثل هذه القصص.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

قال ابن كثير رحمه الله :
” روينا من طريق ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج عمن حدثه قال : لما افتتحت مصر أتى
أهلها عمرو بن العاص – حين دخل بؤونة من أشهر العجم – فقالوا : أيها الأمير ،
لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها . قال: وما ذاك ؟ قالوا: إذا كانت اثنتي عشرة ليلة
خلت من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر من أبويها ، فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من
الحلي والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها في هذا النيل .
فقال لهم عمرو : إن هذا مما لا يكون في الإسلام ، إن الإسلام يهدم ما قبله .
قال : فأقاموا بؤونة وأبيب ومسرى والنيل لا يجري قليلا ولا كثيرا ، حتى هموا
بالجلاء ، فكتب عمرو إلى عمر بن الخطاب بذلك ، فكتب إليه : إنك قد أصبت بالذي فعلت
، وإني قد بعثت إليك بطاقة داخل كتابي ، فألقها في النيل .
فلما قدم كتابه أخذ عمرو البطاقة فإذا فيها ” من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى
نيل أهل مصر : أما بعد ، فإن كنت إنما تجري من قبلك ومن أمرك فلا تجر فلا حاجة لنا
فيك ، وإن كنت إنما تجري بأمر الله الواحد القهار ، وهو الذي يجريك فنسأل الله
تعالى أن يجريك ”
قال : فألقى البطاقة في النيل ، فأصبحوا يوم السبت وقد أجرى الله النيل ستة عشر
ذراعا في ليلة واحدة ، وقطع الله تلك السنة عن أهل مصر إلى اليوم ” انتهى من
“البداية والنهاية” (7 /114-115)
وهكذا رواه ابن عبد الحكم في “فتوح مصر” (ص165) واللالكائي في “شرح اعتقاد أهل
السنة” (6/463) وابن عساكر في “تاريخ دمشق” (44 /336) وأبو الشيخ في “العظمة”
(4/1424) من طريق ابن لهيعة به .
وهذا إسناد ضعيف لا يصح ، ولا يثبت بمثله هذا الخبر ، وابن لهيعة ، واسمه عبد الله
بن لهيعة بن عقبة ، ضعيف كان قد اختلط ، وهو مع ذلك مدلس ، راجع “التهذيب”
(5/327-331) ، “ميزان الاعتدال” (2/475-484)
وقيس بن الحجاج صدوق من الطبقة السادسة عند الحافظ ابن حجر ، وهم الذين لم يثبت لهم
لقاء أحد من الصحابة . انظر : “تقريب التهذيب” (1 /25) .
وكان تارة يرويه مرسلا ، وتارة يرويه عمن حدثه ، ومن حدثه مجهول لا يعرف .
فالخبر ضعيف لا يصح .

وهذه القصة لو كانت صحيحة
لذاع صيتها ، ولانتشر خبرها ، ولتوافرت الهمم على نقلها بالأسانيد الثابتة ؛ لأنه
حدث عظيم ، وأمر جليل ، لا يغفل مثله ، بل أدنى منه ، المؤرخون والرواة .

والله أعلم

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android